مساعدات شعبية واسعة من قبل الايرانيين الى المتضريين جراء الهزة الارضية
شهارة نت – طهران :
تعهدت الحكومة الايرانية يوم الثلاثاء، بإتخاذ اجراءات قوية وسريعة لاغاثة المنكوبين جراء الزلزال الذي ضرب محافظة كرمنشاه الحدودية مع العراق ليل الاحد بينما تشهد البلاد تعبئة شعبية لتقديم المساعدة.
ولم تكتف الجمعيات الخيرية ومسؤولي مدينة مهاباد الكردية من جمع التبرعات الشعبية، حيث عقدوا اجتماع مع فاعلي وناشطي المنظمات غير الحكومية للتباحث حول سبل مساعدة المواطنين المتضررين في محافظة كرمنشاه وتم تفعيل لجنة لمساعدة المتضررين.
وعلى المستوى الشعبي، يشهد وسط المدينة اكتظاظا كبيرا، فقد أتى العديد من سكان الضواحي بسياراتهم لمساعدة المنكوبين وقام البعض بتوزيع بطانيات ومياه، دعما لجهود الدولة.
وقام سكان مدينة مهاباد والقرى المجاورة لها، بجمع تبرعات مالية ومادية مثل البطانيات والأغذية المعلبة والملابس الدافئة والمياه المعدنية والأرز والشاي والسكر، وتقديمها الى الجهات المختصة لإيصال المساعدات للمواطنين المتضررين حيث لا تزال هذه المساعدات قيد الاستمرار.
واطلق نجم كرة القدم الايراني علي دائي، مبادرة لجمع الطعام والمواد الاولية، كما أعلنت قاعة سينما في طهران تخصيص نصف عائداتها لمساعدة المنكوبين وأعلن فريقا لكرة القدم في العاصمة طهران ارسال مئات الخيم والبطانيات للمواطنين.
وبدوره قال وزير الدولة الايراني، عبد الرضا رحماني فضلي، يوم الاربعاء في ختام الاجتماع الثاني لمجلس ادارة الازمات الذي عقد في وزارة الداخلية، في بيان للصحافيين وضمن تقديم التعازي الى عوائل ضحايا الزلزال الضي ضرب كرمانشاه: “ان جميع الاجراءات المتخذة في المناطق المتضررة من الزلزال، قد تم تقييمها من قبل مجلس إدارة الأزمات في الاجتماع الثاني للمجلس من صباح هذا اليوم، كما قمنا بتشخيص الاحتياجات ونقاط الضعف والمتطلبات اللازمة.”
وتم في وقت سابق، إرسال خمسة فرق كاملة مختصة بالمساعدات من هذه المدينة وغيرها من المدن في جنوب أذربيجان إلى محافظة كرمانشاه.
وقال نائب محافظ مهاباد، ايرج شجاعي، يوم الثلاثاء، في اجتماع مع المسؤولين: تم تشكيل لجنة مستقلة للمساعدة الإنسانية، يضم موظفي الخدمة المدنية والناشطين في المنظمات غير الحكومية والجمعيات تضم 15 عضوا لجمع وإرسال المساعدات.
وأضاف إيراج شجعي: بالإضافة إلى الأنشطة المُنظمة لجمعية الهلال الأحمر ولجنة الإغاثة، شكلت هذه المدينة اليوم، لجنة مساعدات انسانية تتألف من أمناء وناشطين بشكل مستقل وبمساعدة ممثل المؤسسات ذات الصلة، حيث سيشاركون بجمع وإرسال المساعدات النقدية وغير النقدية ضمن عملية الإغاثة للأشخاص المتضررين.
وقال رئيس جمعية الهلال الأحمر في مهاباد، رحمن مومن بور: “مع الإعلان عن الحاجة لجمع التبرعات الشعبية من صباح اليوم في خمسة أماكن رئيسية من مدينة مهاباد، يتم تشكيل لجنة لجمع المساعدات النقدية وغير النقدية، وبعد انتهاء الوقت المقدر، تتجه قافلة المساعدات الى محافظة كرمنشاه في أقل من 24 ساعة.
وقال رحمن مومن بور: “إن الأولوية هي الحاجة إلى سلع غير نقدية كالترتيب التالي، المياه، الملابس والمواد الغذائية حيث تكون دوائر البلدية ومنظمات الإغاثة والإنقاذ المخازن التابعة لجمعية الهلال الأحمر على استعداد لتلقي المساعدات من سكان مهاباد الودودين والوطنيين.
وأضاف: بالإضافة إلى اللجان المتوفرة داخل المدينة، تم إرسال لجنتين متنقلتين إلى المناطق المركزية في مدينة مهاباد لتلقي المساعدة الشعبية من القرى. وتقول السلطات ان تأمين المياه والكهرباء يتم بشكل تدريجي في غالبية المناطق المتضررة.
وقال حسن كريمي، وهو مواطن في لجنة المساعدات الانسانية لمتضرري الهزة الارضية في مدينة كرمانشاه، في مقابلة مع احدى الوكالات الايرانية: “إن الإحساس بالعمل الخيري والأخوة هو دائما موجود بين المواطنين الإيرانيين، واليوم الجميع مستعدون لجمع وإرسال الوسائل اللازمة للمتضريين في محافظة كرمانشاه.
وقال محمد يوسفي، من المواطنين الآخرين الذين تطوعوا بمساعدتهم للجنة جمع التبرعات الشعبية “ان ايران كلها عائلة واحدة ونحن نرى انه من الواجب علينا تقديم المساعدة اذا لزم الامر لأبناء بلدي لان الكوارث الطبيعية قد تحدث كل يوم في اي مكان”.
كما قال سيروان حسيني: إن أهالي محافظتي “كرمانشاه وسربول ذهاب” ليسوا وحدهم ونظرا لانخفاض درجة حرارة الجو فإننا نطالب السلطات والمسؤولين بتسليم المساعدات والسلع التي يحتاجها المتضررون من الهزة الارضية إلى الهلال الأحمر بأقصى سرعة.
ويشكل الاكراد غالبية سكان كرمنشاه وتعبيرا عن التضامن أوردت صحيفة “ايران” الحكومية على صفحتها الاولى عنوانا يقول “ايران تبكي مع كرمنشاه” باللغة الكردية استثناءا.
وشهدت مدينة “سربل ذهاب” التي يبلغ عدد سكانها 85 الف نسمة، سقوط ضحايا قٌدرت اعدادهم 432 شخصا بحسب آخر احصائية رسمية. وبقيت مبان كثيرة صامدة في وجه الزلزال الذي بلغت شدته 7,3 درجة فيما كانت مبان ومنازل أخرى قد دُمرت بالكامل والبعض الاخر من الابنية لا تزال منتصبة لكن مع انهيار واجهاتها. هذا وقد وأعلنت السلطات يوم الثلاثاء يوم حداد رسمي تكريما للضحايا