على نهج الرياض.. ابو ظبي تضع أحمد شفيق رهن الإقامة الجبرية
شهارة نت – ابوظبي :
لم يمضِ على إعلان رئيس الوزراء المصري الأسبق “أحمد شفيق” ساعات قليلة عن نيّته بالترشح بالإنتخابات الرئاسية المصرية، حتى ضجّت وسائل التواصل الإجتماعي بهذا الخبر الذي وكما يقول متابعون أربك حكومة الإمارات كونها الداعم الرئيسي للرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي دفعها إلى منع شفيق من مغادرة الإمارات، فارضةً عليه منعَ سفرٍ يحدُّ من حركته أملاً بثنيّه عن هذا الترشح.
منذ أيامٍ عدّة ومع إعلان اللواء شفيق نيّته الترشح للرئاسة المصرية، هبّت عاصفة من الإشاعات حاولت بمجملها الربط بين ترشحه وتحالفٍ محتمل مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر، حيث أكدت صحيفة “روز اليوسف” إلى سعي تنظيم الإخوان المسلمين للترويج للفريق أحمد شفيق، فى إطار التنسيق والتحالف الذي تم إقراره بين الطرفين لدعمه فى الانتخابات الرئاسية القادمة، بعدما رفض التنظيم دعم حمدين صباحي لكونه شارك فى الثورة التى أسقطت الإخوان، حيث وعد شفيق وبحسب الصحيفة أيضاً “بالمصالحة”، وإخراج قيادات الإخوان من السجون وإسقاط التهم بحقهم فى حال فوزه بالانتخابات، مشيرةً إلى أنّ شفيق يسعى لكسب ود السلفيين، والمتضررين من سقوط نظام الإخوان لدعمه فى الانتخابات الرئاسية القادمة.
ما أوردته صحيفة “روز اليوسف” لم يأتي الرد عليه متأخراً؛ حيث خرج خالد العوامي المتحدث الرسمي باسم حزب الحركة الوطنية المصرية الذي يقوده شفيق مؤكداً أنّ شفيق “لم ولن” يكون يوماً مطية في يد مراهقي السياسة، بدوره النائب في البرلمان المصري محمد السخري أشار إلى أنّ موقف الحزب واضحة ولا تحتاج إلى تشكيك من أحد، فالحزب مع مصلحة البلد قبل أي شيء، وهو من أقوى الأحزاب على الساحة السياسية وله مواقف مشرفة والجميع يشهد بذلك، منوّهاً بأنّ الفريق شفيق ضحى بكرسي الرئاسة سابقا من أجل وطنة ولو تمسك به لكان رئيسا لمصر حتى الآن.
فيديو مسرب
الفيديو الذي بثّته قناة الجزيرة القطرية مساء أمس الاول (29 نوفمبر) والذي وصف بأنّه “مسرب” أحدث حالة من الغليان والإرباك في الشارع المصري وفي دوائر الحزب ذاته، ليخرج بعدها الحزب ببيانٍ يؤكد فيه أنّ احمد شفيق لم “يتعامل” إطلاقاً مع قناة الجزيرة ولم يرسل إليها أَي فيديوهات، وأن ما نشر هو “فيديو مسرب” يقصد منه الإثارة والتحريض ضد شفيق عقب إعلانه الترشح لرئاسته الجمهورية، فشفيق وبحسب بيان الحزب وعندما قرر إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية نشر قرار ترشحه بالصوت والصورة في حسابه الخاص على تويتر وبعدها تناولته كافه وسائل الإعلام.
وبحسب بيان الحزب كان من باب أولى أن ينشر شفيق أيّ قرار آخر يتعلق بترشحه عن طريق القناة ذاتها وينشره على حسابه في ” تويتر” وبالتالي فليس هناك إطلاقاً ما يجبره على اللجوء لتلك القناة “العميلة” كي يتخذ منها منبراً، مما يؤكد تعمد تسريب الفيديو وبثه على محطة تكن العداء للدولة المصرية بحسب البيان.
ورداً على بيان الحزب أكد مراقبون أنّ شفيق وفي الفيديو الذي نشره خلاله ترشحه للإنتخابات المصرية بدأ حديثه بشكر دولة الإمارات العربية المتحدة، غير أنّه وكما يظهر في الفيديو اللاحق فقد ظهرت التوجهات الإماراتية بمنع شفيق من السفر، ووضعه في إقامةٍ جبرية، مما أجبر شفيق على تصوير الفيديو اللاحق واتهامه لأبو ظبي بمنعه من السفر، حيث ردّ مراقبون هذا التصرف بأنّ الإمارات ترغب بإبراز دورها كلاعب مهم في الشرق الأوسط ولاسيما مصر من خلال مشاركتها في تعيين الرئيس المصري المقبل، وذلك لما تُمثله مصر لمكانة كبيرة في الشرق الأوسط عموماً وبين الدول العربية خصوصاً.
وأشار المراقبون إلى أنّ الإمارات وبعد إحكام سيطرتها على قيادة السعودية من خلال إيصال بن سلمان إلى قمة هرم السلطة، وإنشاء ميليشياتها الخاصة في اليمن وسوريا، ودعمها غير المتناهي لخليفة حفتر في ليبيا وإنشائها للقواعد العسكرية في جيبوتي، تحاول أن تبدو وكأنها لاعب رئيسي ذو تأثير واسع على الخارطة السياسية للمنطقة والعالم.
منع سفر
ساعات قليلة تلك التي مرّت بين إعلان شفيق ترشحه للإنتخابات المصرية وبين الفيديو الذي تمّ تسريبه من قبل قناة الجزيرة وتحدث خلاله شفيق عن منعه من السفر، حيث أشار متابعون للوضع المصري إلى أنّه وبعد إعلان شفيق ترشحه للإنتخابات المصرية صدرت الأوامر الإماراتية بمنعه من السفر، حيث أكد شفيق في الفيديو المسرب أنّه كان يستعد للقيام بجولةٍ بين أبناء الجالية المصرية في الخارج.
السياسي المصري “أيمن نور” ورئيس حزب غد الثورة الليبرالي أكد في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” على أنّ منع سلطات الإمارات للفريق أحمد شفيق من السفر أو العودة لبلده دون سند قانوني هو جريمة في حق مواطن مصري بهدف منعه من حقوقه الدستورية، مشيراً إلى أنّ هذا التصرف يعيد لذاكرتنا ما حدث منذ أيام مع سعد الحريري، مع فارق هام أن الحريري يحمل جنسية سعودية والفريق شفيق لا يحمل جنسية الإمارات، واصفاً تصرف دولة الإمارات بأنّه ” بلطجة مرفوضة”.
بدوره وزير الخارجية الإماراتي أنور قرقاش أَسِفَ في تغريدةٍ أن يرد شفيق “الجميل” بحسب وصفه “بالنكران” قائلاً: “لجأ إلى الإمارات هارباً من مصر إثر إعلان نتائج الأنتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه”.
تجدر الإشارة إلى أنّ منع شفيق من السفر والحد من حركته لم يكن الدور التخريبي الأول الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يمكن رؤية هذا الدور ليس في مصر وحدها، بل متنقلاً من ليبيا ومن ثمّ سوريا، وأكثر ما يوضح هذا الدور هو وجودها في دولة اليمن، وخصوصاً بعد إنشائها مجموعات قتال خاصة بها تشابه في عملها وكما يقول خبراء شركة “بلاك ووتر” ذات الصيت الشائع بعمليات القتل والاغتيال.