في قمة القدس.. خطابات نارية وكرسي ال سعود شاغر
شهارة نت – اسطنبول :
تزامنا مع حالة الغضب الشعبي التي تشهدها دول العالم العربي والاسلامي بعد قرار ترامب بشأن القدس؛ انطلقت الأربعاء في مدينة اسطنبول التركية أعمال القمة الاسلامية الطارئة كانت قد دعت إليها تركيا لبحث تداعيات القرار الأمريكي المتعلق بجعل القدس عاصمة لـ”اسرائيل”.
وكان لافتا خلال القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي كلام رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي أعلن رفضه أن يكون للولايات المتحدة أي دور في العملية السياسية بعد موقفها الأخير بشأن القدس، مضيفاً أنه لن يكون هناك سلام في المنطقة والعالم من دون أن تكون القدس عاصمة لفلسطين.
ورأى عباس “أن السلطة الفلسطينية باتت بحلّ من كل التزاماتها بعدم الانضمام إلى بعض المنظمات الدولية”، وأكد عباس أن القدس كانت وما زالت وستظل عاصمة فلسطين إلى الأبد، معتبراً أن ما حصل بهذا الشأن يفرض على المجتمعين في قمة منظمة التعاون الإسلامي الخروج بقرارات حاسمة تحمي القدس ومقدساتها وصولاً إلى إنهاء الاحتلال لفلسطين.
وقال عباس في كلمته: ” 100عام مرت على وعد بلفور المشؤوم وأميركا كانت تتابعه خطوة بخطوة حتى تنفيذه”، وتابع قائلاً:”بعد وعد بلفور جاء اليوم وعد جديد قدم فيه ترامب القدس لإسرائيل وكأنه يقدم مدينة من الولايات المتحدة الأمريكية”، مشدداً على الاستمرار بالدفاع عن القدس والصمود بوجه المؤامرات التي تستهدف فلسطين، ذكّر رئيس السلطة الفلسطينية أن إسرائيل اجتاحت الأراضي الفلسطينية وطردت الشعب الفلسطيني من أرضه كما محت 400 قرية فلسطينية وخرقت القرارات الدولية من دون أن يحاسبها أحد.
وأضاف عباس : ” لأول مرة في التاريخ يقف العالم وقفة واحدة ضد قرار ترامب بشأن القدس”، وأردف قائلاً أن”قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل جريمة كبرى وانتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقات الموقعة”، معتبراً أن الرئيس الأمريكي يتصرّف مع القدس وكأنه يهدي مدينة أميركية.
وتساءل عباس من الذي يحرك الصراع الديني في العالم؟ ومن الذي اخترع المنظمات الإرهابية؟ مضيفاً : “كلنا نعرف الجواب”، وتابع قائلا: ” القدس كانت ولا زالت وستظل إلى الأبد عاصمة فلسطين”.
أردوغان: إسرائيل هي دولة احتلال وإرهاب
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث قرار ترامب بشأن القدس أن “الخرائط منذ عام 1947 تكشف أن إسرائيل هي دولة احتلال وإرهاب”.
وبدء أردوغان كلامه في افتتاح القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث قرار ترامب بشأن القدس، بالقول إن “قرار ترامب لن يغيّر شيئا لأن القدس ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي، فالولايات المتحدة تملك القوة لكنها ضعيفة لأن الحق ليس في صفها”.
وأكد الرئيس التركي أن “قرار ترامب في حكم العدم أمام التاريخ والأخلاق ويشكل عقابا للفلسطينيين، مؤكداً أنه “لا يمكن أن نتحدث عن السلام في المنطقة والعالم مالم تحل القضية الفلسطينية”.
وأردف قائلا أن “ترامب كافأ إسرائيل رغم جرائمها وهناك 196 دولة في العالم ترفض هذا القرار”.
الأردن يحذر من تهويد القدس
قال ملك الأردن عبد الله الثاني خلال كلمته في القمة الاسلامية الطارئة إنه “لا يمكن أن تنعم منطقتنا بالسلام الشامل إلا بإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين، وأن “محاولات تهويد القدس وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية ستفجّر المزيد من العنف”.
واعتبر العاهل الأردني أن “العنف الذي تشهده المنطقة والعالم سببه عدم حل القضية الفلسطينية”.
روحاني يشدد على الوحدة الاسلامية
من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن “الولايات المتحدة لم تكن في يوم من الأيام وسيطاً نزيهاً صادقاً، ولن تكون كذلك في المستقبل“.
وأضاف روحاني في كلمته خلال القمة الطارئة أن”أميركا أثبتت أنها لا تفكر إلا بمصالح إسرائيل ولا تحترم مطالب الفلسطينيين المشروعة، وأضاف أنه “يجب ألا يكون هناك خلاف في الدفاع عن القدس”، مشدداً أن “الوحدة الإسلامية هي الطريق الوحيد لدعم حقوق الأمة والقدس“.
وسأل الرئيس روحاني ما هي أسباب تجرؤ ترامب على اتخاذ قراره، مشيراً إلى أنه “من المعتقد أن ما شجعّه هو محاولة البعض إقامة علاقات مع إسرائيل”، لافتاً إلى أنه “بعد هزيمة داعش علينا ألا نتجاهل مخاطر إسرائيل وترسانتها النووية التي تهدد العالم برمته”.
الرئيس اللبناني يدعو إلى التمسك بالمبادرة العربية
قال الرئيس اللبناني، ميشال عون إن خطوة ترامب بشأن القدس تُسقط عن أميركا صفة الدولة العظمة التي تريد العدل في الشرق الاوسط، معتبراً أن “الأمم المتحدة التي قسمّت فلسطين لم تنجح في إدانة أو ردع إسرائيل“.
وأشار عون إلى أن “الصراع العربي الاسرائيلي تحوّل الى صراع عربي-عربي واسلامي- إسلامي، مؤكّداً أنه ينبغي التقدم بشكوى وتكثيف التحرك الدبلوماسي ضدّ قرار ترامب بشأن القدس“.
وختم الرئيس اللبناني بالقول إنه ” ينبغي التمسّك بالمبادرة العربية للسلام”.
يذكر أنه شارك في قمة وفود من 48 دولة بينهم 16 زعيماً على مستوى رؤساء وملوك وأمراء، بينما تغيب عن القمة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وسرعان ما أعرب ناشطون عن غضبهم الشديد من الحكومة السعودية، بسبب ضعف تمثيلها في قمة “القدس” الاستثنائية التي تنعقد في العاصمة التركية “إسطنبول”.
و اتهم ناشطون، الحكومة السعودية بـ”التخاذل”، عبر تجاهل إعلامها الرسمي نقل وقائع المؤتمر الذي شارك فيه 20 زعيما 10 منهم عرب.
وهاجم ناشطون الحكومة السعودية التي أرسلت وزير الدولة للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد نزار مدني، كممثل لها، في حين لم يحضر الملك سلمان، ولا ولي عهده محمد بن سلمان، ولا وزير الخارجية عادل الجبير.
كما أن قناتي “العربية” و”سكاي نيوز عربية”، التابعتين للسعودية والإمارات، تجاهلتا أيضاً نقل وقائع المؤتمر كاملة، في رسالة “لا تحتاج إلى تفسير”، وفق قولهم.
وفي ظل غياب ردود رسمية من السعودية حول التمثيل الضعيف في القمة، تصدى مغردون بأسماء سعودية، لتوجيه الشتائم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تستضيف بلاده القمة، وذهب سعوديون للتقليل من أهمية قمة القدس، والقول “إن عقدها يأتي لتحقيق مكاسب شخصية لا علاقة لها بالقدس”.
وتبني القيادة الفلسطينية آمالا على أن تخرج قمة اسطنبول بإجراءات تقود إلى إقناع الإدارة الأميركية بالعدول عن قرارها، والالتزام بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس الشرقية جزءاً أصيلاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمة لدولة فلسطين التي ترسمها مفاوضات الحل الدائم مع “إسرائيل”.
لكن بما أن البيان الختامي للقمة كان بمجمله ضد ترامب وقراره، والعلاقات السعودية الأمريكية لاتحتمل مخاطرة كهذه، فليس غريباً غياب الرأس السعودي عن القمة، لن تضع السعوديها نفسها بهكذا موقف أمام ترامب، وتجعل دولاراتها في خطر!