استراتيجية الإخوان للوصول إلى السلطة بالعنف
يتبنى تنظيم الاخوان المسلمين في العالم استراتيجية واضحة للاستيلاء على الحكم باستخدام العنف تحت غطاء ديني وفتاوى تبيح لعناصر التنظيم تصفية الخصوم السياسيين? وهناك وقائع كثيرة تكشف عن هذا الطموح الجامح للوصول الى السلطة لا تختلف عن ما حدث في اليمن في الثالث من يونيو المنصرم? عندما تم استهداف الرئيس علي عبد الله صالح وكبار قيادات الدولة اثناء ادائهم لصلاة جمعة رجب بمسجد دار الرئاسة? واذا ما عدنا الى الوراء قليلا سنجد ذلك تكرار لما حدث في مصر الشقيقة عندما حاول التنظيم اغتيال الرئيس عبدالناصر عام 1954? والتى اعتقل على خلفيتها سيد قطب ضمن آخرين? الا ان المحاولة فشلت? ثم تكررت في العام 1981 ونجحت في اغتيال الرئيس أنور السادات ولكنها فشلت في الاستيلاء على الحكم.
ويتحدث الكاتب السياسي عبد الرحيم على عن أعمال العنف التى قامت بها “الجماعة الإسلامية المصرية”? وجناحها العسكرى? فى تسعينات القرن الماضى? والتى بدأت باغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب في عام 1992? وانتهت بحادث الدير البحري ? الذي أعلنت الجماعة – قبله بقليل- وقف العنف فى يوليو1997, ويقول: “وبين التاريخين سقط على أرض مصر مئات الأنفس البريئة من مواطنين مسلمين وأقباط وسياح أجانب ورجال شرطة وجنود بسطاء? وكان يقف على رأس الجناح العسكرى للجماعة طوال تلك الفترة? صديق طفولتي وصباي وزميل دراستي? حتى إنتهاء المرحلة الثانوية? الدكتور صفوت أحمد عبد الغني . هذا الشاب الوديع الخجول? شديد الأدب? ذو الابتسامة الساحرة الأخاذة ? زاملته اثنى عشر عاما?ٍ من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية? كنت أشد منه قسوة فى التعامل مع زملائى? وأصلب منه عودا فى مواجهة ألاعيب الصبية – خاصة ما يتعلق بمشاجرات المراهقين – وكان رقيقا حنونا?ٍ ? لا يعرف العنف طريقا الى تصرفاته? حتى أنضم إلى الجماعة الإسلامية فكان المتهم الثانى فى قضية أحداث أسيوط فى عام 1981? والتى راح ضحيتها 180 جنديا?ٍ وضابطا?ٍ ومواطنا?ٍ قتلوا على الهوية تحت دعوى الاستيلاء على مديرية أمن أسيوط والزحف المقدس من هناك للاستيلاء على كل المدن التى تقع فى أيديهم? وصولا?ٍ إلى القاهرة? وهى الفكرة الساذجة -التى أجهضتها أجهزة الأمن فى منبعها- التى كان مجلس شورى الجماعة قد وضعها للاستيلاء على الحكم فى مصر عقب قيامهم باغتيال الرئيس السادات? بعدها قام صفوت أحمد عبدالغني -بنفسه- بتنفيذ عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب”. ويتضح من خلال تلك الوقائع التاريخية المشهودة والوثائق السرية التي تم تسريبها أن رغبة الوصول الى الحكم لدى تنظيم الاخوان اقوى من رغبة اقامة دولة اسلامية? الا انه يعتمد الدين غطاء?ٍ لتحركاته وطموحاته لحشد تأييد الشارع الاسلامي والعربي? مستغلا?ٍ ما وصل اليه العالم العربي والاسلامي من اوضاع متردية سياسيا واقتصاديا.وعلى الجانب الاخر تبدي قيادات التنظيم مرونة كبيرة في التعامل مع الغرب واستعدادا غير محدود للتجاوب مع اي متطلبات من شأنها الحصول على دعم يمكن التنظيم من الوصول الى السلطة , تماما كما حدث في افغانستان عندما تحركت مجاميع كبيرة من العالم الاسلامي لكسر شوكة النفوذ الشيوعي في افغانستان والقضاء على المد السوفيتي بدعم من الولايات المتحدة الامريكية مقابل وعود بايصال الاخوان الى السلطة في العالم العربي? الا انها عادت وتخلت عنهم ونكثت وعودها? فكان ذلك سببا في تشكيل تنظيم جديد تحت مسمى القاعدة هدفه الاول ضرب المصالح الامريكية في العالم. وفي اليمن تلقى السفير الامريكي بصنعاء عرضا من حميد الاحمر -حسب وثائق ويكيلكس- يبدي فيه استعداد حزبه لاجراء اي تعديلات في الحزب وتكويناته واهدافه مقابل ضمان الحصول على دعم امريكي لايصاله الى السلطة, واكد في اكثر من مناسبة ان حزب التجمع اليمني للاصلاح سيكون حليفا قويا في محاربة الارهاب اذا ما تم ازاحة الرئيس علي عبدالله صالح عن السلطة. رفض هذا العرض ينطوي على خطورة بدأت تظهر ملامحها في تحريك مجاميع القاعدة للاستيلاء على محافظة ابين القريبة من ميناء عدن الاستراتيجي الذي شهدت سواحله الهجوم الاعنف للقاعدة في اليمن على المصالح الامريكية والذي استهدف المدمرة كول, وقد يشهد المستقبل القريب عمليات انتقامية للقاعدة التي يديرها قادة تنظيم الاخوان في اليمن وعلى رأسهم عبدالمجيد الزنداني المطلوب دوليا على ذمة تمويل الارهاب وارتبط اسم جامعته”الايمان” بعدد من الارهابيين الخطرين الذين تخرجوا منها ,ونفذوا عمليات ارهابية..مستقبل الاستراتيجية الاخوانية في اليمن لا يبدو مؤهلا?ٍ للنجاح? إذ انكشفت خططهم سريعا بسبب حجم الكذب والمغالطات التي ارتكبوها? وكذا تناقض المواقف? الامر الذي ادى الى تزايد الرفض والمناهضة الشعبية لتنظيم الاخوان خصوصا بعد ان ارتبط بتنظيم القاعدة في تحالف استهدف مصالح الناس اكثر من استهداف النظام? وتسبب في تشريد أكثر من 60 ألف شخص نزحوا قسريا?ٍ من محافظة ابين الى المناطق المجاورة هربا من مسلحي القاعدة