بعد تحرير المدينة.. صواريخ التوتشكا والحرب العالمية التي جرت في البوكمال
شهارة نت – سوريا
حصل الجيش السوري خلال هذا العام على أعداد كبيرة من النسخة المطوّرة لصاروخ “توتشكا” الروسي الذي جرى تعديله لجهة مداه وحمولته المتفجرة وقدرته في تدمير أهدافه على عمق عدة أمتار مصفحة.
وسمي الصاروخ بهذا الاسم كناية عن إصابته المحققة للهدف حتى ولو كان مجرد نقطة، حيث تعني ” توتشكا ” باللغة العربية ” النقطة “، ويعتبر تنظيم داعش الارهابي هو الأكثر معاناتاً من هذا الصاروخ حيث استخدمه الجيش السوري بكثرة في معارك دير الزور والبادية عموماً. وبعد التعديل الجديد، صار مداه المجدي يفوق الـ 120كم، وزادت حمولته من المواد شديدة الانفجار والقادرة على تدمير أعتى التحصينات حتى ولو كانت تحت الأرض.
نقل الجيش السوري عدة منصات إطلاق لصاروخ توتشكا إلى جبهة الاشتباكات شرقي البلاد حيث صارت الحرب هناك دولية ولم تعد إقليمية. وتلقت تحصينات تنظيم الدولة في مدينة البوكمال عشرات الصواريخ التي دمرت أهدافاً ومقرات ومستودعات استراتيجية للتنظيم في البوكمال وقبلها في المحطة الثانية T2 وفي مدينة السخنة وغيرها من المدن والمواقع التي كانت تحت سيطرة داعش.
وتكشف مصادر متخصصة أن عشرات الصواريخ من طراز توتشكا كان لها دور كبير في حسم المواجهة الدولية التي جرت بين دمشق وحلفائها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى ومسرحها مدينة البوكمال التي بات الجيش السوري وحلفاؤه يسيطرون عليها بالكامل وتُضيف المصادر أن صواريخ توتشكا كانت تصيب أرتال المشاة من تنظيم داعش بدقة فائقة إضافة لمقراته وتحصيناته داخل البوكمال.
على الخط ذاته زجت طهران بالعشرات من نخبة المقاتلين يُشرف عليهم قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، بوضوح تام ودون أية مواربة تتحدث علناً غرفة عمليات حلفاء دمشق بالاسم الصريح عن الفصائل الإيرانية التي تحارب على الأرض إلى جانب الجيش السوري في البوكمال وهم، الزينبيون، الفاطمين، إضافة للعشرات من الحشد الشعبي العراقي (الحيدريون) ومقاتلين من حزب الله اللبناني، هي رسالة من طهران للجميع بأن الحرب صارت مفتوحة ودولية وعلنية تماماً.
واعلن امس الأحد عن تحرير مدينة البوكمال “آخر معاقل داعش على الحدود السورية العراقية” في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي بشكل كامل على أيدي قوات الجيش السوري وحلفائه، وعادت البوكمال ذات الأهمية الإستراتيجية عقب مواجهات عنيفة مع عناصر داعش أسفرت عن مقتل وجرح العشرات منهم وتدمير عدة آليات لهم، وبهذا يكون قد تمكّن الجيش السوري وحلفاؤه من تطهير كامل أراضي البلاد من التنظيم الارهابي.
وأشرف على قيادة معركة تطهير آخر معاقل داعش في سوريا اللواء “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، بحسب ما أورده مراسل قناة العالم في دير الزور.
كما شاركت قوات مساندة للجيش السوري في تحرير المدينة من إرهاب داعش كان قوامها الحرس الثوري وحزب الله (المقاومة اللبنانية).
ويأتي هذا الإنتصار على الجهة السورية بعد أن انتزعت القوات العراقية المشتركة على الطرف المقابل من الحدود كامل الأراضي من أيدي تنظيم داعش الارهابي.
وفي الوقت الراهن تعمل قوات الجيش السوري والحلفاء على تفكيك عشرات العبوات والألغام التي خلّفها تنظيم داعش في المدينة قبل فراره.
وفي وقت سابق من يوم السبت أعلنت غرفة عمليات حلفاء سوريا أن الجيش وحلفاءه يعملون على طرد داعش من آخر معقل له على الأراضي السورية، كذلك يفككون الألغام التي خلفها داعش في البوكمال.
كما أكدت غرفة عمليات حلفاء سوريا هروب “والي البوكمال” في داعش المعروف بـ”أبو حسن العراقي” من المدينة إلى الضفة الشرقية للفرات، إضافة إلى هروب المسؤول البارز في داعش “صدام الجمل” وآخر يدعى “أبو سمية الأنصاري” من البوكمال.
ويوم السبت استعاد الجيش السوري وحلفاؤه أكثر من 80% من مساحة مدينة البوكمال الى أن تمّ تحرير المدينة بالكامل.
وبعد تحرير المدينة بالكامل أكدت مصادر إعلامية فرار عناصر داعش من البوكمال باتجاه مناطق قوات سورية الديمقراطية المدعومة من واشنطن.
من جانبه ذكر الإعلام الحربي فرار نحو 150 مسلحاً من فلول داعش في مدينة البوكمال بريف دير الزور إلی شرق نهر الفرات، مشيراً إلى أن مسلحون من داعش سلّموا أنفسهم لـ”قسد” المدعومة أمريكياً بعد الهزائم التي تلقوها من قبل الجيش السوري وحلفائه.
يشار الى أن هذه المعركة كان لها أهميتها الخاصة لأنها تعدّ آخر معقل لداعش في سوريا، وفيها قيادات التنظيم العليا، علاوة على دور التحالف الامريكي الهدّام في المعركة حيث قام بالتشويش الإلكتروني على أجهزة ورادارات الجيش وحلفائه، كما قام بسحب القادة في داعش وتأمين وصولهم الى مناطق قوات سوريا الديمقراطية.
هذا التخاذل الأمريكي مع تنظيم داعش الارهابي لم يكن حديث الولادة وإنما كان مستمرا منذ بداية الحرب على سوريا.
الى ذلك أشارت مصادر إعلامية إلى وجود أطفال من فرقة “أشبال الخلافة” أجبرهم تنظيم داعش على القتال ضد الجيش السوري وحلفائه.
واعتمد داعش الارهابي في معركته ضد الجيش السوري في البوكمال على شبكة أوكار معقدة داخل المدينة.
وبهذا تكون قد سقطت البوكمال عسكريّاً بيد الجيش السوري وحلفائه، وأكدت مصادر أنه يجري حاليا تطهير جيوب لداعش في الأحياء الغربية بعد تحرير قرى عدة في محيط المدينة وقطع الطريق إلى مدينة الميادين.
وأما عن التخاذل الأمريكي فقد أكدت مصادر حدوث تدخّل عسكري أمريكي لحماية عناصر داعش وتزويدها بالمعلومات، كاشفة عن انتشال الأمريكيين قياديين أجانب للتنظيم وتسهيل وصول بعض عناصره إلى مناطق تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في ظل حرب إلكترونية تشنّها القوات الأمريكية في المنطقة.
كما نشر الإعلام الحربي فيديوهات تظهر قيام طائرات روسية بشنّ غارات على مواقع تابعة لداعش في البوكمال.
بعيدا عن الشرق السوري حيث تم تحرير البوكمال نتّجه نحو جنوب البلاد، حيث اعتدت قوّة اسرائيلية على موقع للجيش السوري في قرية حضر، وقال بيان للجيش الإسرائيلي: إن الجيش السوري حصّن موقعاً عسكرياً في المنطقة المنزوعة السلاح لذلك فقد جرى قصف المكان.
وفي غربي سوريا حرّر الجيش السوري وحلفاؤه قريتَيْ حرّان وحردانة في ريف حماة بعد مواجهات مع جبهة النصرة، بعد طرد جماعة “جبهة النصرة” الارهابية والجماعات المنضوية تحت زعامتها.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على القريتين المذكورتين وتمكّن من القضاء على العديد من الإرهابيين، وفرار العشرات منهم، حيث يواصل الجيش السوري عملية تعقبهم. كما تمّت استعادة قريتي قصر علي وعرفة، بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم فيهما.