حكاية علي محسن والحرس الجمهوري
مبررات قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر لانشقاقه بعدد من وحدات الجيش عن المؤسسة العسكرية لم تنطل على أحد? هو قال ان استهداف المعتصمين السلميين في جمعة 18 مارس وقتل 35 شخصا?ٍ في ذلك اليوم? جعله يتخذ قرار الانشقاق.
قد يكون الأمر مقنعا?ٍ أن “المنشق” شخص غير الجنرال علي محسن الأحمر صاحب التاريخ سيء الغاية ويكفي للحكم عليه النظر إلى ما خلفته ست حروب مذهبية خاضها الجنرال ضد أبناء صعدة..
والأدهى? أنه في الحربين الخامسة والسادسة أراد ضرب عصفورين بحجر? لقد خاض حرب مناورات? فهو من جهة يشبع رغبته في قتل أكبر عدد ممكن من خصومه المذهبيين? ومن جهة أخرى يكدس مئات الآلاف من القطع العسكرية الحديثة في مخازن المعسكرات التابعة لإمرته? فضلا?ٍ عن المليارات تكلفة الحرب? والتي كان يذهب معظمها إلى أرصدته السرية..
وكانت المناورة استعدادا?ٍ للمعركة الأكبر والتي يخوضها اليوم ضد المؤسسة العسكرية الوطنية في غير منطقة.. في أرحب? نهم? الحيمة? يافع? تعز.. ومهما بلغ حجم المغالطات يظل الجنرال محسن أعجز من أن يغيب الحقيقة عن الوعي المجتمعي? لو أن مقتل 30 شابا?ٍ من المعتصمين في ساحة الجامعة قد استفزه ليعلن انشقاقه كان قد أعلن استقالته من منصبة لينضم ومن معه إلى الشباب بصدور عارية? بل لو أنه صادق في مبرراته لما وجدناه يخوض حربه السابعة ضد أتباع المذهب الزيدي “جماعة الحوثي”? ولكن هذه المرة في محافظة الجوف المحاددة لـ”صعدة” مسرح جرائمه السابقة وبلباس مدني.
انشقاق علي محسن يأتي ضمن مخطط انقلابي واضحة معالمه? بدأ في نسج خيوطه مع حركة الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” ابتداء?ٍ من عام 2000م? وعلى وجه الخصوص عندما تولى العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح قيادة الحرس الجمهوري.
لقد أثار البناء المميز لقوات الحرس الجمهوري حنق الجنرال محسن الذي فشل على مدى عقود في تحقيق مثل هذا الإنجاز? بل لقد تعهد هذا الأخير أن تظل المؤسسة العسكرية? مؤسسة هشة عنوانها الفساد والإفساد? وكان حدسه أن البناء المؤسسي للمؤسسة العسكرية وفق استراتيجية قائد الحرس الجمهوري العميد احمد علي يتقاطع مع مخططاته والتي هي في الوقت نفسه مخططات حركة الإخوان المسلمين للانقضاض على السلطة خارج صناديق الاقتراع..
حقا?ٍ.. فرغم محاولات الجنرال وجماعته جرها إلى مواجهات فعلية? أكدت قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة أنها قوة الشعب? وولاؤها للوطن وليس لأشخاص? وأثبتت جدارتها كقوة ضاربة في الميدان وصمام أمان تضع مصلحة الوطن نصب أعينها قبل كل شيء.
كما وأثبت قائدها أنه جدير بالقيادة ولديه من الحكمة وحسن التصرف والنزاهة ما يؤهله لتجاوز الأفخاخ التي يتعمد هؤلاء وضعها في طريقه.