ع?ش?ن?ِا وش?ْف?ن?ِا
ع?ش?ن?ِا وش?ْف?ن?ِا هكذا ي?ْقال ? فلطالما حذ??ِر?نا ونادينا وصرخنا وناشدنا ووجهنا الرسائل والنداءات بحثا?ٍ عن قيمة أخلاقية ونزعة وطنية تستوعب الحاضر وت?ْل?م??ْ بحقيقة الصراع .
ص?ِم??ِ القوم آذانهم ? واصلو مسيرة إنهاك الوطن واستنزافه وإذلال شعبه الحكيم الصابر وقهره ? لقد استكملوا مشوار الرقص والبرع على أنين وجراحات شعب?ُ م?ْن?ه?ِك? الق?ْو?ِى .
آم?ِن??ِا أل??ِا حكيم في الساحة , وأي?ق?ِن??ِا أل??ِا عاقل بات في مربع الفتنة باستثناء هذا الشعب .
ستة?ْ شهور كشفت كل شيء : الصادق والكاذب , الوطني والعميل ? المخلص والمرتزق ? الثائر والمتثور , المصلح والبلطجي ? الم?ْح?ب والم?ْب?غ?ض ? الصالح والطالح , كل شيء ظهر وبان , ولم يعد هناك أقنعة ت?ْغ?ِط??ي الزيف وتستر العوار .
الحقيقة الوحيدة التي ظهرت وتكش??ِفت كفلق الصبح كانت في ت?ِج?ِل??ي الحديث النبوي الذي طالما راودت الشكوك الكثير في صحته نظرا?ٍ ل?خ?ْل?ْو? الواقع من مؤمن يحقن الدماء ويجمع الشمل وحكيم يدرأ عن وطنه وشعبه المحن ? لكن?? التجليات ظهرت في شعب قوامه 24مليون نسمة لم ينزلق نحو حماقات الخصوم ومعتركات السياسة م?ْف?ِض??لا?ٍ الصبر والحكمة على الحرب الأهلية والإقتتال والفتنة .
غاب الإيمان والحكمة عن خصوم السياسة وأقطاب الصراع : أحزاب وقوى وعلماء ومنظمات وأكاديميين وعسكريين لا ي?ْمثلون ع?ْش?ْر?ِ العشير من قوام 24مليون كانت الحكمة هي الضامن الوحيد لحقن الدماء ودرء الفتنة .
الكل كانوا في متاهة ? حو??ِلوا الوطن إلى ذبيحة ( فريسة ) يتقاسمون غنائمها ويتصارعون على القسم الأكبر من هذه الغنيمة ? لم ي?ْف?ِك??روا في الوطن الجريح ولا في الشعب الذي يرفعون مظلمته وصولا?ٍ للمآرب وتحقيقا?ٍ للغايات .
لا أ?ْن?ك?ر?ْ المصالح التي قد??ِمتها حركة التغيير في البداية , ولا أ?ْشكك في حسن النوايا وسلامة المقصد عند الحركة الشبابية البريئة من التسييس والحزبية والمطالب المشروعة التي كانت عنوان الحركة وأساس خروجها السلمي : الإصلاح السياسي ومكافحة الفساد ورفض التوريث .
مطالب?ْ وقف الشعب اليمني خلفها , سرعان ما تم الإلتفاف عليها لتتحول إلى مناكفات ومزايدات وصراع مصالح وتصفية حسابات , أوقعت الحركة الشبابية في ش?ر?ك? الصراع ومكيدة المخاصمة وصل حد??ِ استعداء الجيران والأصدقاء , س?ِل??ِم?ِت أمرها لغيرها وقيادتها لخصومها فذابت كما يذوب الجليد ففقدت براءتها وتلوثت نقاوتها .
غابت الحكمة فانجرف الجميع خلف الهوى غير مبالين بالنتائج الكارثية التي تداعت على الوطن والمواطنين بشكل غير مسبوق أو لم يكن في الحسبان .
بعد الوقوع :
أم?ِا وقد تكش??ِف كل شيء وظهر المستور وبان , وبرغم ما قد حصل وما سب??ِبته الأزمة وما أحدثته الفتنة , لا يزال – في اعتقادي – الباب مفتوحا?ٍ للخروج من هذه المحنة وتجاوز الآثار المدمرة التي خل??ِفتها عبر الخطوات التالية :
· تحكيم العقل الذي غاب .
· العودة إلى طاولة الحوار الذي لا يستثني أحدا?ٍ .
· الإعتراف بالخطأ وترك العناد والمكابرة فضيلة وليس ضعفا?ٍ ومن لم يقتنع فليسأل الإسلام وسيرة سيد الأنام وقيم وأخلاق الع?ْرف والعقل السليم .
توكل كرمان :-
القيادية الشابة لا ي?ْنكر شجاعتها وقوتها واستبسالها خلف قناعتها إلا جاحد أو حاسد عجز عن تحقيق ماحق??ِقت في معترك الحياة السياسية والدفاع عن الحقوق والحريات .
إعترف بشجاعتها فخامة رئيس الجمهورية بحسب نائب وزير الإعلام الأستاذ /عبده الجندي وهو قال الحقيقة ولم يبارحها .
تظل قوية وعصامية ومثالا?ٍ أنثويا?ٍ نادرا?ٍ وطرازا?ٍ فريدا?ٍ مهما تقول المتقولون وغمز من قناتها الفاشلون .
أعتقد أنها قد أد??ِت دورها وإن رافق هذا الدور سلبيات وأخطاء فإنها من البشر ومن لا يعمل لا ي?ْخطئ ? وقد تكش??ِفت الأوراق واختل التوازن ووقع ما وقع وليس الآن وقت المحاسبة والتأنيب , عفى الله عما سلف ولكن من عاد فينتقم الله منه .
الأستاذة توكل : إلى هنا وكفى فالوطن والمواطنون لايحتملان المزيد ? بدون عناد ولا مكابرة لقد ف?ِق?ِد?ِت? الثورة الزخم على كل المستويات , ولم نعد في حاجة سوى إلى ثورة ضمائر ت?ْوقض الجميع ليحافظوا على الوطن وي?ْرمموا ما أحدثوه في علاقات أبنائه .
تأكدي بأن التاريخ لن ينساك وبالمثل لا يرحم كذاك الوطن الذي نثق أنك تحبينه كحبابتي عينيك ليس لدي??ِ شك في إخلاصك ووطنيتك , لكنك لو استمريتي في التصعيد فلن يكون لك خصم أكبر من الوطن فكوني كما المأمول منك .
قادة اللقاء المشترك :
أثبثوا في الفترة الأخيرة من هذه الأزمة امتلاكهم حكمة وعقلا?ٍ فرفضوا الإنجرار نحو التصعيد والدخول في مغامرة جديدة قد تودي بالبلد في أتون فتنة ماحقة لا ت?ْبقي ولا تذر , هذا هو المأمول منهم ولربما أنهم قد وصلوا لقناعة بأن لا مخرج من هذه المعاناة إلا بالحل الوحيد الضامن وهو الحوار ولا شيئ سوى الحوار الذي لا ي?ْقصي أحدا?ٍ : المؤتمر