الصهيونية ليست حكراً على اليهود !
بقلم/ الشيخ عبدالمنان السُنبلي
في واحدة من أجمل قصائده قال نزار ذات يومٍ معلقاً على توقيع مصر لإتفاقية السلام مع دولة الكيان الصهيوني :
من ذا يصدق أن مصر تهوَّدت
فمقام سيدنا الحسين يبابُ
ما هذه مصرٌ فإن صلاتها
عبريةٌ، وإمامها كذابُ !
تخيلوا معي ماذا كان سيكتب اليوم لو كان حاضراً وهو يرى بعض الأنظمة العربية قد باتت تتلهف شوقاً لتوقيع إتفاقيات سلامٍ مماثلةٍ مع الكيان الصهيوني، لا لشئٍ إلا ربما حفظاً لماء الوجه ليس إلا، لأن السلام أصلاً قائمٌ بينهم وبين إسرائيل منذ أمدٍ بعيدٍ جداً، بل وتطور إلى أن أصبح تحالفاً علنياً وتضامناً حقيقياً ؟!
ماذا تراه كان سيكتب ؟!
ليس هذا فحسب !
أتذكرون جيداً الإنتفاضة الفلسطينية الثانية أو ما سمي بإنتفاضة الأقصى وكذلك الشرارة التي أشعلت فتيلها ؟!
ألم يكن محاولة دخول رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك آرئيل شاون إلى باحة المسجد الأقصى محاطاً بثلاثة آلاف جندي حماية هو السبب في اندلاع تلك الإنتفاضة المباركة ؟!
فماذا عن دخول المدوِّن الصهيوني الشهير (بن تزيون) إلى مدينة ومسجد رسول الله (ص) ؟!
أليس المسجد النبوي الشريف حيث روضة سيد الأولين والآخرين أعظم حرمةً وقدسية ؟!
ألا تستحق مثل هذه الواقعة انتفاضة شعبية ضد من قام بالتسهيل له ودعوته وإدخاله أشد وأقوى من غيرها ؟!
أين من أصموا أذاننا مستنكرين علينا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مثلاً من دخول هذا الصهيوني معززاً بالحراسة والحماية الأمنية إلى مسجد رسول الله (ص) ؟!
لماذا لم نسمع لهم حتى بيان إدانةٍ أو استنكارٍ واحد ؟!
أيعقل أنه يوجد في المسجد الأقصى مرابطون يحمونه ويدافعون عن حرمته كلما حاول صهاينة اليهود اقتحامه أو النيل من قدسيته بينما لا نجد مثل أولئك المرابطين في مسجد رسول الله (ص) ؟!
أين الساكنون في المدينة المنورة وما حولها ؟!
لماذا لم يهزهم مثل هذا المشهد أو يحرك فيهم مشاعر النخوة والغيرة على رسول الله (ص) ومسجده ؟!
وهل يعني هذا أن مقدساتنا الإسلامية اليوم في مكة والمدينة قد باتت في خطر نظير هذا الصمت والتهاون ؟!
بصراحة، أسئلةٌ كثيرةٌ وكثيرةٌ تتبادر إلى ذهني من هول ما رأيت ولم استطع أن أجد لها سوى أجابةٍ واحدة هي أن مقدساتنا الإسلامية في مكة والمدينة لم تعد في أيدٍ أمينة وأنه قد آن الآوان لإعادة النظر في من يجب أن يقوم على هذه المقدسات ويعتني بها كيلا تظل رهناً لعبث واستهتار هؤلاء النفر من صهاينة العرب .