حوار العقلاء.. وأمال الشعب..!!
على الرغم من كل الانعكاسات السلبية للأزمة الراهنة التي تعيشها اليمن? ما يزال بإمكان القوى الخيرة والمخلصة والصادقة مع الوطن ومعاناته المتشبعة بالعوامل والافرازات ,احتواء الوضع وتجنيب اليمن السقوط في مهاوي صراع دام?ُ أو حرب?ُ أهلية مدمرة, تستنزف الطاقات والمقدراته والمكاسب والإنجازات والتحولات السياسية والديمقراطية والتنموية وغيرها.. التي حققها خلال العقود الماضية. .غير انه متى ما وجدت النوايا الصادقة وتم تغليب مصلحة اليمن على المصالح الذاتية والشخصية والحزبية, فمن السهل جدا?ٍ الوصول إلى الحلول والمعالجات لكل الخلافات والمشكلات التي تسببت في هذه الأزمة وتداعياتها..هذا ما يؤكده المراقبون والمحللون الغربيون للحالة والازمة اليمنية المتفاقمة والتي باتت تقضي على الاخضر واليابس.وتطأ كل من حولها..
لذا ماينبغي ان ندركه انه لم يعد هناك أي مجال للتسويف او المماطلة التأجيل لحاجة المجتمع القصوى في الحوار وايجاد طوق نجاة للجميع سيما إخراجه من معاناته المميتة التي يصرخ منها اليوم.
على الجميع أن يفهم, وبعد كل ما جرى ويجري على الطرقات ومحاصرة المعسكرات ومحاولة استنزاف قدراتها ومقدراتها في نهم وأرحب وأبين وغيرها و أحداث ومآس مؤسفة ومؤلمة,ومعاناة مستمرة طالت وتطال مواطنين أبرياء وجنودا?ٍ كانوا يؤدون واجباتهم في حراسة بعض المرافق والمنشآت العامة, أن الدولة صارت مطالبة من قبل كافة شرائح المجتمع وعلى رأسهم أولئك المواطنون الذين استبد بهم الخوف والهلع من القادم المجهول, والتي طالما حذرت منه قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية –شفاه الله وعافاه-.. والمستقبل الذي ينتظرها والذي تبشر به حالة التصلب وتصلف المواقف وعقم أفكار السياسيين والنخب المثقفة وغيرهم ممن يعول عليهم في قول كلمة الحق في وجه ? وقد امتدت إليهم وإلى أسرهم يد العدوان والممارسات الآثمة لأولاد الأحمر وعصاباتهم المسلحة,والإرهابيون وفرقهم الانتحارية ..,,والانكى من ذلك ممن يسمون أنفسهم علماء ومن بيدهم مصير المجتمع باسره للافتاء بالجهاد الأعظم” ,كما يعتقدون, واجازة قتل الاخ لاخيه وتحريض وتعبئة المواطن لقتل الجندي الذي يقوم بحمايته وحراسة وتأمين معيشته في توجه أخرق لتحقيق اهدافهم في اسقاط النظام..
لذا فإن الأرضية التي يفترض أن يقوم عليها الحوار هي المبادرة الخليجية وبيان مجلس الامن الدولي,والتي تمثل خارطة طريق لليمن واليمنيين لتجنيبهم مساوىء القادم والتنبوءات والتوقعات المخيفة.. الذي دعا على قيام حوار موسع يشمل جميع أطياف الشعب اليمني وهذه الأرضية هي المنطلق للحوار الذي يجب أن يتم بحسن نوايا من الجميع دون اقصاء لاحد او تهميش لجهود الأخر والتنكر لها فهذه تعتبر ابواب مفتوحة تؤدي الى النجاح والظفر بتحقيق اهداف كل طرف على حده ..بما يعزز من حركة التغيير المراد احداثها في المجتمع عبر الوسائل والسبل الشرعية والمكفولة دستوريا?ٍ وقانونيا?ٍ وبمشاركة فاعلة من الأحزاب السياسية والكيانات الجديدة التي فرضت نفسها في الساحة والقوى الحديثة الفئوية والجماهيرية خاصة النساء والشباب من كل ألوان الطيف السياسي والفكري…
وعليه فإذا كان كل العقلاء في اليمن يدركون تماما?ٍ أن ما يتعرض له وطنهم اليوم مؤامرة أضلاعها صارت معروفة ومكشوفة ولا تخفى على أي متابع? فإن الواجب يضع هؤلاء العقلاء أمام مسؤولية كبيرة في التصدي لأولئك الذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم, فصاروا لا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم? وعلى هؤلاء العاقلين ان يوجهوا رعاة الفوضى الى طاولة الحوار والأساليب التي تجنب البلاد مخاطر الفتن والصراعات و برميل البارود الذي إذا ما اشتعل فإنه سيحرق الجميع? ولن يكون أحد?َ في مأمن من اللهب, وفي صدارة ذلك أولئك اللاعبون بالنار? الذين يتمترسون تحت عصبيتهم القبلية أو تطرفهم الحزبي? أو فكرهم ألظلامي? ونهجهم الارهابي , والذين جمعتهم أحقادهم على النظام السياسي لينتهي بهم المطاف إلى مناصبة هذا الوطن العداء إلى درجة صاروا معها يتحينون اللحظة التي يسقط فيها هذا الوطن في حرب مستعرة لا تبقي ولا تذر.