الدكتور( الأرحبي) ..هل هو (برادعي اليمن) ..?!
اعترف أنني استوعبت الكثير من مخرجات الأزمة وحسابات أطرافها ونواياهم لكني أظل عاجزا و( بليدا) أزا الموقف المثير الذي يقفه الدكتور / عبد الكريم الأرحبي وزير التخطيط والتنمية الدولية ونائب رئيس الوزراء وهو المفترض أن يكون في واجهة الحدث الداخلي وأن يكون هو من يدير شئون البلد بدلا من بقائه في العاصمة الأردنية حيث يقيم ومنها يتحرك ويشارك في الاجتماعات الإقليمية والدولية ويعود للعاصمة الأردنية التي اتخذها ( عاصمة له بدل العاصمة صنعاء) ..?
لست أفهم دوافع وأسباب ومواقف الدكتور ( الأرحبي) ولست أعرف هويته السياسية ومواقفه الوطنية حتى اللحظة , وما إذا كان الدكتور ينتظر من سينتصر في المعادلة حتى يبايعه ويلتحق به ..? أم أن الدكتور يريد أن يكون بعيدا حتى لا يسجل موقفا وطنيا واضحا قد يقلل من رصيده عند هذا الطرف أو ذاك ..? فالمعروف أن الغالبية من رموزنا أو من كنا نحسبهم كذلك اثبتوا أنهم ليسوا رموزا وليس للوطن مكانة في وجدانهم وذاكرتهم , بل اثبت هؤلاء البعض ولائهم للأفراد والقبيلة وليس للوطن والدولة والشعب تماما كما هو حال الذين هرولوا باستقالاتهم يوم ( 21مارس ) الذين عبروا بجلاء وشفافية عن ولائهم لجنرال المنشق وولي نعمتهم علي محسن الحاج , وفيهم من عبرا عن ولائه للقبيلة وشيخها ومنهم من عبرا وبكل شفافية ووضوح عن ولائه لجماعته ولتنظيمه سوى تعلق الأمر ب( جماعة الأخوان المسلمين) أو تعلق الأمر ب( تنظيم القاعدة) الذي يبدو أنه وراء كل هذه الأزمة بعد أن تيقنا أن لا ( ثورة شباب ) ولا انتفاضة ( شعب) بل نواجه مؤامرة يقودها ( تنظيم القاعدة) من خلال رموزه ومرجعياته والمتمثلين في الجنرال المنشق وعصابة أولاد الشيخ والزنداني وعصابته .
يبقى التساؤل مهما حول هوية الدكتور الأرحبي ولماذا هذا الموقف الغامض الذي يقفه ..? ولماذا اتخذ من العاصمة الأردنية مقرا لأقامته ..? إلا أن كان الدكتور ربما قد أصيب برجة افقدته الذاكرة لدرجة لم يعود يفرق فيها بين ( صنعاء ) و( عمان) ربما أقول هذا لأن الموقف المثير للدكتور الأرحبي يجعل كل الاحتمالات مفتوحة وكل التساؤلات مشروعة , على ضوء تصرفات الرجل ومواقفه , فالمفترض أنه يشغل منصب نائب رئيس الوزراء ويعد بحكم منصبه هو النائب الأول لرئيس الوزراء وبما أن رئيس الوزراء ونوابه وأركان الدولة جميعهم قد طالتهم يد الغدر والخيانة واضطروا لمغادرة البلاد للعلاج فأن من الطبيعي أن يكون الدكتور الأرحبي على رأس الفريق الحكومي في الداخل يدير ويتابع شئون البلاد ويتلقى توجيهات الأخ نائب الرئيس ويقوم بدوره الوطني كرجل مسئول وشخصية حكومية ورجل دولة قبل هذا وذاك , هذا أن كان الدكتور صادقا بوطنيته ووفائه لوطنه ولشعبه أن كان فعلا يشعر بالانتماء لهذا الوطن وهذا الشعب أو ان يعطينا الدكتور مبرر مقنعا لبقائه خارج الوطن مع علمي أن الرجل لم يكون ضمن الرموز الذين تعرضوا لجريمة الغدر والخيانة في جامع الرئاسة ولم يتعرض لأي حادث فلا كان يقاتل ضمن قوات اللواء ( 25 ميكا) في محافظة ( أبين) ولا هو كان في ارحب التي يحمل لقبها يتصدى لفلول المليشيات الإرهابية التي يقودها الزنداني والحنق وعلي محسن , ضمن قوات الدولة التي تواجه المخطط التأمري في تلك المنطقة التي ينتمي لها ( الأرحبي) كما اعلم أو أن يكون اللقب مجرد لقب عابر على طريقة الكثيرين كما هو حال الزنداني وعلي محسن ..?!!
حقا أن الذين هرولوا ذات يوم معلنين ولائهم للجنرال المنشق شخصيا انا احترمهم واحترم مواقفهم الشجاعة , لكني أكثر ما اخشى هو من هؤلاء الذين يقفون في المنزلة بين المنزلتين دون أن يتركوا لنا فرصة التأكد من هويتهم ومواقفهم , واعتقد أن هذا السلوك عادة يسلكه أصحاب القيم ( التكنوقراطية) الذين يعملون في أوطانهم ويحتلون مواقع متقدمة في أنظمتهم لكنهم غذا ما تعرض الوطن لأزمة نجدهم يقفون على ( الحياد) لأن مثل هؤلاء ولائهم ليس للوطن والشعب والدولة التي يعملون فيها وينتمون _مجازا_ بل ولاء هؤلاء لدول وجهات خارجية هي من ترعاهم وهي من تختارهم وهي من توجه تحركاتهم وحين تتفجر الأزمات فأن هذه الدول والجهات تكون حريصة على سلامة ابتاعها ..? لكني وأن كنت اضع الدكتور الأرحبي في ذات المنزلة التي يضع فيها الشعب المصري ( الدكتور البرادعي ) وقبله 0بطرس غالي) وهناك رموز عربية كثيرة وكبيرة وذات ثقل دولي لكنها لا تعرف معني الهوية الوطنية ولا قيم الانتماء الوطني لكنها تنتمي لمنظومة (الدولة العالمية) والدكتور الأرحبي ينتمي لهذه الدولة ولهذا بقى خارجا الوطن وخارج معادلة الأزمة فلوا وصل على سبيل المثال شخص مثل ( الزنداني ) للسلطة سياتي ( الأرحبي ) بكل محبة ليعمل لديه رئيس وزراء أو وزير خارجية بتوجيه من ذات المحاور والجهات الخارجية التي يدين لها الأرحبي وأمثاله من عصبة أو ترويكا ( التكنوقراط) ..?!!
أن أمثال الأرحبي لا يفكروا بالوطن على طريقتنا فهوا وامثاله ولائهم المطلق لجهات ومحاور خارجية هي من تحركهم وترعى مسيرتهم وتوجههم