رباعية التحالف الأحمر في جبهة أرحب
بإقحام معسكر اللواء الثالث مشاة على خط المواجهة? ومحاولة السيطرة على مطار صنعاء الدولي? تكون جبهة ارحب- نهم- قد تصاعدت إلى أقصى درجاتها? لتتضح حالة التخبط وهيستريا المكابرة في خيارات الحلف الانقلابي “الجهادي- القبلي” والتي تكشف نوايا مفضوحة للانقضاض على السلطة بشتى الوسائل? حتى وإن كان الثمن نزيف الدم اليمني? والزج بالوطن في اتون حرب “مسلحة” تأكل الأخضر واليابس? وجنون حرب “نفسية” ترسخ البغضاء والاحقاد بين الأجيال الحالية واللاحقة? وتهدم كل ما بناه الشعب طيلة عقود من الثورة والوحدة الخالدة.
ثمة إصرار عجيب من قبل التحالف الانقلابي على جر اليمن نحو سيناريو الصوملة بديلا?ٍ عن خيار الحوار والتوافق? يتجلى ذلك واضحا في ما نشهده اليوم من تصعيد خطير للهجة التحدي بعد تغيير تكتيك المواجهة وانتقاله إلى خيار التصعيد الدموي? كي تخلو الساحة لهيمنة التطرف.. وهو ذات الخيار الذي انتهجه تنظيم القاعدة عندما كان يترقب انهيار الدولة الصومالية ليتموضع في خرابة مديدة تستأسد فيها نسوره الضارية وتقتات من الميتة? والدم? ولحم البشر!
عبد المجيد الزنداني? المطلوب امنيا للإنتربول الدولي بتهمة دعم الارهاب? هو ذاته اليوم من يقود مجاميع جهادية مسلحة ثنائية الابعاد- قبلية قاعدية? لتنفيذ مخطط انقضاض ثنائي الرؤوس- محسن وحميد- يستهدف إنهاك الحرس الجمهوري وإخراجه من معادلة الصراع? للتعجيل بانهيار الدولة والوصول إلى صوملة الوضع? بحيث يتسنى تكوين دولة جهادية بديلة تعتمد على الإرهاب كأهم مكوناتها.. وليس أدل على ذلك من إصرارها اليوم على أن تقدم نفسها للعالم بأجندة مرعبة تجيز استباحة دماء الجيش ونشر الفوضى- باعتبارهما ركنا?ٍ مهما?ٍ في مخطط الوصول إلى الحكم? لتثير بذلك هلع العالم وتنزع قناع السلمية المزعومة والمطالب الحقوقية الزائفة! وإلا لما كان الزنداني تحول من داعية سلام وإسلام إلى داعية حرب يقاتل من اجل السلطة.
المشكلة أن الإخوانجية لم يستوعبوا الدرس العالمي القاسي الذي تجرعت الأمة العربية والاسلامية مراراته بسببهم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر? خلاصة ذاك الدرس أن الفكر المتشدد لن يستطيع التقدم خطوة واحدة نحو مفاصل الحكم? لا في اليمن ولا في أية بقعة من الكرة الأرضية? لأنه منبوذ من كل الإطراف? وأمامه حرب طويلة الأمد لا نهاية لفصولها.
حتى أحزاب المشترك لا يمكنها إنكار هذه الحقيقة? وقد اعترف بذلك قيادي بارز في المعارضة ? وهو من تيار مذهبي تعاديه الأصولية? في حواره مع صحيفة محلية قبل نحو أسبوعين عندما قالها بصراحة?ٍ: “لن يسمح المجتمع الدولي بأي تغيير يوصل الزنداني إلى السلطة”.
هي قناعة دولية إذن? لكن الأهم منها أنها تتلاقى مع قناعة شعبية عامة? فثمة إرادة داخلية يستحيل ان تتقبل كهنوتا?ٍ جديدا?ٍ لإدارة شؤون البلد وتشكيل وعي الأمة والتحكم بمصيرها وخياراتها في الحياة.
مثل ذلك القيادي المعارض عندما يتحدث عن الزنداني فإنه بالتأكيد لا يعنيه لشخصه? بل يقصد منظومة الفكر الأصولي والتيار المتشدد الذي تقف وراءه قوة دفع “رباعية” منذ عقود طويلة- ترتكز على الزنداني كمرجعية روحية? وعلي محسن كذراع عسكري? ومافيا قبلية مالية يتزعمها الشياطين الحمر بالحصبة? وتيار تنظيري يمثله الجهاديون في تجمع الإخوانجية.
هذه الرباعية المسلحة معروف انها هي التي أنتجت دموية التعصب وثقافة العنف الديني منذ الحقبة الافغانية? وأسهمت في تخصيب “القاعدة” رغم انسلاخها منها شكليا?ٍ? وحولت اليمن الى بؤرة تكاثر وبيئة مناصرة للإرهابيين في المناطق القبلية المحافظة.. لهذا لا غرابة اليوم أن يتحول مسار الاحتجاجات العفوية إلى عنف دموي? والاعتصام السلمي إلى انتقام منظ?م وثارات مسلحة? لأن منتجي ذلك الفكر الدموي الأهوج هم من يديرون الساحات المخدوعة ويسيطرون اليوم على منصاتها ولجانها ويتحكمون بخياراتها وتصعيداتها في شتى الجبهات? بل ويبررون لخيار السلاح بكل ما أوتوا من فتاوى مسيسة وآلة إعلامية ومنابر دعوية.
هذه النزعة السيطرانية تؤكد أن مشكلة الزنداني وتياره الموتور متعلقة بعقدة قيادة مزمنة? وحالة وسواس قهري تسيطر على تفكير الإخوانجية وأحلافهم? إذ يتوهمون أنهم رجال من زمن الصحابة والسلف الصالح? ويعتقدون أنهم رفاق “خالد” وجيل الفتوحات الذين نشروا الاسلام في أنحاء الأرض وتحملوا مسئولية الأمة.. ولمجرد انهم يزايدون على ذلك الجيل المحمدي الخالد يعتبرون أنفسهم هم خ?يار الناس وخلاصة الخلق والعنصر الأنقى? وأنهم وحدهم أهل التقوى وأهل المعرفة الذين لا يجوز إسناد القيادة والمسئولية لغيرهم? ولا تصلح الخلافة إلا لهم? ولن ينصلح حال الأمة إلا بهم!.. متناسين أنهم قادمون من خلفيات تاريخية مريرة ونفسيات معقدة? بدليل أنهم أقدم الأحزاب والجماعات المنظمة وأطولها صراعا?ٍ وأكثرها فشلا في الاستيلاء على السلطة.. فالأخوانجية ظلوا يلهثون وراء الحكم منذ عشرينات القرن المنصرم دون جدوى? وتعرضوا للإزاحة والاستبعاد القسري ولم يصلو