إلي ( عقلاء اليمن ) ..!! (2_3)
منذ ستة أشهر ونحن ندفع ثمن خياراتنا الوطنية , هذا الثمن الذي ندفعه على خلفية المؤامرة الانقلابية الدنيئة التي فجرتها أحزاب اللقاء المشترك متحالفة مع رموز القوى الظلامية وقوى التخلف والرجعية وبعض الإقطاعيات الطفيلية من أثرياء الغفلة الذين برزوا نتاج تحالفهم مع القوى الظلامية واستغلوا المناخات الوطنية التي سادت على مدى السنوات الماضية فراكموا ثروات ها هم اليوم يسخروها لتكون في خدمة القوى الانقلابية , هذه القوى التي ومنذ تفجرت الأزمة وهي تواجه الشعب في حرب غير معلنة , حرب هي أخطر وأكثر شراسة وتداعيات ونزيف من حرب معلنة مباشرة ومواجهة بصورة فعلية وطبيعية , فزمرة الانقلابين تعمل على فرض حصارات متعددة بحق أبناء الشعب الذين رفضوا خياراتها وخاصة دعوات هذه القوى ( للعصيان المدني) وهي الفكرة التي أسقطها شعبها وخيب بها ومن خلالها أحلام الانقلابين الذين توهموا زورا إنهم ومن خلال استغلال المناخات العبثية التي شهدتها بعض الأقطار العربية على خلفية مخططات دولية تهدف من وراء نشر هذه الفوضى إلى الوصول لغايات إستراتيجية بذاتها .. أقول اتخذت الزمر الانقلابية هذه الفوضى وسيلة لركب موجتها والانسياق خلفها لتحقيق أهدافها الخبيثة متناسية هذه القوى أو متجاهلة حقيقة الفوارق القائمة بين واقعنا وواقع الأشقاء ناهيكم عن الفوارق المتصلة بدوافع وأسباب هذه الفوضى..!!
وبعيدا عن هذه المقارنة فأننا ومنذ بداية الأزمة نواجه حربا قذرة وغير أخلاقية وأساليب ووسائل وأدوات تم توظيفها تجرد من يمارسها حتى من بقايا أدمية أو شعور بالانتماء للإنسانية , فالكذب والدجل والتظليل والتغرير والتزوير والمكر والخداع وكل الأساليب القذرة تم تسخيرها وتوظيفها من قبل زمرة الانقلابين وبوقاحة لم يكون أكثر المتشائمين منا يتوقعها من أولئك الذين نهبوا البلاد وأذاقوا العباد مرارة العيش ثم شاهدناهم يقفزوا للواجهة متدثرين بدثار (الثورة والطهارة) ورأينا كيف أن من ممزق الأمة وأثار الفتن فيها وبين أبنائها يدعو الناس (للاعتصام بحبل الله والتوحد والاتحاد والوحدة) وكثيرة هي الشعارات التي سمعناها من هؤلاء وأكثر منها سمعنا وقرانا وشاهدنا وعرفنا سيرة ومسيرة ومواقف وسلوكيات سلكها أمثال هؤلاء وجميعها تؤكد أن بين هؤلاء وبين الزهد والتقوى والعصامية ملاين السنوات الضوئية وأن الشعب عرف هؤلاء عبر تاريخهم بانهم يقولو ما لا يفعلوا ويفعلوا كثيرا بما لا يقولو وأنهم غارقون في مستنقع الشبهات بدءا من ( واقعة اغتيال الشهيد الزبيري) في منطقة ( برط) وكأن بعض رموز اليوم في الفتنة حاضرين يومها كرفاق ومرافقون للشهيد مرورا بأحداث وجرائم المنطقة الوسطى التي ارتكبتها ما كانت تسمى ب( الجبهة الإسلامية) مرورا بدور هؤلاء في المتاجرة بشباب اليمن وتصديرهم للجبال الأفغانية بزعم (الجهاد) ..? وصولا إلى الارتباط بسلسلة من الأحداث المؤسفة التي شهدتها بلادنا على يد هؤلاء , وأن عرفنا جميعنا (المجرم) لكن بقت الجرائم طي الملفات المغلقة ,وهؤلاء هم من يقفوا وراء التحريض والحشد لحرب صيف 1994م ..!
آخرون شركاء _اليوم _ في ترويكا الفتنة ليسوا قطعا مجهولون الهوية والهواية فهوية كل هؤلاء لا تخرج عن سياق التسلط و القتل وتشيد الأمجاد الذاتية والبحث عن المغانم ناهيكم عن هوايات هؤلاء في صناعة الفساد والإفساد وتعكير صفو السكينة المجتمعية وغياب الرؤية الوطنية لديهم التي تمكنهم من التفاعل الخلاق والشراكة الوطنية الفعالة في البناء والتنمية وترسيخ قيم المواطنة والسكينة والاستقرار المجتمعي ..
بيد أن شركاء الأزمة والتأزيم يعملون اليوم بوتيرة عالية على الاستنجاد والاستقوى بالخارج وتسخير كل ممكنات التواصل لخلق حالة قطيعة بينهم وبين الشعب على حساب توسيع قنوات تواصلهم مع الأخر الخارجي ولست اعرف ( معارضة) نجحت في توظيف علاقتها الخارجية على حساب علاقتها مع شعبها وأن كانت مثل هذه (المعارضة) قد تفلح في الوصول للسلطة كما حدث في أكثر من قطر عربي وأكثر من دولة في العالم الثالث مستقوية بتحالفاتها الخارجية فأن مثل هذه المعارضة ثبت وفق الكثير من المشاهد والمعطيات والتجارب أنها فشلت في تقديم البديل الأفضل لأنظمة حكم سابقة تم إسقاطها بذرائع كثيرة وكبيرة لكن في المحصلة النهائية وجدت الشعوب نفسها تتمنى ( جحيم الأنظمة التي كانت ) على ( جنة الأنظمة التي خلفتها) ..!!
في اليمن نجد أنفسنا نواجه حالة الفوضى والحرب , وبالمناسبة نحن ( نعيش في كنف حرب أهلية حقيقية ) وشرسة , وما هي الحرب أن لم تكون تتجسد في غياب الأمن والاستقرار والحصار ونقص في الخدمات وما يحدث في ( أبين وتعز وأرحب ونهم والجوف ) وبعض أحياء ( أمانة العاصمة) يدل دلالة قطعية على أننا في حالة ( حرب أهلية) شرسة ..? بل ماذا نسمي العدوان الهمجي الغاشم والغادر على مسجد الرئاسة واستهداف رئيس الدولة وأركان النظام ..? وما هي إذا ( الحرب الأهلية) أن لم تكون هذه هي التي نعيشها ونتجرع ويلاتها بصو