هل سيدخل اليمن نفق الحرب الأهلي??ِة المظلم?
يبدو أن اليمن مقبل على فترة غاية في الخطورة في ظل? التكهنات بنشوب حرب أهلية وبداية طريق الصوملة واللبننة والبلقنة وغيرها من تجارب الحروب الأهلي??ِة الأخرى? وهو ما أشار إليه كل من جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة لليمن في ختام زيارته أمس? وكذلك تصريحات وزير الخارجي??ِة اليمني أبو بكر القربي? يأتي هذا كله في الوقت الذي تعه??ِد فيه الشيخ عبد الله الأحمر زعيم قبائل حاشد بأن الرئيس اليمني عبد الله صالح لن يحكم اليمن مرة أخرى طالما بقي على قيد الحياة? هذا في الوقت الذي تحركت فيه قوات الجيش الموالي للثو??ِار اليمنيين لحمايتهم بعد أن ترد??ِدت أخبار عن محاولات لاقتحام ساحة التغيير التي يتظاهر فيها معارضو الرئيس اليمني.
ففي هذا السياق قال وزير الخارجي??ِة اليمني أبو بكر القربي: إن الرئيس علي عبد الله صالح لن يتخل??ِى عن السلطة إلا عن طريق صندوق الانتخابات? وحذ??ِر من أن اليمن سينزلق إلى حرب أهلي??ِة إذا أ?ْجبر على التنحي.
وأوضح القربي لرويترز أن القضية الآن هي أن يتفق الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة على موعد لانتخابات مبكرة? مشير?ٍا إلى أن الجدول الزمني لنقل السلطة الذي حد??ِدته المبادرة الخليجي??ِة لم يكن واقعي??ٍا.
وقال: إن “هذا الجدول ثبت أنه صعب التنفيذ? ولا يمكن أن ت?ْجرى الانتخابات خلال 60 يوم?ٍا? لأنه إذا استقال الرئيس صالح بعد 30 يوم?ٍا ولم يمكن إجراء انتخابات في غضون 60 يوم?ٍا كان سيحدث فراغ دستوري في البلاد”.
وأكد القربي أن الحكومة اليمني??ِة تحاول أن تبدأ حوار?ٍا مع المعارضة بغية الاتفاق على “موعد واقعي قابل للتنفيذ للانتخابات” تحت إشراف مراقبين دوليين وإقليميين.
وذكر أن القتال في الشوارع والاحتجاجات السياسي??ِة كل??ِفت الاقتصاد ما يصل إلى خمسة مليارات دولار ونف??ِرت السائحين والمستثمرين? وأدت إلى تضخم عجز الميزانية”.
ومن جانبه حث??ِ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر القادة السياسيين اليمنيين إلى صيغة مقبولة من ق?بل الجميع للخروج من الطريق المسدود فور?ٍا? محذر?ٍا من أن البلاد لا يمكنها الانتظار مع استمرار المناورات السياسي??ِة وأن الوقت قد حان لاتخاذ القرارات.
وأوضح جمال بن عمر في مؤتمر صحفي عقده في صنعاء مساء أمس أن القادة السياسيين في اليمن يواجهون خيارين “هما التوصل إلى اتفاق مقبول للجميع وتنفيذه والدخول في المرحلة الانتقالي??ِة فور?ٍا أو خطر انهيار الدولة وصوملة اليمن”.
وأشار إلى أن الوقت قد حان لتحمل القادة السياسيين كامل مسئولياتهم من أجل التوصل لحل? سريع يبني على المبادرة الخليجي??ِة ويستجيب لآمال الشعب اليمني بمن فيهم الشباب بأسرع وقت ممكن وتجنيب البلاد كارثة حقيقية”.
وحذ??ِر ابن عمر من تدهور الوضع الإنساني الناجم عن قلة إمدادات الوقود والانقطاع الطويل في التيار الكهربائي وتعمق الأزمة الاقتصادي??ِة وما ينجم عنه من معاناة غير مقبولة وغير محتملة للشعب? معرب?ٍا عن قلقه العميق من التدهور الأمني الذي تمر??ْ به البلاد واندلاع مواجهات مسل??ِحة في عدد?ُ من المحافظات اليمني??ِة.
هذا في الوقت الذي تعه??ِد فيه الشيخ صادق الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد أمام العشرات من كبار مشايخ اليمن ورجالها بأن الرئيس صالح لن يحكم اليمن بعد اليوم? وقال في كلمة له بمناسبة إشهار وثيقة التحالف والنصرة قائلا: “لن يحكمنا علي صالح وأولاده ما حيينا”.
كما دعا الشيخ صادق الأحمر في كلمته إلى نصرة قبيلة أرحب? معتبر?ٍا ذلك نصر?ٍا للثورة”.
وكانت ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء قد شهدت انطلاق أكبر تجمع قبلي معارض للرئيس صالح ولنظامه تحت مسمى تكتل قبائل اليمن? وقد حضره كبار مشايخ اليمن وفي مقدمتهم الشيخ صادق عبد الله الأحمر شيخ مشايخ حاشد إضافة إلى عدد من كبار مشايخ بكيل ومذحج? وفي اللقاء أعلن عن وثيقة تحت مسمى “وثيقة التحالف والنصرة الصادرة عن أكبر تجمع قبلي في تاريخ اليمن لحماية الثورة”.
وفي اللقاء الحاشد أكدت قبائل اليمن على التزامها بحماية الاعتصامات? معتبرة?ٍ أن أي? عدوان على أنصار الثورة عدوان على قبائل اليمن.
وأك??ِدت القبائل اليمني??ِة في وثيقة النصرة على نشر قوات المعارضة اليمني??ِة عرباتها المصفحة في أنحاء شوارع العاصمة اليمني??ِة التي تراصت فيها حديث?ٍا أكياس الرمال? فيما تجم??ِع عشرات الآلاف للصلاة والاحتجاج? سواء لمناصرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أو للمطالبة بسقوطه.
وأرسل اللواء علي محسن القائد العسكري الرفيع الذي انشق??ِ على صالح وانضم إلى المعارضة في مارس قوات مسلحة وعربات مصفحة لحراسة “ساحة التغيير” حيث يتجمع المحتجون منذ شهور.
وحث??ِ خطيب الجمعة في مظاهرات “جمعة الصبر” المحتجين على الهدوء وقال: إن على المعارضين أن يحافظوا على ثباتهم وإصرارهم وعلى سلمي??ِة ثورتهم حتى يسقط النظام.
وتزايدت خيبة أمل المحتجين بسبب عدم نجاحهم حتى الآن في إرخاء قبضة صالح (69 عام?ٍا) على السلطة حتى بعد أن