لماذا اسقط بن سلمان طائرة بن مقرن في عسير ؟
شهارة نت – عسير :
أثار حادث سقوط طائرة الامير منصور بن مقرن بن عبد العزيز آل سعود وامراء اخرين في منطقة عسير السعودية يوم الاثنين الماضي، عدة تساؤلات وسيناريوهات حول امكانية اسقاط الطائرة من قبل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الذي ينقض على أفراد العائلة السعودية من أجل الاستيلاء على كافة أجزاء الحكم والتخلص من أي تهديد ومعارضة داخلية.
وفي هذا السياق، رجح محللون سعوديون احتمالية اسقاط بن سلمان لـ “الطائرة” على فرضية الخلل الفني والاحوال الجوية السيئة علماً وبحسب اخبار الطقس في منطقة عسير السعودية أن الجو كان طبيعياً وصافياً وخالياً من الغيوم.
وبحسب المحللين تعد شخصية منصور بن مقرن السبب الرئيسي التي دفعت بن سلمان الى اغتياله، وما يزيد من فرضية اغتياله عدم حضور اي وفد رسمي من الحكومة السعودية او اي ممثل عن الملك وابنه في جنازة ابن مقرن يوم امس.
ابرز الاسباب التي دفعت بن سلمان الى قتل ابن عمه بن مقرن؟!
يعد ابن مقرن من الامراء البارزين على الساحة السعودية، بل انه كان من ابرز المنافسين لبن سلمان على كرسي العرش فهو:
1- ابن مقرن بن عبد العزيز، الذي كان أول ولي عهد للملك سلمان ونائباً لمحمد بن نايف.
2- كان يشغل مناصب رفيعة من بينها تعيينه مستشاراً في ديوان ولي العهد بالمرتبة الممتازة، ومن ثم مستشاراً للعاهل السعودي بمرتبة وزير منذ العام 2015، قبل أن يعين نائباً لأمير منطقة عسير.
3- في 2 نوفمبر / تشرين الثاني، التقى رئيس المجلس الأعلى للمحكمة العليا السعودية للامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي أشاد بأفعاله التي تساهم في نشر الوهابية.
4- انتقاد سياسة بن سلمان الدينية والثقافية، حيث نشرت له تصريحات في لقاءه مع الشيخ محمد البشيري، الرئيس السابق لمساعد وزير الخارجية، انتقد فيها سياسات بن سلمان الدينية والثقافية، خصوصاً بعد عمليات اعتقال علماء الدين الذين وصفهم بـ ” فخر السعودية”.
5- وكان لطالما يؤكد على دور واهمية الوهابية في المجتمع السعودي، وخصوصاً في اجتماعاته مع القيادة السعودية وهذا ما اكده في لقائه مع رئيس النيابة العامة في عسير.
6- وفي لقاءٍ له مع قبائل منطقة عسير، حاول التذكير بأهمية المحافظة على المعتقدات الدينية ودعم التقاليد العربية في كلمته، وتساءل ايضاً عن الإصلاحات الدينية لمحمد بن سلمان في السعودية.
وتؤكد معلومات خاصة، أن ولي العهد السعودي قد فبرك حادثة تحطم الطائرة ليسعى من خلالها الى توجيه رسالة قوية لوالده ولي العهد السابق مقرن بن عبد العزيز بأن الحكم بيده وباستطاعته القضاء على من يقف حجر عثرة أمام مخططاته الاستيلائية.
ووفق المصادر، استطاع بن سلمان توجيه رسالة مزدوجة إلى مقرن الاب:
1- اخافة مقرن عبر التخلص من ابنه منصور.
2- قطع أذرع محمد بن نايف من السلطة، حيث يعد منصور مقرباً من ابن عمه بن نايف الذي تم عزله واحتجازه على يد بن سلمان.
وكشفت المصادر ايضاً معلومات خطيرة حول الأمير منصور بن مقرن وخططه لمنع توريث حكم السعودية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث قام مؤخرا، بإرسال رسالة إلى نحو ألف أمير من شباب الأسرة الحاكمة يدعوهم لاتخاذ خطوة ضد توريث ابن سلمان، مشيرا إلى أن الأمراء الكبار لا يعول عليهم، ومن ثم يجب على شباب الأسرة التحرك.
ومما يقطع الشك باليقن، نشر الكاتب “سمدار بيري” في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مقالاً تناول فيه حيثيات عملية اغتيال بن سلمان لابن عمه، مؤكداً أنّ مقتل الأمير منصور بن مقرن لم يكن نتيجة حادث لتحطم المروحية التي كان يستقلها إلى جانب عدد من مساعديه، بل نتيجة عمل عدائي مباشر من قبل طائرة مقاتلة تابعة لسلاح الجو السعودي، أسقطت المروحية بعدما وصلت إلى الحدود مع اليمن، منعاً لفراره.
وأشار الكاتب إلى أنّ ابن مقرن لم يُخف خصومته لولي العهد الحالي في المملكة، محمد بن سلمان، منذ أن تم إبعاد والده، الأمير مقرن، كمرشح لولاية العهد من قائمة ورثة السلطة.
في الخاتمة، يبدو أن الشهر الجاري لن يصل إلى نهايته إلّا ويكون محمد بن سلمان قد أتمّ خطته في الاستيلاء على العرش وتصفية جميع خصومه جسديا او سياسياً. وحتى ذلك الوقت، لا يزال قادراً على السير على الحبال من دون أن يسقط، ماضياً بثبات نحو تشكيل “مملكة جديدة” بمباركة امريكية. ولكن يبقى السؤال الى متى يستطيع “الملك الفعلي” القفز على كل القواعد والأعراف، التي حفظت توازن السعودية طوال العقود الماضية، من دون أن تعلو في وجهه أصوات المعترضين؟