التكفيريون أعداء الله..
بقلم/ الياسمين البغدادي
حتى تصل لتحقيق غايتك البعيدة تتسلق كل غاياتك القريبة، فأنت إن كنت عدواً للشيعة و للسنّة و للشعوب جمعاء، ثم تأتي لتطرح نفسكَ بعنوانٍ بارز بأنّك عدو للأنسانية، فأنت ضمناً تريد تحقيق غاية واحدة لديك، وهي معاداة الله خالق الكون، حيثُ أعطى سبحانهُ وتعالى أسمهُ موازين حفظ حياة الأنسان في هذه الدنيا الزائلة.
بِدعة الشيطان أقرب إلى التكفير وإلى نفوسهم، طقوسهم الخاصّة المطعمّة بالدم لا تأتي إلّا برائحة الموت، وهم كالخفافيش يمتصوّن دماء البشرية ويهدمون كالوحوش مدن أمنة، بلا جريرة ولا سبب، لا همّ لهم سوى تحقيق غايات مريضة، فأخذوا من الدين ما يريدون تحريفه، يحققون بذلك غاية الصهيونية في تشويه الإسلام.
نصف قرن من الزمن والتشدد يتجه إلى المأسسة، بعدَ أن كان يتمثل بأفرادٍ قليلة، هناكَ مدارس خاصّة للتكفير الأعمى، وهناكَ لوبيات وأموال وحراك سياسي يغطي جرائهم البشعة، ولا تفسير لما يفعلوه غير إن إنشاء دول خاصة لدعاة التكفير والموت، تنسجم مع تطلعات تل أبيب في قتل النفس البشرية، وكل جدار يُهدم في دولة إسلامية يقابله بناء جدار استيطاني بغيض على ارض فلسطين.
عاندَ التكفيريون الله جهاراً، فسبحانهُ صاحب الوعد بتيهان اليهود في الارض، وجلّ في علاه وضع للنفس البشرية حرمة خاصّة، فمن قتل نفساً بغير ذنب كأنما قتل الناس جميعاً، وهم إذ يأخذون من الإسلام ما يشتهون غضّوا النظر عن أياتٍ بينّات تدلل على عظمة الأنسان وشأنيته.
هناكَ زرعوا الدمار والسبي والقتل العمد، فلا طفلٌ سلَم ولا أمرأة، وكما إن أفعالهم دخيلة على المجتمع الإسلامي كانت دخيلة أيضاً على أخلاق العرب، إنهم الشيطان بعينهِ إن أردنا رؤيتهِ، فكراً و سلوكاً و غايةً و أثراً، لكن ما يعزينا إن غايتهم زائلة، وطمعهم قتلناه بطموحنا لتحقيق الدولة العادلة.