صحيفة قريش وفتاوى الأخوان !!
لا أحد يمكن له إدعاء الإلمام بأمور الدين ولا أحد يمكن له إدعاء حفظ وفهم الإسلام عقيدة وشريعة ونهجا?ٍ عن ظهر قلب ليس لأن أحدا?ٍ لا يمتلك من الذكاء والإدراك ما يؤهله لاستيعاب كل ما حملته أخر الرسالات السماوية فقها?ٍ وتشريعا?ٍ وسنة وأحكاما?ٍ وإنما لأن الدين الإسلامي رسالة أكبر وأكثر اتساعا?ٍ وأكثر تجددا?ٍ وأعمق من أن ينحصر فهمها واستيعابها على فقيه أو شيخ أو عالم أو يتوقف تجددها ومعرفتها في مرحلة زمنية معينة أو يحيط بمبتداها ويبلغ منتهاها علماء وفقهاء جيل من الأجيال بحيث لا يتركون جديدا?ٍ لمن سيأتي بعدهم ..
الإسلام أعمق من أن يتعامل معه علماء اليوم كصحيفة قريش المليئة بحقد الإنسان على أخيه الإنسان وأكبر من أن تحتويه إعجاز الزنداني التي لا تبتعد عن كونها ترجمات لما توصل إليه العلماء في الطب والفلك والجيولوجيا والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم التي نؤمن بأن القرآن الكريم سبق العلماء إليها وذكرها وأشار إليها قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة .. أما علوم الزنداني واكتشافاته المذهلة فتظل بروبقاندا وفانتازبا لإنسان تائه ما بين السياسة والدين والصيدلة والخطابة والبحث العلمي ومراقبة النجوم والكواكب بتلسكوبه الذي أسكنه سطح منزله وعجز عن إضافة نجمة واحدة إلى ما يعرفه ويعلمه الناس ..
الإسلام عقيدة وحياة وأخلاق وقيم وم?ْثل ومبادئ إنسانية أكثر سموا?ٍ ورقيا?ٍ من أن تقاس بسلوكيات متأسلمو اليوم الذين منحوا أنفسهم ألقابا?ٍ فقهية وأجازوا لأنفسهم تفسير الإسلام وتفصيله بمقاساتهم وحسب أهوائهم وبما يخدم أهدافهم ومصالحهم والتعامل معه كوسيلة يتم تسخيرها وتوظيفها لبلوغ أهداف دنيئة تؤكد أن هؤلاء أكثر قربا?ٍ من مبادئ وأخلاقيات ميكافلي وأكثر بعدا?ٍ عن الإسلام وأخلاقيات المبعوث رحمة للعالمين .
ولأنهم كذلك نجدهم اليوم أكثر حرصا?ٍ على استغلال الدين والاحتماء به والتعامل معه كدرع يحميهم ويعصمهم من الناس في الوقت الذي يجيز لهم انتهاك الحرمات ويبرر أخطاءهم وذنوبهم التي تتلاشى مهما عظمت بفتوى من أصغر علمائهم الذين يتبارون في تحويل الذنوب إلى حسنات مادام وأن الغاية من اقترافها تخدم أهداف الجماعة وما دام وأنها استهدفت واستباحت حرمات المنافسين .
ولأن متأسلو اليوم أكثر بعدا?ٍ عن الإسلام وأكثر جهلا?ٍ بمبادئه نجدهم يفتون بجواز قتل أبناءنا وإخواننا مواطنين وجنود , أطفالا?ٍ ونساء ويتعاملون مع كل من لا يتفق معهم وكأنهم أعداء لا يتشاركون معهم في الهوية والانتماء بل ولا ينتمون للإسلام ولا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا?ٍ رسول الله ..
وما أجرأ متأسلمو اليوم على الإفتاء وما أجهلهم وأبعدهم عن الدين الإسلامي الذي سيظل بريئا?ٍ منهم ومن كل ما يفعلون .