ضغوطات قیادیة وشعبیة لكسر قرار الشیطان الأكبر
شهارة نت – تقرير
لقد انقلب السحر على الساحر، فبعد تخطيط مطول لعله بدأ منذ العام 1948 منذ احتلال فلسطين، الیوم حرك الرئيس الأمريكي آخر بيدق ينهي القضية الفلسطينية ويسلم القدس عاصمة الإسلام والعرب للكيان المحتل…
هذا القرار ما كان ليكون سوى بتنسيق عربي أمريكي إسرائيلي فلا يمكن للولايات المتحدة رغم كل قوتها الخروج بهكذا قرار دون موافقة بعض العواصم العربية المؤثرة، إلا أن السحر انقلب على الساحر فبعد اعتقاد الحكومات العربية ومن خلفها أمريكا أن التحركات الشعبية ستكون طفيفة وأن الرد العربي والإسلامي سيكون خفيفاً، إنتفض الشارع العربي وكان محركه الأساس الوقفة المسؤولة لعدد من القيادات السياسية الإسلامية العربية والدولية.
رد القيادات السياسية
اتفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على ضرورة خروج الجماهير للتعبير عن غضبها من التوجهات الأميركية تجاه القدس المحتلة.
“السيد حسن نصر الله“
نوه سماحة السيد حسن نصر الله إلی تبعيات القرار الأمريكي في نقل السفارة الأمريكية إلی القدس واعتراف ترامب بالقدس عاصمة “للكيان الصهيوني” واصفاً قرار ترامب بأنه “وعد بلفور ثاني”، مشيراً إلی أنه “يجب إدراك المخاطر المترتبة علی هذا القرار.
وتابع سماحة السيد حديثه بالتطرق إلی أهمية “الضغط على الأميركيين”، وقدرة الدول العربية والإسلامية علی ذلك من خلال “استدعاء السفراء الأمريكيين في كل العواصم العربية والإسلامية وإبلاغهم احتجاجات رسمية لوزارة الخارجية الأميركية وإبلاغ السفراء، أن ترامب ارتكب انتهاكات خطيرة ووضع المنطقة أمام مرحلة خطيرة.”
فيما دعا سماحة السيد إلى تظاهرة شعبية كبرى في الضاحية الجنوبية تنديداً بالقرار الأمريكي بحق القدس وتضامناً مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان “الدفاع عن القدس”.
وأشار سماحة السيد في حديثه، إلی ضرورة وقوف الجميع إلی جانب القضية الفلسطينية ضد القرار الأمريكي معبراً عن ذلك بقوله: “أنه لا يجوز لأحد أن يسكت وعلى الجميع أن يرفع الصوت وأن نؤكد على القيمة الحضارية للقدس وإقامة التظاهرات والاعتصامات”.
“الرئيس ميشال عون“
كان للرئيس اللبناني “ميشال عون” ردة فعل قوية تجاه قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي مشيراً إلی أن “القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة إسرائيل خطأ كبير يجب تصحيحه بالعدول عنه لاسيما أنه يخالف كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للامم المتحدة.”
وتابع عون حديثه بالتأكيد علی وقوف لبنان شعباً ورئيساً إلی جانب الشعب الفلسطيني الرافض لاعتبار القدس عاصمة لـ”إسرائيل”، وأنه سيطالب جميع رؤساء الدول الإسلامية الذين سيلتقون علی مستوى القمة في اسطنبول بضرورة اتخاذ القرارات اللازمة والمناسبة للحفاظ علی عروبة القدس مدينة الأديان السماوية كافةً.
وأشار عون إلی أهمية قيام الأمم المتحدة بواجبها لجهة احترام قراراتها وإلا فإنها ستلغي دورها في العالم.
“نبيه بري“
كانت ومازالت القضية الفلسطينية تأخذ الجانب الأكبر من اهتمام رئيس مجلس النواب اللبناني “نبيه برّي” الذي ندد بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “باعتبار القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي”، ونوه بري من خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلی أن القرار الأمريكي حول القدس هو “احتلال جديد”.
ودعا بري المجلس إلی اجتماع من أجل بحث قرار ترامب إضافةً للتأكيد علی الموقف اللبناني من القضية الفلسطينية منوهاً إلی أن “من يتجرأ على القدس يتجرأ على المسجد الأقصى وعلى كنيسة القيامة وبالتالي على لبنان، مؤكداً علی أن الحل الأمثل للقدس هو في “المقاومة المسلحة”.
ولفت بري إلی أن مجلس النواب اللبناني يدين القرار الأمريكي، مطالباً بتوجيه كل الجهود العربية والإقليمية والدولية في سبيل حصول الفلسطينيين علی جميع حقوقهم، مؤكداً على أن بناء السلام في الشرق الأوسط ينطلق من حق الفلسطينيين بالعودة وتقرير المصير وقيام دولة فلسطين مستقلة وعاصمتها القدس.
تجدر الإشارة إلی أن بري طالب بتبليغ هذه التوصيات للإدارة الامريكية باسم الشعب اللبناني.
“مقتدى الصدر“
رداً علی قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، دعا رئيس التيار الصدري “مقتدى الصدر” إلى تظاهرات في العراق والدول العربية والإسلامية تنديداً بهذا القرار، مطالباً الدول العربية والإسلامية بـ”غلق السفارات الأمريكية مؤقتا وغلق السفارات الإسرائيلية نهائيا”، داعيا إلى “نبذ الخلافات العربية والإسلامية للتوحد أمام هذه الاعتداءات.
وفي السياق نفسه أصدر الصدر بياناً يتضمن تشكيل لواء “قديسو الصدر لتحرير القدس” إضافةً لتهديدات وجهها لترامب قال فيها “نستطيع الوصول لإسرائيل عبر سوريا،” مؤكداً علی أن “قدسنا شرفنا وعزنا”.
“عبد الملك الحوثي“
أكد الأمين العام لحركة أنصار الله “عبد الملك الحوثي” أن الخطوة التي قامت بها أمريكا خطوة عدائية تمت بتنسيق مع بعض الأنظمة العربية، داعياً الشعب الیمني لاستمرار المقاومة للنظام الأمريكي الصهيوني، ومقاطعة بضائعهم وإقامة مظاهرات حاشدة في صنعاء والمحافظات الأخرى للتعبير عن موقف الشعب الیمني من القضية الفلسطينية وتأكيداً علی السعي من أجل نصرة الشعب الفلسطيني، والرفض التام للموقف الأمريكي العدائي.
علی الرغم من القرار الصهيو أمريكي بإعلان القدس عاصمة “الكيان الإسرائيلي” ماتزال الانتفاضات الفلسطينية والاعتصامات والتظاهرات العربية والإسلامية قائمة، سعياً لتحريك شعور المجتمع الدولي بأحقية العالم العربي والإسلامي بفلسطين التي كانت وما زالت قبلة المسلمين.
وفي السياق، أكد قيادي بجبهة النضال الشعبي الفلسطينية، “أننا نرفض هذا القرار ولن نتعامل معه بتاتاً وأمريكا أخرجت نفسها من العملية السياسية ولا يمكن لها بعد ذلك أن تعتبر نفسها محايدة أو سيطا للسلام بعد اتخاذها لهذا القرار غير القانوني”.
وقال موطن فلسطيني: “نحن كشعب فلسطيني نعتبر إعلان الرئيس الأمريكي بأن القدس عاصمة لإسرائيل هو قرار خاطئ وترمب لا يملك الحق في إعلان القدس عاصمة لإسرائيل لأن القدس حق للشعب الفلسطيني”.
فيما وصف مواطن آخر القرار بـ “الصادم لكل الشعب الفلسطيني خاصة ولكافة العرب والمسلمين ونتمنى من الشعوب العربية التحرك ضد ذلك”.