موقع امريكي: الإعلام الغربي تجاهل القضاء على “داعش”
شهارة نت – واشنطن
قال موقع “كاونتر باونش” الامريكي الاحد في مقال للكاتب “مايك ويتني” إن الاعلام الغربي تجاهل محو “داعش” من قبل روسيا وايران وركز على الفضائح الجنسية.
حيث قال الموقع إنه لا يمكن أن يكون هناك أي شك في أن داعش قبل عامين فقط كان قويا وقيادته جيدة، وكان مسلحا بسخاء ويتمتع بكفاءة الموارد وقوة شبه عسكرية في التاريخ الحديث، بعد أن منح لنفسه امبراطورية بين دولتين ذات سيادة ومدمرة لجيوشهم ومع ذلك، لم يعد داعش كذلك. فأيام الدولة الإسلامية التي كانت تستشري في سوريا مثل السرطان قد انتهت.
حيث طردت روسيا وحلفاؤها داعش من آخر معاقله الحضرية في سوريا. والآن سيحول التحالف السوري انتباهه إلى النقاط الساخنة العديدة في جميع أنحاء البلاد حيث تنتظر الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة قيام الجيش السوري بعمليته النهائية في القضاء عليها.
وكانت وسائل الاعلام قد ذكرت ان الجيش العربي السوري، الذي انضمت اليه القوات المقاتلة من الحرس الثوري الايراني وحزب الله، استعاد مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، حيث كانت المدينة آخر معقل للمجموعة الإرهابية، داعش، التي كانت تسيطر في وقت واحد على مساحات شاسعة من الأراضي الممتدة من شمال العراق إلى وسط سوريا. وقد طاردت المجموعة الآن في مخبئها الحضري الأخير وهي الان منتشرة في الأرياف القاحلة فالهجوم الثلاثي الاطراف اجبر ارهابيي داعش على الفرار من المدينة شمالا او استسلموا للقوات السورية على محيطها. وبالتالي، لم تعد داعش تحتل أيا من المدن الكبرى أو المدن التي كانت تشكل في وقت سابق الدولة الوهابية الناشئة. وقد هزمت المجموعة بشكل كامل.
فما يحدث بعد ذلك في سوريا له أهمية حاسمة. وبالرغم من ان اجزاء كبيرة من البلاد مازالت تحت سيطرة الجماعات المرتبطة بالقاعدة والميليشيات السنية الاخرى فان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد ان الجزء القتالي من الحرب يقترب من نهايته ويريد بدء الاستعدادات لتسوية سياسية. ويتقاسم هذا الرأي إدارة بوتين بأكملها، بما في ذلك نائب وزير الدفاع فاليري جيراسيموف، حيث قال جيراسيموف: “ان المرحلة النشطة من العملية العسكرية في سوريا قد انتهت تقريبا. وبفضل جهودنا المشتركة، ويتم القضاء على الإرهابيين في منطقة البوكمال في شرق سوريا وعلى طول الحدود السورية العراقية، ولن يكون الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يتم القضاء تماما على الجماعات المسلحة الأخرى التي ستسمح لنا بالانتقال إلى تسوية ما بعد الصراع “.
ومن الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الغربية قد تجاهلت تماما هزيمة داعش في البوكمال أساسا لأن التحالف الذي تقوده روسيا هو الذي ألقى الضربة الأخيرة في حين أن عناوين الصحف في صحيفة نيويورك تايمز كان ينبغي أن تكون على النحو التالي: “روسيا سحقت داعش في سوريا”، فإنها بدلا من ذلك ركزت على التفاصيل التافهة لأحدث فضيحة جنسية.
واجتمع بوتين يوم الاثنين مع بشار الاسد في مدينة سوتشي المنتجع الروسي لبحث خفض العمليات العسكرية والمرحلة التالية من الحرب المستمرة منذ 7 سنوات. وأعرب الرئيس السوري عن خالص امتنانه للرجل الذي أنقذ سوريا بأي حال من الأحوال من مصير مماثل لمصير ليبيا أو العراق.
ويرى بوتين أن هزيمة داعش في البوكمال تخلق فرصة للأطراف المتحاربة للتخلص من خلافاتها والتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضع حدا للقتال. وما من شك في أن الأسد سيطلب منه تقديم تنازلات لتحقيق أهداف حلفائه الروس. ولكن بوتين لا يريد أن تصبح سوريا فيتنام، فإنه ليس لديه نية لاستخدام القوات الجوية الروسية لاستعادة كل بوصة مربعة من الأراضي السورية ذات السيادة. وكما قال من البداية، فإن خططه تنطوي على إبادة القوات الإرهابية العاملة في البلد؛ لا شيء اكثر و لا شيء اقل. وهذا هو السبب في أن النتيجة في البوكمال مهمة جدا في تشكيل جدول الأعمال. وقد هزمت داعش والجيوب التي توجد فيها جماعات المتمردين الأخرى، وستكون جزءا من عملية واسعة النطاق من أجل إنهاء التهديد الإرهابي في سوريا وسيتم في نهاية المطاف إعادة تأسيس الأمن، وستنتقل الحكومة إلى المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء مدنها وهياكلها الأساسية المدمرة. ولكن يجب أولا التوصل إلى تسوية سياسية.
وفي وقت لاحق من الاسبوع اجتمع بوتين مع قادة من ايران وتركيا حيث إن المصالح الجيوسياسية لجميع الأطراف تختلف اختلافا كبيرا ولكنها ليست بالضرورة متضاربة. وعلى سبيل المثال، قد توافق تركيا على سحب قواتها من شمال سوريا اذا حصلوا على تأكيدات من بوتين بان الاكراد لن يسمح لهم بانشاء دولة مستقلة على الحدود الجنوبية التركية. قد يكون الأكراد أيضا على استعداد لتسوية شيء أقل من “دولة كاملة” إذا سمح لهم بالحكم الذاتي الكافي للعمل ككيان مستقل ثقافيا. المشكلة الرئيسية هي الولايات المتحدة وحلفاؤها الإسرائيليون السعوديون الذين ما زالوا يريدون إ قاط الأسد وتقسيم البلاد وتحويل سوريا إلى دولة حامية أمريكية أخرى فهزيمة داعش لم تغير طموحات واشنطن الاستراتيجية أو تصميمها على احتلال سوريا حتى بعد انتهاء الأعمال القتالية.