عودة الرئيس لإنقاذ البلاد وليس للانتقام
الناس في تصرفاتهم وردود أفعالهم مختلفون عن بعضهم البعض باختلاف طبائعهم وباختلاف بيئتهم وقدراتهم الجسمية والعقلية ويندر أن تجد شخصين متشابهين في تصرفاتهم وردود أفعالهم وهذه سنة الله في الخلق ولن تجد لسنة الله تبديلا.
إن ما حصل في جمعة رجب في جامع النهدين يعتبر من الكوارث التي ليس لها شبيه في التاريخ من حيث الزمان والمكان ونوعية الفعل وهذا شيء لا ينكره إلى إنسان لا يعرفا لإنصاف ولا يؤمن بالله وباليوم الآخر لأن تلك الجريمة البشعة استهدفت مكونات الدولة اليمنية بكل أطيافها وفي لحظة يفترض أن الخوف من الله هو السائد لآن الإنسان أقرب ما يكون إلى الله عندما يكون في بيت من بيوت الله يؤدي العبادة المفروضة بخشوع وسكين وبعدا عن الأطماع والأهواء وهذا ما ضاعف من الجريمة التي ارتكبها أناس لا دين يردعهم ولا أخلاق تنهاهم ولا حياء يعيدهم إلى جادة الصواب فكيف يتوقع الإنسان أن تكون ردت فعل من كان الهدف لهذه الجريمة?
إن الرد الطبيعي والمنطقي والذي يتسق مع طبيعة البشر وضعفهم هو أن يكون الانتقام الذي لا يبقي ولا يذر هو السائد من قبل من تم استهدافه في عملية أجمع القاصي والداني على أنها عملية قذرة بكل المقاييس الدينية والأخلاقية هذا هو رد الفعل الطبيعي الذي كان يفترض أن يتم من لحظة حصول الاعتداء وكان يفترض أن يكون انتقام القادر على أن يدمر كل ما حوله وبكل قسوة وسوف يكون هذا الإنسان معذورا في رد فعله بل وكان الجميع متوقع أن يكون الانتقام رهيب يتم فيه تدمير المدينة على رؤوس سكانها خاصة وان هناك ترسانة هائلة من الأسلحة وقد توقع الكثير من المراقبين أن يتم ما يلي:
– تدمير وحرق الخيام في جميع الساحات في الجمهورية باعتبار أن ما حصل هو نتيجة لهذه التصرفات الرعناء التي يقوم بها سكان هذه الساحات.
– -تدمير جميع منازل آل الأحمر كن بكرة أبيها سواء في صنعاء أو في غيرها من المدن اليمنية لأنهم هم سبب ما يحصل من تقتيل وخراب ودمار.
– تدمير جميع معسكرات الفرقة الأولى مدرع وهي على مرمى حجر من صواريخ قادة على إخراج الماء من باطن الأرض كون الفرقة وقائدها كانو سببا في انشقاق الجيش .
– القيام بعملية قتل لكل القيادات التي شجعت على تأجيج الصراع.
هذه الأشياء وغيرها كان متوقع أن تتم بعد ساعات قليلة من تفجير مسجد النهدين وكانت كل الدلائل البشرية تدفع لحصول هذا الانتقام الذي كان سيئودي إلى قتل عشرات الآلاف من المواطنين اليمنيين وتدمير البنية التحتية للبلاد وتهجير السكان وفي النهاية كان حصول حرب أهلية طاحنة على قاب قوسين أو أدنى من ذلك فما الذي حصل?.
الذي حصل شيء لا يقدر عليه إلى عظماء الرجال فالرئيس علي عبد الله صالح ليس بالرجل العادي الذي يفقد رباطة جأشه عند حصول الملمات بل هو أسد هصور في كل الأوقات وأكثر الناس قدرة على التحكم بمشاعره وأحاسيسه ففي هذه اللحظة الرهيبة وهو يكد أن يفارق الحياة ظل ممسكا بأعصابه وبقدرته على التحكم في من حوله ولذلك فإنه قبل أن يفقد وعيه كان قد سيطر على الأمور ومنع حصول كارثة محققة كانت ستكون نهاية اليمن ووحدته واستقراره إلى الأبد … منع حصول حرب طاحنة ومنع حصول الانتقام ومنع حصول حرب أهلية لأنه علي عبد الله صالح الرجل العملاق الذي يحب وطنه ومواطنيه أكثر من حبه لنفسه وأكثر من حبه لأسرته وبهذا الثبات وهذه الصفات النادرة لم ينتقم ولم يسمح لأحد أن ينتقم ليس عن عجز وليس لشيء سوى لأنه علي عبد الله صالح الذي يتحمل ما لا تتحمله الجبال ولذلك فإن أعدائه قبل أصدقائه يكنون له كل احترام وتقدير رغم كل ما يحاك من مؤامرات ودسائس.
حفظ الله الوطن من كل سوء