العميد الصوملي: تنظيم القاعدة يتوافد بالمئات من حضرموت ومأرب وريمة والبيضاء ورداع
في أول ظهور إعلامي له وبشكل موسع? وفي ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد? ومن قلب الحصار المفروض على اللواء 25 ميكا التابع للجيش اليمني والمرابط على مشارف مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي استولى عليها تنظيم القاعدة? أجرت «الشرق الأوسط» حوارا بالغ الأهمية عبر الهاتف مع العميد ركن محمد الصوملي قائد اللواء 25 ميكا. ومن قلب المعركة تحدث العميد ركن الصوملي عن الظروف التي يعيشها اللواء تحت الحصار? في وقت تخلت عنه معظم الوحدات العسكرية في قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية? وتركته لمصيره يواجه أعدادا كبيرة مدربة ومسلحة تسليحا جيدا من العناصر المسلحة المنتمية إلى «القاعدة» أو المرتبطة بها? وتحدث قائد اللواء عن القدرات التي تملكها «القاعدة»? وأسباب سيطرتها على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة? كما تحدث عن ظروف الانسحاب الذي لم يتردد عن وصفه بـ«الجبان» للطاقم الأمني والإداري من المحافظة الأمر الذي جعل «القاعدة» تحكم حصارها على اللواء الذي يرفض قائده الاستسلام? ويتعهد بالقتال حتى ولو لم يبق إلا هو حسب تعبيره. ويقول العميد ركن الصوملي إن القتال ضد عناصر «القاعدة» والعناصر المسلحة في أبين مهمة وطنية ودينية لا يمكنه أن يتخلى عنها. وفي الوقت الذي استبعد فيه الصوملي تواطؤ النظام مع «القاعدة» بسحب القوى الأمنية منها? فإنه أكد أن ما تم من انسحاب ينم عن خوف شديد وتردد في مواجهة العناصر المسلحة في أبين. ونفى قائد اللواء أن يكون الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد أمره بالانسحاب من جبهة القتال حسبما رددت بعض المصادر الإعلامية التابعة للمعارضة اليمنية. وذكر أنه كقائد عسكري يقف على الحياد في الأحداث التي تشهدها الساحة اليمنية. وتحدث قائد اللواء عن دور قبائل المحافظة في محاربة عناصر القاعدة التي يصفها بأنها «خارجة عن الدين والأعراف»? كما تحدث عن الدور الأميركي في هذه الجبهة المفتوحة. وقد أطلق العميد ركن الصوملي نداء استغاثة للقيادة العسكرية اليمنية بسرعة إرسال تعزيزات للواء المحاصر في أبين. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية. حدثنا عن الوضع العسكري على جبهة القتال مع عناصر «القاعدة» في زنجبار وغيرها من مدن محافظة أبين.
– الصراع بيننا وبين عناصر «القاعدة» ليس وليد اللحظة? بل هو صراع طويل? وقد اشتدت المطاردات لهذه العناصر منذ عام حينما بدأنا تعقبهم في منطقة لودر في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي? ثم بعد ذلك في مدينة جعار? التي كانوا يتمركزون فيها? وانتهاء بأحداث زنجبار التي بدأت في 25 مايو (أيار) الماضي? حين فوجئنا في اللواء بسقوط جميع الأجهزة الأمنية والإدارية دون أدنى مقاومة تذكر. ومن ثم تسلم تنظيم القاعدة معظم المنشآت والعتاد الذي كانت يتبع تلك الأجهزة الحكومية. وبعد أن تم لهذه العناصر ما أرادت من الاستيلاء على زنجبار والسيطرة على العتاد والمنشآت العسكرية والمدنية? بدأ عناصر «القاعدة» بشن هجوم عنيف وشامل على اللواء 25 ميكا لإجباره على الاستسلام والسيطرة على معداته الحربية? وقد بدأ هذا الهجوم في يوم 30 مايو الماضي? غير أن أفراد اللواء تمكنوا من صد الهجوم الكثيف? وأجبروا هذه العناصر على التراجع إلى قواعدهم التي انطلقوا منها. وفي تاريخ 11–6–2011 كررت «القاعدة» محاولاتها للاستيلاء على المعسكر بهجوم أكثر كثافة? غير أنهم فوجئوا بمقاومة? ما كانوا يتوقعونها? حيث تم قتل العشرات منهم على أيدي أبطال اللواء الذين فضلوا الصمود على الانسحاب وترك أبين لتلك العناصر الخارجة عن الدين والأعراف. وقد انسحبت «القاعدة» بعد فشل هجومها على اللواء مخلفة العشرات بين قتيل وجريح. وقد كان هذان الهجومان هما أكبر المحاولات المبذولة من قبل «القاعدة» للسيطرة على اللواء? ثم بعد ذلك استمروا يمارسون أعمال القنص ونصب الكمائن والهجمات المتقطعة الخفيفة? بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في هجماتهم على معسكر اللواء.
* من أين في رأيك يأتي الدعم لعناصر «القاعدة» في أبين? وما سبب استمرارهم في هذا الزخم على الرغم من الضربات التي توجه لهم?
– الحقيقة أن الدعم البشري الذي يتلقونه أمر يبعث على الاستغراب? أؤكد لك أننا في مواجهاتنا معهم نقتل العشرات منهم? غير أننا نفاجأ أننا كلما قتلنا منهم عددا كبيرا جاءهم مدد بشري من المحافظات الأخرى.
* ما هي هذه المحافظات?
أعداد كبيرة تأتي من حضرموت ومأرب وريمة والبيضاء ورداع ومن صعدة? وعناصر من مصر والسعودية والصومال? ولعلك تستغرب إذا قلت لك إن عدد عناصر «القاعدة» التي تنتمي لمحافظة أبين ذاتها قليل جدا مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تأتي من