الإعلام الغربي يؤكد ان السعودية أخضعت الحريري والصحف البريطانية تؤكد وحدة الاديان في لبنان
شهارة نت – الرياض
منحت الصحف الغربية مساحات غير معهودة لتغطية أزمة استقالة الحريري المفاجأة، التي جاءت من السعودية بخطاب لاذع هاجم المقاومة اللبنانية وايران، واتفقت النظرة الغربية بالإجماع على أن استقالة الحريري جاءت بأمر من السلطة السعودية لاسيما ولي عهدها الشاب الطائش محمد بن سلمان، معتبرة أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل بات بيدقا بيد الرياض تحركه كما تشاء.
وفي هذا التقرير سنورد أهم الآراء الغربية بشأن استقالة الحريري التي عدّتها بعض الصحف خنوعا للرياض التي تبذل كل مابوسعها على مايبدو لإثارة الفوضى في لبنان:
خنوع الحريري للقرار السعودي
وجاء مقال الكاتب الصحفي البريطاني البارز، روبرت فيسك، الذي نشرته صحيفة “الإندبندنت” في بداية المعلقين على استقالة الحريري من رئاسة وزراء لبنان، كاشفًا تفاصيل جديدة حول استقالته وسفره. حيث كتب فيسك: عندما هبطت طائرة سعد الحريري في الرياض مساء 3 نوفمبر (تشرين الثاني)، كان أول شيء شاهده مجموعة من رجال الشرطة السعوديين يصادرون هاتفه المحمول وأفراد حرسه الشخصيين، هكذا أُسكت رئيس الوزراء اللبناني.
ويتابع الكاتب البريطاني بشأن مآرب بن سلمان من إرغام الحريري على الإستقالة في مقاله: بدأ ولي العهد محمد بن سلمان “ليلة الحسم” (حملة الاعتقالات الأخيرة التي شملت أمراء وأغنياء ومسؤولين في المملكة) بعد ساعات فقط من وصول الحريري إلى الرياض.
والسؤال الذي يطرحه فيسك هنا هو “ماذا أراد ولي العهد؟”
ليجيب فيما بعد ضمن مقاله: إنه يهاجم جميع منافسيه، ويحاول هدم الحكومة اللبنانية، وإجبار حزب الله الشيعي على الخروج من مجلس الوزراء، ويُعيد إشعال الحرب الأهلية في لبنان. لكن وفقًا للكاتب فإنّ هذا لن يحدث. فاللبنانيون فقراء لكن أذكى بكثير من السعوديين.
كل المجموعات السياسية في البلاد، بما فيها حزب الله، تطالب بشيءٍ واحد فقط: وهو عودة الحريري. أما بالنسبة للسعودية، فإن الذين قالوا إنّ الثورة العربية ستصل يومًا ما إلى الرياض يراقبون أحداث الأسبوع الماضي بصدمة ورعب؛ ليس بسبب أقلية شيعية متزايدة، ولكن بسبب الحرب الداخلية في العائلة المالكة الوهابية السنية.
وبشأن واقعة استقالة الحريري تابع فيسك قائلا: قرأ الحريري نص استقالته من منصبه على قناة العربية السعودية. وكما قال أحد الرجال الذين يعرفونه جيدًا هذا الأسبوع،: هذا لم يكن كلامه. وبعبارة أخرى، أمر السعوديون رئيس الوزراء اللبناني بالإستقالة، وتصعيد الأمر بمغادرته إلى الرياض.
ويؤكد فيسك أن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل، سعد الحريري، لم يكن يتوقَّع استقالته بهذا الشكل؛ إذ إنه كان قد خطط لعدة مقابلات مع مسؤولين في البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى عدة اجتماعات بخصوص تحسين جودة مياه الشرب في البلاد؛ وهذا ليس سلوك رجل خطط للاستقالة من منصبه. ومع ذلك، فإن الكلمات التي قرأها –التي كتبت له– تتماشى تمامًا مع خطابات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومع الرئيس المجنون للولايات المتحدة -كما وصفه الكاتب- الذي يتحدث عن إيران بنفس الطريقة.
الحريري بيدق بيد السعودية
وبعد فيسك تأتي صحيفة “واشنطن بوست” التي اعتبرت أن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية الغامضة، تؤكد أن الأخير مجرد بيدق بيد النظام السعودي الذي يحركه كيفما شاء.
ورأت الصحيفة الأمريكية في مقال لها بأن السعودية تقيّد تحركات الحريري، الأمر الذي هزّ لبنان، وأثار المخاوف من أن البلاد أصبحت مجددا ساحة معركة للمنافسات الإقليمية المدمرة مرة أخرى.
كما رجّحت الصحيفة أن يكون الحريري من بين عشرات الأشخاص الذين اعتقلتهم السلطات السعودية في الأسبوع الماضي، ضمن حملة بن سلمان لتوطيد عرشه.
تداعيات استقالة الحريري من السعودية
ويشأن تداعيات استقالة الحريري التي جاءت بتدخل سعودي سافر في قضايا لبنان الداخلية، ختمت الصحيفة الامريكية بالقول أن الغموض هو سيد الموقف في لبنان ولا أحد يعرف ماذا حصل أو ربما سيحصل، ونقلت عن مسؤول لبناني وصفته بأنه كبير ولم تذكر اسمه، قوله، ما زلنا في مرحلة المجهول، وأضاف: إننا نجتمع مع السفراء الأجانب ولا أحد لديه معلومات ذات صلة، لم يستطع أحد حتى التحدث إلى الحريري ويقول له مرحبا، كيف حالك، لافتا الى أن الأمر ستتبعه أزمة سياسية حساسة إذا ثبت أن السعوديين أجبروا رئيس الوزراء على الإستقالة.
صحيفة فيغارو: الرياض تريد بهاء الحريري بدلا من سعد
وعلى الجانب الفرنسي فقد اعتبرت صحيفة “فيغارو” بأن السلطات في السعودية تودّ أن يترأس بهاء الحريري بدلا من شقيقه سعد الحكومة اللبنانية.
والمثير للقلق أن الصحيفة الفرنسية أكدت حصولها على هذه المعلومات من مصادر موثوقة ورفيعة المستوى في الحكومة اللبنانية، مشيرة إلى أن أقارب سعد الحريري رفضوا العرض السعودي بعد دعوتهم إلى الرياض لمناقشة تفاصيل الفكرة، وأكدت عائلة الحريري للسعوديين أنها لن توافق على تداول السلطة في لبنان بهذا الشكل.
الامم المتحدة تحذّر
من جهته سارع الامين العام للامم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” يوم الجمعة للتعبير عن قلقه الكبير حيال الأزمة السياسية في لبنان، مؤكدا انه يزيد من الإتصالات للحؤول دون تصعيد تنجم عنه عواقب مأساوية.
ودعا الامين العام لتجنّب أي تصعيد في لبنان لاسيما بعد التدخل السعودي وإرغام الحريري على الاستقالة، وقال: هذا موضوع يشكل قلقا كبيرا بالنسبة إلينا. ما نريده هو الحفاظ على السلام في لبنان. من المهم ألا يحصل اي نزاع جديد في المنطقة يمكن ان تنجم عنه عواقب مدمرة. وفي الوقت نفسه، من المهم الحفاظ على الوحدة والاستقرار في لبنان.
تحذير من استخدام لبنان كمسرح لصراعات بالوكالة
وأما واشنطن فقد بدت قلقة من مواقف النظام السعودي غير المسبوقة، وعلى رأسها أزمة استقالة الحريري من الرياض.
ووصل نبأ استقالة الحريري الى مسامع وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” عن طريق نظيره السعودي “عادل الجبير”، حيث أبلغه بأن رئيس الوزراء اللبناني اتّخذ قراره بالإستقالة من تلقاء نفسه.
وأشار تيلرسون حينها الى انه لا يملك دليلا على ان الحريري محتجز في السعودية ضد إرادته، مضيفا ان الولايات المتحدة تشجّعه على العودة الى لبنان لتقديم استقالته رسميا.
كما حذّر الوزير الأمريكي مساء الجمعة من استخدام لبنان مسرحا لخوض نزاعات بالوكالة.
وبينما تدعو الخارجية الفرنسية الحريري بأن يقوم بدوره الأساسي في لبنان، رجّحت مصادر أن يكون تنقله بين الرياض وأبو ظبي بمثابة مسرحية حبكتها السعودية بهدف إظهار سعد المستقيل على أنه يمتلك كامل الحرية في موقفه الغامض.
معاريف: السعوديّة خططت مُسبقًا لأزمة الحريري
وعلى جانب الاحتلال الاسرائيلي رأت مصادر أمنيّة رفيعة في تل أبيب أنّه بالنسبة للمستوى السياسيّ والعسكريّ في إسرائيل، فإنّ الأزمة في لبنان هي مسألة داخلية، وليس لدى الدولة العبريّة أيّ خططٍ أوْ طموحٍ بالتدّخل فيها أوْ التأثير عليها، إلاّ أن المستفيد الأكبر منها سيكون اسرائيل.
ورأى مُحلّل الشؤون الأمنيّة والعسكريّة في صحيفة “معاريف” العبريّة، يوسي ميلمان، أنّ حزب الله يعلم أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ في الحرب المقبلة سينزع القفازات وسيعمل بكامل قوته ليس فقط ضده، إنما ضدّ الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية.
المُحلّل الصهيوني البارز المعروف عن علاقته الوطيدة بسلطة الاحتلال، اعتبر أنّه للمرّة الأولى منذ 40 عامًا، فإنّ إسرائيل هي المستفيد الأساس من الأحداث التي تحصل في لبنان من دون أنْ تكون متورطة بها، وحتى أنّها لا تحاول التأثير عليها، مُوضحًا أنّ إسرائيل تتابع عن كثب بكل الوسائل المتوفرة لديها العلنية والسرية على حدٍّ سواء الأزمة السياسية التي تحصل في الدولة، لكن ليس أكثر من ذلك.
وعدّ المحلل الاسرائيلي الفوضى في لبنان تخدم مصالح إسرائيل، واعتبر أنّه حتى ولو لم يكن واضحًا إذا كانت هناك نية باغتيال رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي استقال من منصبه، فإن قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات وفي الموساد يعتبرون أنّ الأزمة ليست عفوية، إذ يرون أن هذه الخطوة خُطط لها سلفًا من قبل السعودية، مُضيفًا أنّ قرار الرياض ببدء الأزمة جاء على خلفية الإحساس أن إيران حققت إنجازات في العراق وفي سوريّة، وسوية مع نظام بشار الأسد وروسيا هي المنتصر الأكبر في الحروب هناك، التي تنتهي بهزيمة داعش.
وفي الختام أشار المحلل الصهيوني ميلمان الى إنّ بلاغة المتحدثين السعوديين لا تختلف كثيرًا عمّا يقوله المتحدثون الإسرائيليون ضدّ حزب الله والحكومة اللبنانية.
الصحف البريطانية تؤكد وحدة السنة والشيعة والمسيحين في لبنان ضد السعودية
كشفت كبرى الصحف البريطانية الناطقة باللغة الانكليزية اليوم السبت فشل المخطط السعودي الذي أحيك من قبل السعودية وأمريكا واسرائيل للبنان والمنطقة كما أكدت على وحدة الصف اللبناني –شيعة وسنة ومسيحيين –ضد السعودية.
الاندبندنت:
فيسك: استقالة الحريري لم تتم بسلاسة كما أراد السعوديون
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم السبت على لسان الكاتب البريطاني الشهير “روبرت فيسك” إن السعوديون يحتجزون رئيس الوزراء اللبناني كرهينة لكن خطتهم الواضحة للإطاحة بحكومة بيروت قد خلفت نتائج عكسية.
وبعيدا عن تفكك مجلس الوزراء، استيقظت الأمة اللبنانية فجأة لتجد نفسها متحدة ضد السعوديين. واعلنت الحكومة اللبنانية انها لا تقبل بيان الاستقالة الذي اضطر سعد الحريري الى القيام به في الرياض، وظهرت لافتات في الليل في شوارع بيروت تقول “كلنا سعد” – “نحن جميعا سعد”. حتى المسلمين السنة في لبنان غاضبون من نظرائهم السنة في السعودية.
وكان الرئيس ماكرون من فرنسا أول من تواصل مع الرياض وقد تم تناول الاجتماع الذي استمر ساعتين سبب اعتقال الحريري أو تقييده أو اختطافه أو احتجازه أو معاملته كضيف شرف للمملكة العربية السعودية . وبالنسبة للحكومة اللبنانية – وعشرات الآلاف من اللبنانيين – كان القرار السعودي بإعطاء الحريري رسالة استقالة لقراءتها أمام قناة العربية هو إهانة وطنية.
والخوف الأكبر في لبنان الصغير الآن هو أن السعوديين، بعد أن أخبروا مواطنيهم في بيروت بمغادرة البلاد، ان يطالبوا فيما بعد أكثر من 200،000 مواطن لبناني في الدول الخليجية مغادرة السعودية. وهؤلاء هم أساسا أشخاص من ذوي الإدارة الوسطى في البنوك والحكومة، ويمكن للسعودية أن تعمل بدونهم. لكن مثل هذا الأمر سيكون له أثر اقتصادي خطير على لبنان.
وقد سمح لدبلوماسيين امريكيين وبريطانيين واوروبيين وفرنسيين بزيارة الحريري لكن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي رفض الزيارة عندما كان في الرياض على اساس ان هذا الامر “مسألة داخلية بحتة”. ولأن المسؤولين السعوديين يحاولون الآن إملاء تشكيل حكومة لبنانية أخرى يقترحون أن يأخذوا الدور الذي لعبته منذ عقود من الحرب الأهلية في سوريا. قد يعتقد ولي العهد أنه قوي مثل حافظ الأسد، لكن اللبنانيين لا يريدون أن يتلقوا دروسا ثانية.
ومن المرجح ان يلتقي البطريرك الماروني الكاثوليكي اللبناني بشارة راي الذي من المقرر ان يقوم بزيارة رسمية الى السعودية يوم الاثنين المقبل لزيارة سعد الحريري. على الرغم من أن السعوديين لديهم الحق في تقرير ما إذا كان البطريرك اللبناني يمكن أن يلتقي رئيس وزرائه او لا كونه سر من أسرار المملكة الحالية، وكان ماكرون قد دعا دونالد ترامب في الصين وطلب منه الاتصال بسمو ولي العهد قبل وصوله الى الرياض، ونحن لا نعرف ما قال ترامب.
الغارديان:
القادة اللبنانيون يشددون مطالبهم بعودة سعد الحريري
اما صحيفة الغارديان البريطانية فقد قالت إن التداعيات الدبلوماسية من الاستقالة المفاجئة للحريري تتفاقم في الوقت الذي يتواجد فيه رئيس الوزراء في الرياض، ويدعي البعض أنه استقال بالإكراه السعودي.
وقد كثف القادة اللبنانيون مطالبهم بعودة سعد الحريري، مؤكدين أن استقالته من منصبه كرئيس للوزراء في الرياض الأسبوع الماضي تمت تحت الإكراه، وأن مضيفيه السعوديين حدوا من تحركاته.
وقد أدى رحيل الحريري غير المتوقع إلى وضع لبنان في صراع قوى مكثف وقد أثار قلق حلفاء الدولة الهشة الذين يتدافعون لاحتواء خطوة وصفوها بأنها مزعزعة للاستقرار وتهدد النظام الإقليمي.
ومنذ ذلك الحين، تحدث رئيس الوزراء اللبناني السابق بقوة ضد حزب الله، الكتلة السياسية القوية، وتطابق خطابه الساخن مع القادة السعوديين، حيث قال مسؤولون بارزون في بيروت انه تم كتابته وتلقينه للحريري.
ومع تكثيف التداعيات الدبلوماسية من خروج الحريري، حثت فرنسا على العودة إلى “لعب دور أساسي”. غير أن لبنان كان أسير المصالح الأجنبية طوال تاريخه، وكان محور الصراع على السلطة على مدى السنوات العشرين الماضية. وبعد خمس سنوات في المنفى في الرياض، وافق القادة السعوديون في كانون الأول / ديسمبر الماضي على عودة الحريري إلى بيروت لتشكيل حكومة.
حيث انتقلت القيادة السعودية الجديدة إلى موقف أجنبي أكثر عدوانية، وتكريس المزيد من الموارد للحرب في اليمن، الموقف السعودي الجديد وضعه بقوة في معسكر إدارة ترامب في واشنطن وأدى إلى تقارب المصالح مع إسرائيل، مثل المملكة العربية السعودية، التي ترى تهديدا صاعدا من التأثير الإيراني الجديد في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وحذر دبلوماسي اميركي كبير من ان “اي طرف داخل لبنان او خارجه يستخدم لبنان كمكان لنزاعات بالوكالة او بأي شكل من الاشكال يسهم في زعزعة الاستقرار في هذا البلد“.
وبعد ساعات قليلة من اجتماع علي اكبر ولايتي مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي غادر الحريري فجأة وذهب الى الرياض. سافر مع اثنين فقط من الحراس الشخصيين ودون أي من مساعديه – في خطوة غير عادية.
واستقال من منصبه كرئيس للوزراء يوم السبت الماضي، وهي خطوة لم يتم الاعتراف بها حتى من قبل كتلته السياسية، حركة المستقبل في بيروت. وكان فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء السابق وكبار الشخصيات في المستقبل، قد دعوه الى العودة، مؤكدين انه لا يزال رئيس وزراء لبنان، كما دعا عون الى عودة الحريري كما فعل زعيم حزب الله حسن نصر الله.