عودة الأمن والسلام والإزدهار
الشعب اليمني يموت في ظل الأزمة السياسية القائمة – وما تمخض عنها من مشاكل اقتصادية واختلالات أمنية وتآكل للنسيج الاجتماعي – ولا ينكر ذلك إلا مقامر ومتآمر على هذا الشعب الصابر.
أكثر من ستة شهور مضت منذ الاعتصام الأول للقوى المناهضة للنظام دون أن تحقق أي تقدم يذكر? وأكثر من مبادرة طرحت خلال الفترة ذاتها للخروج من القمقم ولكن دون جدوى..? واليوم لا انفراج يلوح في الأفق? ويوم إثر آخر تتكشف لنا الحقائق المؤكدة عجز قوى المعارضة وفي مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك التقدم نحو أهدافها “أو فرض حل? أي حل من دون رضا مناصري الرئيس صالح ومؤيديه الذين مازال لديهم الأرجحية”.
الشارع اليمني – بمختلف مكوناته السياسية والاجتماعية – يجمع أن الستة الشهور الماضية بما شهدته من احتجاجات واعتصامات منادية بإسقاط النظام أحدثت متغيرات سلبية عديدة على الخارطة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية? وحولت حياة المواطن اليمني الى جحيم ويبدو أن الوضع سيستمر على ما هو عليه – بل ربما يزيد سوءا?ٍ – فثمة أزمة قائمة بين السلطة والمعارضة من جهة وبين فرقاء المشترك وشركائهم في الساحات من جهة ثانية ويبدو أن هذه الأزمة تتجه نحو حرب لا قدرة لليمنيين جميعا?ٍ على الفكاك منها – إن حصلت لا قدر الله – وما سيترتب عليها من نتائج كارثية على الوطن والمنطقة.
بلادنا تمر اليوم بأخطر مراحلها التاريخية ولا اعتقد ان هناك من هو أقدر من علي عبدالله صالح على إخراج الوطن من هذا النفق المظلم? فقد باتت عودته أمرا?ٍ ملحا?ٍ وضروريا?ٍ لإنقاذ البلاد خصوصا?ٍ وقد عرف عن الرجل حكمته ورجاحة عقله وحنكته في هكذا مواقف لا تتحمل أنصاف الحلول.. ويخطئ من يعتقد ان عودة الرئيس صالح لن تغير في الأمر شيئا?ٍ أو أنها ستزيد الأمر سوءا?ٍ? ومثلما أنا على يقين أن صالح يمتلك الوصفة السحرية لإنقاذ البلاد فإنني أكثر يقينا?ٍ من أي وقت مضى أن عودته التي يخشى البعض ان تكون مصحوبة بتصفية الحسابات ستكون مفتاح خير وعنوانا?ٍ للتسامح وليس أدل على ذلك من الخطابات الثلاثة التي ألقاها بعد محاولة اغتياله فقد اتسمت جميعها بالعقلانية والتسامح والنية الصادقة لحلحلة الأزمة الراهنة والوصول الى توافق بين جميع الأطراف يساعد على نقل السلطة سلميا?ٍ وبطرق ديمقراطية.. ولهذا فأن عودة الرئيس علي عبدالله صالح ستكون المخرج الآمن والورقة الحاسمة في هكذا وضع نظرا?ٍ لما تشكله من أهمية بالغة على صعيد الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية والأمن القومي للبلاد وعلاوة على ذلك فأن لدى صالح – وبحكم خبرته الطويلة في الحكم – القدرة على إنهاء المشاكل الناجمة عن الأزمة السياسية والتي انعكست سلبا?ٍ على حياة المواطن اليمني أكان مؤيدا?ٍ أو معارضا?ٍ.