ثورتنا مستمرة
الثورة ماضية في طريقها نحو تحقيق أهدافها بإذن الله و لم يستطع الطاغية و هو في أوج غطرسته و قوته سلطانه أن يوقفها فما بالك الآن بعد أن فقد أكثر قواه الجسمية و معظم أوراقه السلطوية التي كان يهدد بها .
لكن مع طول فترة بقاء الثوار في ساحات التغيير و مع اقتراب شهر رمضان المبارك بدأ السؤال يضغط على أذهان كثير من المشاركين و المرافقين و هو : إلى متى ? و أود أن أذكر في هذا المقام بسلمية الثورة هذا المبدأ الذي لم تحد عنه ثورة الشباب حتى الآن و نرجو أن تظل متشبثة به حتى تحقق النصر , إن الثورة السلمية تعني التغيير الكمي الذي يقلب معادلة الموازنات القائمة و هذا يحتاج إلى جهد كبير و عدد كثير و وقت غير قصير , لابد من تغيير الأفكار و القناعات و تغيير السلوك و الممارسة و تغيير الولاء و الطاعة , لابد من النحت المستمر من جسم الباطل لتعزيز ثورة العدل كي يتم أخيرا تغيير الإدارة و السلطة .
إن طبيعة الإنسان الاستعجال و لو كان القرار بيد الثوار ما صبروا أن يكملوا شهر واحدا لأنهم سيقيسون بثورة تونس و مصر و لكن الأمر لله من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله و قد استوقفني قوله تعالى ( قل لو كان عند ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني و بينكم و الله أعلم بالظالمين ) و الله أعلم بالظالمين هل يتوبون أم يتمادون في غيهم , هل هم مصرون على إشعال الحروب و تأجيج الفتن أم سيتخلون عنهم و سيؤيدون ثورة الشعب , هل ستكون نهايتهم الاستقالة أم الهرب أم المحاكمة أم القتل , هل يسترهم أم يكشفهم في قاعات المحاكم على شاشات القنوات .
ثم إن طول الفترة تجعلنا نتخلى حولنا و طولنا عند عجزنا عن تحقيق الأهداف المطلوبة خلال الفترة التي تخيلناها و نتطلع إلى عون الله و تأييده خاصة و نحن على أبواب شهر رمضان المبارك شهر الصبر و الجهاد و الرباط و التضحية و الدعاء و القرآن و العبادة لا كما يظنه بعض المسلمين شهر الراحة و الكسل و النوم و اللهو و اللعب حتى إذا ما تحقق الهدف لم تسكرنا نشوة النصر و لن تتجاوز حدود الشرع بل نتواضع لله الجليل القدير واهب النصر سبحانه و تعالى ( قل هو الرحمن آمنا به و عليه توكلنا فستعلمون من هو في ضلال مبين )