تكرار سياسات “بوش” الفاشلة لعزل إيران سيقويها, وواقع المنطقة يثبت ذلك
شهارة نت – وكالات
كتبت شبكة الأنباء الأمريكية”بلومبرغ”، في تقرير خبري أشارت فيه إلى الهزات السياسية التي حدثت في السعودية وآثارها في المنطقة وإلى العلاقات الإيرانية الأمريكية….
حيث قالت: أن رغبة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” في فرض الكثير من الضغوطات على إيران وعزلها إقليميا ودوليا، ماهو إلا انعكاسا للأفكار القديمة التي قام بها الرئيس السابق “بوش” والتي ليس لها اليوم مكانا في الواقع المتغير لمنطقة الشرق الأوسط. وبناء على ذلك، فان النتيجة الأكثر احتمالا لهذا السياسات التي اقدم عليها “ترامب”، هي ازدياد قوة المواقف التي تتخذها إيران في المنطقة وهذا الأمر يشبه إلى حد كبير تلك الأعمال التي قام بها الرئيس الأمريكي السابق “جورج دبليو بوش” عندما اقدم على غزو العراق في عام 2003 والتي أدت إلى تزايد الدور الإيراني في المنطقة.
وفي جزء آخر من هذا التقرير، لفتت “بلومبرغ”: يمكن القول بأن إيران في الوقت الحاضر هي أقوى لاعب في المنطقة. ولهذا البلد دور مؤثر وحاسم في سوريا ولبنان والعراق ولقد وصل نفوذها أيضا إلى اليمن وأفغانستان. وهنا لا يمكن تجاهل قوة إيران في منطقة الشرق الأوسط، فالقوات العسكرية لهذا البلد تعمل بسياسة معينة حيث تقوم بالاتحاد مع بعض المجموعات الشبه عسكرية في بعض البلدان أو أن تقوم بعض الدول بدعوتها للتدخل العسكري في بعض مناطقها، كما هو الحال في العراق وسوريا.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيران لم تعد مكروهه في العالم، فهذا البلد لديه شراكة قوية مع روسيا فيما يخص الأزمة السورية، ولديه أيضا مصالح مشتركة في نمو مستمر مع تركيا فيما يخص القضايا المتعلقة باستقلال الأكراد وتعزيز الحكومة المركزية في بغداد. فهذا البلد وإلى جانبة تركيا، يدعمان قطر بشكل مباشر في نزاعها مع السعودية والإمارات وهذا الأمر قد أتاح لإيران فرصة كبيرة لتقديم نفسها كقوة تعمل على استقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط إلى القوى الكبرى الأخرى مثل الصين والهند.
وجاء أيضا في هذا التقرير: بالنظر إلى الخلافات الحادة التي تعصف بالمنطقة العربية ومجلس التعاون الخليجي، فان جهود “واشنطن” لعزل إيران إقليميا ودوليا، يتناقض مع الإجراءات التي تتخذها الأطراف الأوروبية والروسية والصينية للتفاوض مع “طهران”، لكي تقوم بدور بناء في المنطقة. ومن جهة اخرى لا تزال الولايات المتحدة تحاول تسليط الضوء على الاتفاق النووي وإلغائه وهذا الأمر قد يؤدي في نهاية المطاف إلى انجذاب لاعبين عالميين آخرين إلى إيران، خاصة وأن الدول الأوروبية أكدت، بأن إيران كانت وما زالت ملتزمه بمعاهدة الاتفاق النووية التي وقعت عليها في وقت سابق مع الدول الست الكبرى.
وفي سياق آخر كتبت “بلومبرغ”: لقد أصبحت إيران في وقتنا الحاضر مصدرا للائتمان والتجارة في آسيا. فالصين تعتبر إيران عنصرا هاما في نجاح مشروع “الحزام والطريق أو كما يسمونه البعض طريق الحرير” الذي يهدف إلى ربط العاصمة الصينية “بكين” بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا. كما أن اليابان وكوريا الجنوبية والهند، ينظرون إلى “طهران”، بأنها سوق غير مستغلة وذات مخاطر قصيرة الأجل وفي المقابل ستدر عليهم مكاسب اقتصادية مستقبلية كبيرة. وفي الوقت الحاضر، جميع هذه البلدان هم المشترين الأساسيين للنفط الخام والبتروكيماويات الإيرانية وكل هذه الدول تسعى أيضا للقيام باستثمارات كبيرة في الاقتصاد الإيراني.
وفي سياق متصل، جاء أيضا في هذا التقرير، من غير المرجح أن تتسبب العقوبات الأمريكية في تقليص نفوذ إيران في المنطقة، وذلك لان الحكومة السورية تعتمد بشكل كبير على إيران، كما أن الحكومة العراقية تعتبر إيران شريكا استراتيجيا في مكافحة الإرهاب. ويمكن القول هنا أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران ستتسبب في إبطاء نمو الاقتصاد الإيراني، ولكن تلك العقوبات لن تستطع منع إيران من ممارسة نفوذها في المنطقة، وهذا ما رأيناه بعد مرور أربعين عاما على فرض تلك العقوبات.
وفي سياق متصل أشار كاتبوا هذا التقرير، إلى أن السياسات المتشددة التي مارسها الرئيس الأمريكي السابق “جورج دبليو بوش” تجاه إيران، أدت فقط إلى تعزيز وتوسع نفوذ هذا البلد في منطقة الشرق الأوسط، حيث كتبوا: يجب على حكومة “دونالد ترامب” التخلي عن طموحها المتعلق بإلغاء الاتفاق النووي ودعوتها لتغيير النظام في الداخل الإيراني ويجب عليها أن تتعامل مع إيران كمنافس شريف، مثل تعاملها مع روسيا والصين.
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن إنشاء قنوات اتصال رفيعة المستوى مماثلة لتلك التي كانت قائمة بين الحكومة الأمريكية السابقة وإيران، يُعد أحد الاقتراحات الأخرى التي ذُكرت في هذا التقرير.