لن يحكم من يستمد شرعيته من الخارج..?!!
للدولة ممثلة برموزها السيادية حق التواصل والاتصال مع منظومة العالم الخارجي وبما يحقق مصلحة الوطن والشعب اللذين تعبر عنهما عن هذه الدولة أو تلك وتراعى مصالحهما وتسعى إلى تحقيقها بكل السبل والوسائل والطرق وبما يكفل استقرار هذا الشعب أو ذاك الوطن .. لكن بالمقابل بأي صفة ..? وبأي حق تقدم بعض الفعاليات السياسية والحزبية المنضوية في إطار (المعارضة) التواصل والاتصال بالجهات والدول والحكومات والأنظمة الخارجية ..? من أين تستمد الأحزاب المعارضة شرعيتها في بلادنا ..? هل من الشعب الذي يقال إنه مصدر السلطات ..? أم من هذه الجهات الخارجية أو تلك ..? أو من هذه السفارة أو تلك ..?!
في بلادنا ( معارضة) للأسف الشديد تضرب ولا تزال باستقلال وسيادة وكرامة الوطن والشعب والدولة عرض الحائط وتعمل جاهدة على استعطاف واسترضاء أطراف خارجية وتطلق لها الوعود الجزافية بانها ستعطيها وستقدمها لها كل ما تريد وتطلب أن هي _ أي هذه المعارضة_ وصلت للسلطة وساعدتها هذه الأطراف الخارجية أو تلك ..?
الأزمة التي نعيشها بدت بخلاف على السلطة وهي لا تزل تجتر مأسي هذا الخلاف ولكن بعد أن جعلت منه ( المعارضة) بكل أطيافها ومشاربها ومعتقداتها الايدلوجية يذهب بعيدا عن الإرادة الوطنية اليمنية وعن نطاق القرار الوطني اليمني المستقل .. فالمعارضة ومن جشعها وطمعها بالسلطة ورغبتها في الوصول إليها وبأي طريقة أو ثمن , بغض النظر أن كانت طريق هذه المعارضة للسلطة تمر عبر جماجم الشباب وعلى جثثهم , أو عبر جريمة يهتز لها عرش الرحمن كما حدث في أول جمعة من رجب في مسجد الرئاسة الذي كاد يؤدي بحياة فخامة الأخ رئيس الجمهورية وكل قادة وأركان الدولة وعددا من أبناء الوطن الذين كانوا ساجدين لله حين وصلتهم ( صواريخ) عشاق (السلطة) والمغرمين بها ممن ليس في أيدهم خيرا يقدموا لهذا الشعب , لأن جياع السلطة هؤلاء هم ذاتهم كانوا شركاء في السلطة والإدارة على مدى سنوات ولم يقدموا شئيا يذكر لهذا الشعب ناهيكم أن الاشتراكي حكم وعرفناه , والإصلاحيون حكموا وحفظنا سيرتهم , والبعث والناصريون والمستقلون والليبراليون والقبائل والمشايخ كل هؤلاء حكموا اليمن وشاركوا بحكمها ولم يكونوا يوما بعيدين عن مركز صناعة القرار السيادي الوطني .. ولم نرى في كل هؤلاء ما يجبرنا على (التهافت عليهم ) والموت في سبيل وصولهم للسلطة , أن لم تكون عهودهم مسكونة في الذاكرة كعهود سوداء قاتمة ومرعبة ومفجعة حتى لمن يتذكرها ويستعيد محطاتها .. !!
اليوم الأزمة اليمنية غدت تتقاذفها أطراف خارجية فيها من نحترمهم ونثق بحرصهم على أمن وسيادة واستقرار اليمن , وفيها من يعملون على ( نفخ كير الأزمة) ويدفعونا معا إلى مربع التناحر والاقتتال وهم يعملون على تشكيل واقعنا وبما يتسق مع مصالحهم ومشاريعهم ومخططاتهم وأنا لا ألوم هذه الأطراف الخارجية وأن تأمرت علينا علنا وبصراحة وشفافية لكني ألوم أولئك الذين أعمتهم السلطة والجشع الجنوني لها وعليها فصدروا بأحقادهم وغرورهم ومكرهم و(نذالتهم وتأمرهم الخياني) الأزمة وأشركوا فيها أطراف تنفخ في كيرها بل وثمة من يعمل منا لحساب هذه الأطراف ويتحرك بتوجيهات من أجهزتها أو من وكلاء لها في المنطقة .!
قطعا لا أدرك باي وجه يمكن لأحزاب اللقاء المشترك بمن يقف معها من رموز الفساد وشيوخ النصب ورموز القتل والتطرف والإرهاب .. أقول لا أدري باي وجه ستواجه به هذه الأحزاب الشعب اليمني الحر والكريم والمستقل والرافض لكل أشكال الوصايا ..ألم يقول ذات يوم موغل أحد رجال اليمن وهو يخاطب خليفة المسلمين أبوبكر الصديق رضى الله عنه ( وجنة بالذل لا نقبلها جهنم بالعز أطيب منزلي) .. إذا أي سلطة يريدها المشترك وحلفائه من ترويكا اللصوص والفاسدين والملوثين والقتلة وقطاع الطرق , ومن سيحكم المشترك أن وصل للسلطة بالطريقة التي يريدها ويخطط لها ..? هل يتوقع أن يحكم الشعب اليمني ..? حاشا الله أن يحدث هذا ولكنه سيحكم مجاميعه واتباعه ومريدية وحسب , وكل هؤلاء لن يشكلوا ( 25%) من قوام الشعب اليمني الذي سيخرج عن بكرة أبيه للتصدي لسلطة تفرضها أجهزة خارجية وأطراف ومحاور خارجية بغض النظر أن كانت هذه الأطراف شقيقة أو صديقة أو عدوه , الأمر لا يختلف كثيرا طالما أن ثمة من ينتمي هذا الشعب قد وصل لمرحلة الاستقوى على الداخل بالخارج , فيما المفترض أن تستمد هذه الأحزاب شرعيتها ومشروعيتها من الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في السلطة والثروة والسيادة والقرار وهو من يملك هذا الحق وليس أحادا غيره , وبالتالي فأن الشعب اليمني هو من يقرر وبمخض إرادته باختيار حكامه وانتخابهم بطريقة شرعية ودستورية وقانونية وديمقراطية وهو الذي اختار الديمقراطية خياره وطريقه للبناء والتنمية , وهو من دفع ثمنا باهضا لهذه الديمقراطية ولهذا الخيار الذي لم تقبله هذه الفعاليات الحزبية منذ اليوم الأول لاعتماد هذا النهج .. ألم نخوض حربا طاحنة في العام 1990م أولا من أجل الدستور وإقراره بعد أن رفضته عصبة من أهل التخل