ردود عربية ودولية على نهاية الارهاب.. ايران تهني ونصر الله: التاريخ يسجل نهاية “دولة داعش”
شهارة نت – وكالات :
انتهت دولة الخرافة أو ما يسمى بتنظيم داعش «الارهابي» بعد الانتصارات التي ألحقت به الهزائم. وبعد نهايته في العراق في اخر معقل له في الانبار جاء الانتصار على سوريا حيث خسر التنظيم الارهابي مدينة البوكمال اخر معقل له بعدما حققت قوى محور المقاومة انتصارا عظيما سيسطره التاريخ مجدا ويبعثر المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
أعلن قائد فيلق قدس الإيراني اللواء قاسم سليماني يوم أمس الثلاثاء، نهاية تنظيم الدولة في العراق وسوريا، مقدرا حجم الأضرار في البلدين بنحو 500 مليار دولار.
ودعت وزارة الخارجية الإيرانية، الى تقديم داعمي الارهاب الفكريين والماليين والسياسيين والعسكريين الى المحاكم العالمية، وذلك عقب انتهاء وجود دولة داعش الإرهابية والمزعومة.
وأضافت الخارجية الايرانية في بيان، بمناسبة “انتهاء دولة داعش المزعومة”، أنه وبعد ستة أعوام من المقاومة الشّجاعة للمؤامرات الصهيونية والأمريكية وبتوجيه من قائد الثورة الإسلامية وحكمة القائد العزيز قاسم سليماني فقد تم إطفاء آخر أمل للحكومة الوهمية التي تدعي الإسلام في العراق والشّام.
ولفتت الوزارة إلى أن فصلا جديدا من فصول التحولات قد بدأت في منطقة غرب آسيا بعد تعاون قوى المقاومة مع دول المنطقة في محاربة الإرهاب والتطرف والجرائم الإنسانية بما يضع العالم أمام تجربة تاريخية في هذا المجال، وتابعت الوزارة في بيانها مشيرة الى أن القوى التي وقفت الى جانب الشعب السوري والعراقي في هذه اللحظات التاريخية ودفعت أثمان باهظة في الميدان وعلى طاولة المفاوضات من أجل كرامة الانسان، هي قوى تستطيع أن تعلن وبكل فخر حمايتها ودعمها للأمة الإسلامية والعربية. أما القوى التي لم توفّر جهدا من أجل الهجوم على إخوتها وأخواتها في المنطقة ولم تُقدِم في الحقيقة سوى على إشعال نيران الحرب في المنطقة تستمر في أخطائها الجالبة للعار عبر مبالغ طائلة بدون أي نتيجة لإقامة مؤتمرات ومجموعات فارغة وتجمعات فاشلة للتغطية على أخطائها وجرائمها.
ودعت الخارجية الايرانية الى تقدم دعمي الارهاب الفكريين والماليين والسياسيين والعسكريين المحكوم عليهم بالهزيمة أيضا الى المحاكم العالمية ووجدان الشوب لتقديم أجوبة عن جرائمهم ومجازرهم وتدميرهم وتشريدهم لملايين الناس الأبرياء.
كما تقدمت الخارجية الايرانية بالتهنئة الى شعوب المنقطة، وإلى قوى المقاومة التي بذلت جهودا كبيرة في مكافحة الإرهاب لا سيما المستشارين العسكريين لقوة القدس في حرس الثورة الإسلامية، وقوى المقاومة في حزب الله اللبناني وباقي التشكيلات الأخرى بمناسبة الانتصار على الإرهاب وتطهير المنطقة من رجس عناصر داعش، كما تشكرت الوزارة الدعم والمشاركة التي قدمتهما الحكومة الروسية خلال هذه المرحلة الحساسة من مكافحة الإرهاب.
وأشار البيان في ختامه الى أن المنطقة والعالم يمرّان بمنعطف تاريخي كبير، لافتا إلى أن وزارة الخارجية الإيرانية لن توفّر جهدا من أجل ترجمة جهود المقاومين في ساحات القتال، في المجال السياسي لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي والعالمي.
من جهته أكد الامين العام لحزب الله لبنان السيد حسن نصر الله، ان تحرير مدينة البوكمال السورية يشكل نهاية دولة داعش التي تعد اخطر ظاهرة شوهت الدين، وانتصار القيم الانسانية على التوحش.
واضاف سماحته في كلمة تلفزيونية، انه مع تحرير آخر بيت في يمكن للتاريخ أن يسجل نهاية دولة داعش، مبينا في الوقت نفسه ان هذا لا يعني انتهاء تنظيم داعش، مؤكدا ان على شعوب المنطقة ان تقف وقفة تأمل حول من اوجد داعش ومن دعمها ومن دفعها لترتكب المجازر ومن وقف في وجه داعش وقدم الشهداء والحق الهزيمة بداعش ومن خلفها.
السيد نصر الله: اللواء قاسمي كان في الخطوط الامامية في معركة البوكمال
كما توجه السيد نصر الله، بالتحية الى كل المقاتلين الذين شاركوا في تحرير البوكمال من الجيش السوري وفصائل المقاومة العراقية ومقائلي لوائي زينبون وفاطميون، واضاف: ” اتوجه بالشكر الكبير الى قائد قوة القدس في حرس الثورة الاسلامية اللواء الاخ العزيز الحاج قاسم سليماني وهو حضر في اخر معركة مع داعش منذ ايامها الاولى وكان في الخطوط الامامية يوجه القادة ويتابع التفاصيل ، وتابع : اتوجه الى كل القادة والمقاتلين والضباط والجنود بالتحية والتقدير في تشكيلات الجيش السوري والى فصائل المقاومة بتشعباتها والى الاخوة في حرس الثورة في ايران والى اخواني القادة في حزب الله”.
السيد نصر الله: ارودغان فضح الدعم الامريكي لداعش
واضاف سماحته: “انه عندما يعلن العراقيون والسوريون نصرهم على داعش جب الاحتفال بالنصر الكبير ، الذي وصفه بانه انتصار القيم الانسانية على التوحش، ولفت سماحته الى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يعتبر حليف لامريكا قال صراحة وعلنا ان واشنطن تمول داعش الارهابية، وهذه فضيحة لامريكا واوضح ان محور المقاومة استطاع ان يلحق الهزيمة بداعش الوهابية خلال سنوات قليلة بينما الولايات المتحدة كانت تقول ان القضاء على داعش الوهابية يحتاج الى 30 سنة.
السيد نصر الله: اين حاربت السعودية داعش؟
كما قدم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العزاء لايران شعبا وقيادة بعد الزلزال الذي ضرب غرب ايران الاسبوع الماضي، وبخصوص اجتماع وزراء الخارجية العرب قال السيد حسن نصر الله ان اتهام حزب الله بالارهاب ليس جديدا وهو متوقع واكد انه لا شيء يدعو للتوتر بل يدعو للاسف موضحا انه في الساعات التي كانت القوات السورية وحلفائها يحررون البوكمال وبينهم حزب الله قامت الجامعة العربية بوصف حزب الله بالمنظمة الارهابية واتهمت ايران بانها دولة راعية للارهاب بينما هي كانت تساهم بمحاربة الارهاب متسائلا اين حاربت السعودية داعش؟، معتبرا سماحته ان مسار الاتهام لحزب الله وايران هو مسار امريكي، واوضح ان كل الذين افشلوا مشروع امريكا في المنطقة سيعاقبون وان احد اشكال العقاب ملاحقتهم بتهم الارهاب، واعطى السيد حسن نصر الله مثالا عن ذلك بأنه قبل ايام قاموا بوضع حركة النجباء وعصائب اهل الحق العراقية على لائحة الارهاب واكد ان اللائحة ستتسع لكل الفصائل العراقية التي قاتلت داعش الوهابية مشيرا الى ان هذا الامر سيمتد كما في اليمن ولبنان وفلسطين، وستهدد دول كما تم تهديد لبنان بوضعها على لائحة الارهاب واكد نصر الله ان هذا مسار طبيعي ويجب ان تتم مواجهته بالحكمة.
واضاف سماحته: ننتظر جميعا عودة رئيس الحكومة الذي بالنسبة لنا غير مستقيل الى ان ياتي ونرى، ونحن منفتحون على اي نقاش في البلد، وشكر سماحته الموقف الرسمي اللبناني في اجتماع الوزراء العرب والجهد الخاص للوزير جبران باسيل.
السيد نصر الله: واشنطن قامت بتأمين كل التسهيلات لانسحاب تنظيم داعش
وفي سياق متصل، اكد الامين العام لحزب الله ان القوات الامريكية قامت بتأمين كل التسهيلات لانسحاب تنظيم داعش الارهابي وتم استيعاب الارهابيين في مناطق ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية موضحا ان المروحيات الامريكية كانت تنتشل اشخاصا من داعش الوهابية ، وهذا الامر تكرر في اكثر من مكان واشار نصر الله الى ان الامريكيين كان همهم ان تصمد داعش الوهابية في البوكمال حتى النهاية ، مؤكدا ان هذا دليل على تورط اميركا بدعم داعش.
وختم السيد نصر الله بالقول امام ما تشهده اليمن اوجه نداء الى كل المرجعيات الدينية وكل العرب والمسلمين لموقف وصوت يرتفع للطلب من السعودية وقف الحرب وسحق الاطفال والمجاعة والكوليرا والذهاب لحل سياسي
ليبرمان: الأسد حسم المعركة ضد داعش وبات يسيطر على 90% من سوريا
وفي سياق متصل الانتصار الكبير أكده الصهاينة على لسان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان حيث أقر بأن الرئيس السوري بشار الأسد يسيطر اليوم على 90 في المئة من المنطقة المأهولة في سوريا.
واعتبر ليبرمان أن “الأسد بدأ بناء فرق وفيالق، وكذلك منظومات دفاع جوي”، مضيفاً “نحن نأخذ الأمر بالحسبان.. هناك تدريبات أكثر للجيش السوري والمزيد من الاستعدادات ومحاولات أكثر للتلميح لنا أنهم مستعدون“.
وختم ليبرمان بالقول إن الرئيس السوري حسم المعركة ضد داعش، وأن المنطقة تشهد تغييرات جوهرية.
من جانبه علق عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، مستشار وزير الإعلام السوري، الدكتور علي الأحمد في حديثه لوكالة سبونتيك على كلام ليبرمان بالقول “إن هذا التصريح يعد بمثابة اعتراف من العدو الإسرائيلي بانتصار هذا المحور، ومن ثم يلزمه بأن يعيد النظر في سياساته تجاه هذا المحور وعلى رأسه الدولة السورية، خاصة وأن إسرائيل تعلم أن هذا الانتصار أفشل مخطط الفوضى الخلاقة الذي كانت تدعمه حليفتها الكبرى وهي الولايات المتحدة الأمريكية وتحطم على الصخرة السورية“.
المَشروع الأمريكي فَشل في سوريا
وبعد الانتصارات الكبيرة وطرد داعش من سوريا والعراق نستخلص بحسب القراءة الاقليمية للوضع الراهن بأن المَشروع الأمريكي فَشل في سوريا والعراق، والرّهان على بعض الفصائل المُسلّحة ثَبُت فَشله كُليًّا، وأي مُحاولة للقَول عَكس ذلك هو مغاير للحقيقةِ وللوقائع على الأرض على الرغم من البعض لا يقر بهذه الهزيمة النكراء التي أطاحت بكل أحلامهم بتفتيت محور المقاومة، فمرة أخرى تجدد المقاومة كلمتها بأنها ستلاحق فلول الارهاب أينما وجد في العالم الاسلامي ودحر الجماعات الارهابية التي حاكتها أمريكة، فالمسلسل الامريكي توقف وذهب أدراج الرياح مع ذهاب مشروعهم.
تجدر الاشارة ان سوريا تعافت بعد صُمود جَيشها ومُؤسّساتها حوالي سبع سنوات، وحافظت خلالها على هياكل الدّولة، واستطاعت بمُساعدة حُلفائها من ايران وحزب الله أن تُحبط المُخطّط الأمريكي التفتيتي، وباتت تَقف بقوى أمام رحلة إعادة الإعمار، ويبدو أن الولايات المتحدة لا تُريد لهذهِ المَرحلة أن تبدأ.
أمريكا لا تُريد الاعتراف بفَشل مَشروعها في سوريا الذي كلّفها وحُلفاءها مليارات الدولارات، ولذلك لا نَستغرب أن قوّاتها هذهِ المَوجودة بصورةٍ غير شرعيّةٍ ستتحوّل إلى أداةِ تَخريبٍ، ومُحاولةٍ للثأر، وهي مُحاولة لن يُكتب لها النّجاح