مصر تسج?ل العيد العربي الأول في القرن الحادي والعشرين
شكلت البدايات الاولى لمحاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وحاشيته ثورة مصرية عربية بإمتياز ? ودحرت كل الإفتراءات والتشويهات والدعايات المغرضة التي شنها الكثير من المشككين بصحة ووطنية وعروبية الثورة المصرية وما سبقها وتلاها من الثورات العربية على عموم ساحة الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج.
لا شك بأن هذه المحاكمة التاريخية التي تعتبر بحق محاكمة القرن الواحد والعشرين قد بددت كل الشكوك في إنتصار ثورة مصر الرائدة وإنتصار بقية الثورات العربية التالية التي لا تزال تقدم كل يوم إنجازا?ٍ جديدا?ٍ على طريق الإنعتاق من بقايا الأنظمة الكرتونية التي قيدت الحركة الإنسانية للشعوب العربية لكن لن يتأتى الإنتصار الكامل ? رغم كل ماأحرزته الثورات العربية حتى الآن من زخم ثوري متواصل ? دون أثمان باهضة ولن تصل إلى نهاياتها المشرفة بسرعة وسهولة وسلاسة ? رغم أنها دون شك قد بلغت مرحلة اللاعودة وخرجت من شرنقاتها وقماقمها القديمة ولن تعود إليها مهما بلغ حجم المؤامرات.
لقد قدم الشعب المصري العظيم مثالا?ٍ يحتذى به كأساس ثوري وفكري وثقافي لشعوب الأمة العربية ودروس في إنتصار الثورات ومخرجاتها الوطنية المتواصلة لعموم الوطن العربي ولن يقبل بأقل من هذه الإنجازات في أي قطر عربي آخر بعد هذه المحاكمة التاريخية. ويجدر الإشارة بأنه مازال هناك الكثير من المعوقات والبطىء في الوصول إلى قطف ثمار الثورة المصرية بسبب التدخلات الخارجية ولكن هذه المحاكمة تقدم مؤشرا?ٍ واضحا?ٍ وجليا?ٍ إلى أن الثورة المصرية قد تعدت فعلا?ٍ مرحلة الخطر وسترسل بظلال هذا النصر إلى كل الثورات العربية.
لكننا عندما ننتقل إلى الثورة اليمنية نجد أن النخب الثقافية والسياسية المعول عليها قيادة الثورة قد توارت وراء الذات والمصالح الأنانية آثرة?ٍ السلامة لنفسها وهذا ما أدى إلى ترك أمتها في محل تقاذف بين ثلة من المغامرين ومقاولي الأوطان والحروب وتجار السلاح لتبقى نهبا?ٍ لأطماع القوى المتسلطة – وبذات الوجوه المعروفة وكأن شيئا?ٍ لم يكن- .
المشهد الثوري والسياسي اليمني يعاني من هذه الظاهرة بشكل واضح مقارنة بالثورة المصرية حيث نرى أن النخب اليمنية رفيعة المستوى قد أختفت عن الأنظار أو ربما تم إبعادها بالقوة في هذه الفترة الهامة من حاضر اليمن ? على غرار ما تم في الحقب الماضية من إغتيال أو نفي العديد منهم قسرا?ٍ ? تاركين الشباب والمكونات الشعبية اليمنية الثائرة في مواجهة قيادات حزبية وشخصيات إنتهازية تحترف البيع والشراء والمساومات في بيع الشعوب والأوطان.
رغم أن مخرجات المشهد الثوري بات واضحا?ٍ إلأ أن هناك من يزال يخطط ويتعامل لخلق ما يسمى بشرق أوسطي جديد أو كبير الذي دمرته خروج الثورات العربية واجهضت إستراتيجياته الشرق أوسطية ولو بشكل مؤقت في أسوأ الأحوال وبالتأكيد لن تكون على مستوى السقف المخطط له إن عادت نفس هذه الموجة لإستئناف محاولاتها الفاشلة. بيد أن هناك عائق أكبر للثورات العربية وموازي في نفس الوقت لهذه الإستراتيجية لم يتوار بعد محاولا?ٍ إجهاض الثورات العربية ولكن بطريقة أخرى مغايرة وهي القوى المعادية لمجمل السياسات الغربية في المنطقة لا سيما في اليمن وخاصة?ٍ القوى المتطرفة ذات الصبغة الإرهابية التي قفزت على موجة الثورة الشبابية والشعبية من ما عطلها عن الوصول إلى نهاياتها وتحقيق طموحاتها التغييرية.
“الإرهاب” الذي لطالما أعلنت دول الغرب برئاسة الولايات المتحدة بضرورة محاربته وأعدت له الع?ْدة لمواجهته في حقبة العقد الأول من هذا القرن دون الإفصاح عن خلفياته الحقيقية ربما لأهداف سياسية يتجلى الآن بوضوح على سطح الثورات العربية الراهنة لاسيما الثورة اليمنية.
مايحدث في أبين وأرحب والجوف من خروج لجحافل القاعدة وغيرها من العناصر الإرهابية إنما تجليات لهذه السياسة الإرهابية في محاولة مستميتة لأفغنة اليمن بعد فشلها في عرقلة الثورة الشبابية والشعبية اليمنية لابد من التنبه لها ومحاصرتها في مهدها حتى لا تكون الذريعة الباقية لإجهاض ثورتنا الظافرة بإذن الله.
bassethubaishi@yahoo.com