واشنطن تنفي الضغط على صالح للبقاء في السعودية وتطالبه بتنفيذ المبادرة الخليجية
نفى مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية? أن تكون بلاده مارست ضغوطا على الرئيس اليمني على عبدالله صالح للبقاء في المملكة العربية السعودية وعدم العودة إلى اليمن مرة أخرى. وقال المسؤول الأميركي في تصريح خاص لـ«راديو سوا» امس إن الخارجية الأميركية ليست هي مصدر المعلومات التي نشرتها إحدى وسائل الاعلام? وذكرت فيها نقلا عمن وصفتهم بمصادر أميركية أن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قرر نهائيا ألا يعود إلى اليمن بسبب ضغوط أميركية مورست عليه.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة مارك تونر ان الموقف الأميركي تجاه الوضع في اليمن لم يتغير? وان واشنطن لاتزال تدعو إلى انتقال سلمي منتظم وفوري للسلطة في اليمن لاعتقادها أن هذه العملية الانتقالية تشكل أفضل وسيلة لخدمة مصالح الشعب اليمني وأن هذه العملية لا يمكن أن تنتظر قرارا ليتخذ بشأن مستقبل الرئيس صالح. وتابع تونر: «بالنسبة لمستقبل الرئيس صالح? هذا شيء نترك له أن يتحدث عنه? ولا أعرف ما إذا كان قرر البقاء في السعودية أم لا». وأضاف تونر أنه في نهاية المطاف يعود للرئيس صالح تحديد هذا الأمر أو إعلانه من خلال الحكومة اليمنية أو منه شخصيا.
في هذا الوقت? قال السفير الأميركي في اليمن جيرالد فايرستاين إن ما يهم واشنطن هو أن ينقل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي وأن يطبق المبادرة الخليجية ويتخلى عن منصبه. وشدد على أن القرار بشأن مكان إقامة صالح متروك له وللشعب اليمني. وأكد فايرستاين لـ«راديو سوا» أن واشنطن تثق بنائب الرئيس? وأضاف: «منذ الثالث من يونيو الماضي التقيت هادي 12 أو 13 مرة ونحن نثق به? وقد التقى عددا من المسؤولين الأميركيين? وأعتقد أنه يحظى بالثقة الكاملة من واشنطن ليس فقط لإنجاز انتقال السلطة بل لقيادة اليمن أيضا خلال المرحلة الانتقالية».
واضاف فايرستاين: «على الرئيس اليمني إنهاء الانتقال السلمي للسلطة فورا سواء كان في اليمن أو خارج اليمن? المهم أن يبدأ بإجراءات نقل السلطة فورا. لا نعتقد أن بالإمكان الانتظار? وثقتنا كاملة بهادي لإتمام الانتقال? وكل ما ننتظره هو أن يوقع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية أو أن يبدأ نقل السلطات الآن».
وقال فايرستاين إن إتمام الانتقال السلمي للسلطة في اليمن ووصول قيادة جديدة إلى الحكم من شأنهما أن يطلقا عملا مثمرا في سبيل حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجها البلاد. واضاف في حديث لـ«راديو سوا»: «نحن نعتقد أن مفتاح معالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والأمنية في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال حل مسألة انتقال السلطة في البلاد? ووصول قيادة جديدة تدير هذه الدولة ونعتقد أننا لو تمكنا من تحقيق ذلك فإن الشعب اليمني والمجتمع الدولي سيكونان قادرين على معالجة بقية الصعوبات التي تواجه اليمنيين».
هذا? وأعرب فايرستاين عن قلقه من تضاؤل السيطرة الحكومية على الجوانب الأمنية في جنوب البلاد ومناطق أخرى? وأضاف في حديث لـ«راديو سوا»: «لدينا قلق كبير حول الوضع الأمني مع تضاؤل السيطرة الحكومية على بعض محافظات البلاد? كما أننا قلقون جدا من نشاطات القاعدة العدائية في جنوب اليمن? إضافة إلى تدهور سيطرة الدولة على الأمن في مناطق أخرى».
وشدد فايرستاين على أن الفترة التالية لتفجير المسجد الرئاسي لم تشهد تقدما سياسيا كبيرا? وأضاف: «منذ تفجير المسجد الرئاسي في الثالث من يوليو الماضي وضعنا في مأزق على صعيد التقدم في المباحثات بين أطراف العملية السياسية? وقد حضر جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والتقى الأطراف اليمنية? وقد كنا نحاول أن نبحث مع الجميع سبل الخروج من الأزمة ولكن لم نحقق الكثير من التقدم خلال الشهور القليلة الماضية».