في سابقة خطيرة.. الاعلام السعودي يفرد مساحة لتصريحات ناطق جيش الاحتلال الاسرائيلي
شهارة نت – الرياض :
إستمرارا للتطبيع العلني مع كيان الإحتلال، همّش الإعلام السعوديّ القمّة الداعمة للقدس. ولم يزد الطين بلّة إلا تحوّل موقع صحيفة “إيلاف” الإلكتروني، الذي يملكه الإعلامي السعودي عثمان العمير المقرب من الديوان الملكي، إلى منبر للمسؤولين الصهاينة يكتبون فيه رواياتهم عن فلسطين المحتلة ويطلقون منه تهديدات عسكرية ضد دول عربية أخرى.
وقد وصل به الفجور إلى نشر مقال للمتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي هاجم فيه المقاومة الفلسطينية ووصفها بـ”الإرهاب”.
المقال جاء مشتركًا بين الكاتب مهدي مجيد عبدالله والمتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عنوانه “حماس… ثلاثون عامًا”، في ذكرى تأسيس “حركة المقاومة الإسلامية”.
إستعرض المقال سيرة تاريخية لحماس، مدعيا أنها منذ نشأتها “لم تعبر عن مطالب الفلسطينيين بل كانت بندقية حرب تستعملها إيران تارة وجهات أخرى تارة أخرى”.
وبحسب “أفيخاي” وعبد الله أن حماس “على الأغلب تقودها مصالحها الضيقة لتحقيق مآربها غير المشروعة، وهي لا تشكّل خطرًا على الفلسطينيين ودولة إسرائيل فحسب بل تجاوزته إلى دول الجوار، الأمر الّذي دفع بعض هذه الدول أن تصدر قرارًا باعتبارها حركة ارهابية أو جماعة محظورة”، على ادعائهما.
وزعما أن حماس لم تقدم شيئا للفلسطينيين “سوى التخلف والجهل والفقر وتضييع مستقبل الشباب وزرع الكراهية والحقد داخلهم”.
وادعى أفيخاي وعبد الله أن حماس استخدمت المساعدات والتبرعات التي قدمت لقطاع غزة في بناء مدينة أنفاق كاملة تحت الأرض بعضها “يخترق السيادة الإسرائيلية وتهدد بتصعيد عسكري آخر إذا استخدمتها”.
وأشارا إلى تقارير أمنية عسكرية إسرائيلية بأن حماس استثمرت نحو 150 مليون دولار منذ انتهاء حرب 2014 في حفر الأنفاق إضافة إلى العشرات من عناصرها الذين ارتقوا خلال حفر هذه الأنفاق.
وقالا إن “تكلفة كل نفق تبلغ 3 مليون دولار، وهذا يعني انها كانت قادرة على بناء 86 منزلًا أو 7 مساجد أو 6 مدارس و19 عيادة طبية بهذا المبلغ الطائل”.
وقدم أفيخاي وعبد الله تقديرا مزعوما لحجم الأموال التي أنفقتها حماس منذ عام 2004، زاعمين أن هذه المبالغ التي أنفقت تكفي لبناء 300 مدرسة و4 جامعات، و100 مشفى مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية و12 حديقة.
سابقة أولى من نوعها
لم تكن هذه المرّة الأولى التي تتمادى فيها الصحيفة السعوديّة، ففي سابقة هي الأولى من نوعها وتأكيدا لما تم تداوله خلال الفترة الأخيرة حول هرولة السعودية للتقارب والتطبيع مع “إسرائيل”، أجرى موقعها قبل نحو شهر ولأول مرة حوارا مع رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال “جادي آيزنكوت” هاجم فيها المقاومة الفلسطينية، وقوى المقاومة في المنطقة.
وقالت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية حينها، إن مقابلة رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي, غادي إيزنكوت، مع صحيفة “إيلاف” السعودية التي تصدر من لندن، تمت بموافقة القيادات العليا في “إسرائيل”، وبمبادرة من الصحيفة السعودية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة قولها، إن تصريحات “إيزنكوت” بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعودية لم تكن مفاجئة، وإن الموقع تحول في السنوات العشر الأخيرة لقناة تواصل بين الخليج وإسرائيل.
وتابعت الصحيفة أن القيادة الإسرائيلية استخدمت “إيلاف” أكثر من مرة لتوصيل المواقف الإسرائيلية حول مختلف القضايا في المنطقة، وكلها بمبادرة من الصحيفة وليس من إسرائيل.
وصحيفة “إيلاف” التي تتخذ من لندن مقراً لها، هي واحدة من أقدم وأشهر المواقع الإلكترونية السعودية على الإنترنت، أما مؤسس الموقع ورئيس تحريره فهو الصحفي السعودي المعروف عثمان العمير، الذي يُعتبر أحد المقربين من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
وقال إيزنكوت في المقابلة: “نحن مستعدون لتبادل الخبرات مع الدول العربية المعتدلة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لمواجهة إيران”.
ورداً على سؤال عن حصول مشاركة معلومات مع السعودية في الفترة الأخيرة، قال: “نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات إذا اقتضى الأمر. هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا”.
وأكد مسؤول في جيش الاحتلال الإسرائيلي مضمون المقابلة، مشيراً إلى أنها الأولى من نوعها لرئيس أركان خلال وجوده في سدة المسؤولية مع وسيلة إعلام عربية.
تجاهل قمّة القدس
وقد تجاهل الإعلام السعودي، تغطية القمة الإسلامية التي عقدت في مدينة إسطنبول لمناقشة قضية القدس المحتلة والقرار الأمريكي باعتبارها عاصمة لإسرائيل، بمشاركة 48 دولة وحضور 16 زعيما منهم 10 من الزعماء العرب؛ يأتى ذلك تناغما وتماشيا مع التمثيل السعودى الضعيف فى القمة الذي انحصر فى وزير الاوقاف.
هذا وإن جميع الصحف السعودية، فضلا عن الوكالة الرسمية، لم تتطرق إلى القمة الإسلامية الطارئة في إسطنبول التي دعت إليها تركيا ردا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
أما محطات التلفزة السعودية فكانت أسوأ حالا من الصحف حيث تجاهلت القمة الإسلامية بشكل أوضح، وانشغلت قناة “العربية” بتغطية أخبار البورصة وأسواق المال والاقتصاد بدلا من بث الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية.
واكتفت الصحف السعودية بتسليط الضوء على القضايا الداخلية، ولقاء الملك سلمان بنظيره الأردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء، قبل قدومه إلى إسطنبول للمشاركة في القمة الإسلامية. فهل نرى قريبا علاقات علنية خليجية إسرائيلية؟ وهل تعود مكاتب التمثيل للظهور أو ربما سفارات وقنصليات؟ شيئ ليس مستبعدا خصوصا بعد دعوات الزيارة التي يوجهها كيان الاحتلال لمسؤولين سعوديين!.