انتصار العراقيين على داعش.. الدلالات والاستحقاقات
شهارة نت – العراق
حذر الشیخ محمد اليعقوبي من الاكتفاء بالنصر العسكري والغفلة عن أوجه الصراع الأخرى التي تكتنف المنطقة، ولفت الى ضرورة تعزيز النصر باتخاذ عدة اجراءات إصلاحية على المستوى الأمني والعسكري والفكري والأخلاقي والسياسي والاقتصادي وغيرها.
واعتبر المرجع الديني الشيخ اليعقوبي ان الانتصار على قوى الشر والعدوان والارهاب والتكفير انما هو نصٌر على مؤامرة دولية كبرى استهدفت تخريب حضارة العراق وتمزيق نسيجه الاجتماعي وخلق لبؤر الفساد والفتن على ارضه..
وربط سماحته بين قرار الرئيس الأمريكي الأخير بالاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني وفشل هذه المؤامرة الكبرى.. التي عدّها من الفتن الجديدة التي يراد بها اشعال واشغال المنطقة.
جاء ذلك خلال عدة لقاءات مع وفود عشائرية ووجهاء ونخب ثقافية واجتماعية بمكتبه في النجف الاشرف
ودعا سماحته جميع احرار العالم للوقوف الى جانب العراق والعراقيين ومد يد العون فهم الذين دافعوا عن القيم الإنسانية النبيلة وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى وخلّفوا ما يزيد عليها من اعداد الارامل والايتام، ولم تمنعهم معاناتهم عن ارسال قوافل الدعم اللوجستي.
واكد سماحته في تهنئته للشعب العراقي – بيوم اعلان النصر على داعش – على ضرورة المحافظة على أسباب النصر – الذي لم يتحقق لولا لطف الله تبارك وتعالى بعد ان علم جل وعلا الإخلاص منهم – والتلاحم بين المرجعية الدينية وطبقات الشعب وعدم السماح لمن يريد ان يخلق الفجوة بين الشعب وقيادته المخلصة الواعية..
كما حذر سماحته من الاكتفاء بالنصر العسكري والغفلة عن أوجه الصراع الأخرى التي تكتنف المنطقة، ولفت الى ضرورة تعزيز النصر باتخاذ عدة اجراءات إصلاحية على المستوى الأمني والعسكري والفكري والأخلاقي والسياسي والاقتصادي وغيرها.
وطالب سماحته الحكومة العراقية وكل مؤسسات الدولة والقطاعين العام والخاص بإنصاف الشعب ومجازاته على هذا الاحسان العظيم باتخاذ قرارات وإجراءات تعينه على الصعوبات وتوفر له الحياة الكريمة.
وذكر مثالاً لذلك خصخصة الكهرباء حيث اعتبره قراراً محاطاً بالكثير من الغموض وعدم الشفافية.. ودعا المسؤولين في الوزارة الى طمئنة المواطن – خاصة من ذوي الدخل المحدود – وإزالة هواجسه بضمان عدم الاضرار به .
وفي نهاية حديثه شدد سماحة المرجع اليعقوبي على أهمية استمرار العمل المخلص الدؤوب ومحوريته وان نتذكر اننا مساءلون امام الله تعالى .. وطالب المسؤولين ببذل الوسع في رعاية عوائل الشهداء ومعالجة المصابين والنظر في حاجات عموم المواطنين الأخرى في مختلف الجوانب الصحية والتعليمية والخدمية وغيرها، وإيجاد فرص العمل حيث يمكن توفير الغطاء المالي لها بالتقليل من امتيازات الممنوحة لذوي الدرجات الخاصة وحواشيهم التي ارهقت الميزانية بمليارات الدولارات .