قمة منظمة التعاون الإسلامي الطارئة … انتکاسة جدیدة في حق القدس
بقلم / د. سهام محمد
انعقدت في اسطنبول القمة الإسلامیة لأجل القدس وحضر قادة فاعلون بالموقف والانتماء والدور وآخرون مشارکون بروتوكوليا أو مرغمون تحت عنوان القضية ،وغاب آخرون لم ينظروا لسرقه القدس کأولوية ،بل لمشاریع أخری فی بلدانهم کتثبیت عروشهم تحت عناوین مختلفه کمحاربة الفساد في بلادهم الواقعة على مفترق الزمان..
لم يجعل الغائبون عن القمه القدسَ محطةً جامعة ،ولم يتعالَوا عن الخلافاتِ كرامةً للمقدسات ،والغریب أنه فی ظل هذا التیه یُکشف عن دعوة علنية من وزيرِ الاستخباراتِ الصهيونية ،الذي أطلَّ عبر موقعِ ايلاف السعودي ،داعياً الأميرَ محمد بن سلمان لزيارةِ الكيانِ العبري.
وفي الوقت الذي کان فیه البعض من باقي الشرفاء في هذه الأمة کالرئیس اللبنانیي میشال عون الذي تکلم بلغة العروبة وبصوت عالٍ ومن علی منبر القمة بضرورة دعم انتفاضة شعبية فلسطینیة مخاطباً الشعوبَ العربيةَ للتحرك في بلدانِها وأماكنِ انتشارِها كقوةِ ضغط ،والحكوماتِ بالذهاب إلى مجلسِ الأمنِ لتعطيل القرارِ الأميركي ،وفي الوقت الذي طالبت فیه الجمهوریة الإسلامیة الإيرانية ممثلةً يرئیسها الشیخ حسن روحاني بضرورة تفعیل الوحدة الإسلامية مبینا أنها هي الطريق الوحيد لدعم الحقوق الإسلامية والقدس الشریف ،و محذرا بضرورة عدم تجاهل مخاطر الكيان الصهيوني والترسانة النووية التي يملكها ،کاشفا أیضا عن سعي بعض الدول لإقامة علاقات مع “إسرائيل” مما شجع ترامب على اتخاذ قراره بشأن القدس.
مقابلة موقعِ ايلاف مع وزير الاتصالات والاستخبارات الصهيوني يسرائيل كاتس ،لم تكن بريئة في توقيتها ،وكذلكَ دعوة كاتس إلى معاودةِ فتحِ خطوط قطار الحجاز ووصل “اسرائيل” بمحيطِها.
ما حصل فی قمة اسطنبول الیوم خطيرٌ جدا … إنه انتکاسة جدیدة للفلسطینیین وشعوب هذه الأمة حيث کان الکثیرون ینتظرون الإعلان عن دعم حقیقي لانتفاضة فلسطینیة جدیدة تعید المقدسات المسلوبة وتدعم خیار الشعب الفلسطیني للتحرر من ظلم الصهاینة.
کان من المنتظر من هذه القمة أن یعلن الکثیر من المشارکین فیها اتخاذ خطوات عملیهة أولها قطع العلاقات العلنیة مع “اسرائیل” وهي التي في معظمها تحتضن سفارات وبعثات دبلوماسیة للکیان ولیس آخرها الضغط علی السفارات الأمريكية لدیها أقله تجمید العلاقات الدبلوماسية واستدعاء السفراء ،لکن للأسف لم یحمل البیان الختامي للقمي أملا للشعب الفلسطیني ولا للشعوب العربیة إلا مزیدا من الخذلان والانتکاسات المتکررة.
إن الأخطر في هذه القمة هو الاعتراف ب’أبو ديس’ عاصمة لفلسطين ،هذا ما أرادته أمریکا بقرار رئیسها المتعجرف بدعم عربي ساهمت فیه دول بعینها وعلی راسها السعودیة وکانت غائبه الیوم بکل وضوح. فالإعلان بأن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين دون ذكر حدود ٤ حزيران ٦٧ يعني تخلي عن كامل المقدسات وتنفیذ للمطلب الامریکي الاسرائیلي.
ما حصل في اسطنبول اليوم تآمر سعودي مصري على الفلسطينيين ومبايعة مبطنة لترامب وكل ما عدا ذلك تضليل وذر الرماد بالعیون.