الجنوب اليمني المحتل .. إلى إين يذهب اليوم ؟
بقلم | طارق مصطفى سلام
يعيش جنوب الوطن اليوم (وخاصة مدينة عدن الباسلة) حالة مزرية لأوضاعه كافة حيث أصبحت أرض الجنوب اليمني وثرواته العديدة وموقعه الاستراتيجي مثار للأطماع الخارجية ومسرحا للفوضى العارمة المخطط لها مسبقا ضمن سيناريو دول الاستكبار وقوى الهيمنة والاحتلال وأدواتها في المنطقة وفي هذا السياق وفي اطار سيناريوا الغزو والاحتلال يتم تحويل الجنوب بيئة حاضنة للإرهاب وبؤرة دائمة للتوتر والاقتتال على طريق تمزيقه إلى دويلات وكانتونات صغيرة متناحرة ليسهل لقوى الهيمنة الاستكبار السيطرة عليه وادارته في المرحلة القادمة..
وبنظرة ثاقبة وفاحصة لما يعتمل اليوم في الجنوب المحتل من احتقانات وتصعيد للعمليات الارهابية وتجريف للقوى الوطنية بعيدا عن ارضها الجنوبية وعمليات اختطافات للرموز الجنوبية البارزة واغتالهم لاحقا في سجون اماراتية سرية يمكن التأكيد بأن سلطات الاحتلال الاماراتية تخطط للبقاء في الجنوب لعقود قادمة وليس في نيتها مغادرة الجنوب قريبا وتسليم ادارته لأهله من الكوادر المحلية المؤهلة ..
ومنذُ العدوان الوحشي والغزو الهمجي الذي قامت به دول تحالف العدوان على اليمن بقيادة مملكة الشر السعودية وربيبتها في الاجرام دويلة الامارات المتغطرسة ( الغزاة الجدد) لم نشاهد في عدن والمحافظات الجنوبية سوى المزيد من المعاناة والأعمال الإرهابية المُرعبة وبقيت مدينة عدن مُنذ الاحتلال المباشر في 17 يوليو 2015م مدينة يحكمها الاشباح من امراء الحرب وتديرها الرايات السوداء لجماعة داعش والقاعدة وبإدارة مباشرة لسلطات الاحتلال الاماراتية، ولا يكاد يمر يوم واحدا إلا ونسمع عن جرائم عدة لا يضاهيها شيء في بشاعتها وخاصة ما يتعلق بالإعدامات الميدانية للمواطنين من قبل داعش وامراء الحرب الاخرين, وما حدث مطلع هذا الاسبوع من اغتيال غادر للقيادي السلفي عادل الشهري في منطقة انما بالمنصورة واختطاف الناشط الشاب اليساري وضاح الراعي واحد رفاقه ما هو إلا نموذج بسيط لكيفية ادارة سلطات الاحتلال الاماراتية لمحافظة عدن والمحافظات الجنوبية المحتلة كافة بالقمع والترهيب والتنكيل لقواها المحلية الرافضة لأسلوب الهيمنة والغطرسة لقوى الغزو والاحتلال الاماراتية, وهو ذات الاسلوب القديم الجديد الذي لا يختلف ابدا لقوى الاحتلال في كل عهد وزمان التي تتعامل مع اهل الدار بالحديد والنار وهي لغة الغطرسة والاستكبار التي لن يقبل بها مطلقا أهلنا في الجنوب اليمني المحتل وسوف يثوروا عليها قريبا خاصة عندما يزداد هذا العدو المحتل الهمجي الاماراتي المتخلف ظالما وطغيان وعدوان ..
وفي عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة يتم اليوم تنفيذ مخطط الغزو والاحتلال في تعميم الفوضى العارمة من خلال نشر الجريمة المنظمة وسطوة العصابات المنفلتة مما يؤدي بالنتيجة إلى مصادرة الحقوق الانسانية والغاء المظاهر المدنية كافة, حيث تقوم هذه العصابات المدعومة من سلطات الاحتلال الاماراتية بمحاصرة ابناء عدن في اعمالهم ومعيشتهم وفي حلهم وترحالهم, والنيل من ثقافتهم الاجتماعية ووعيهم الحضاري وبأحكام متطرفة تم اعداها مسبقا لتعكس الوجه البشع للغازي المحتل ولتجسد الأهداف الحقيقية لمخطط الغزو والاحتلال في تعميم الترهيب والاذلال لمن يرفض اساليبهم في الهيمنة والاستكبار بل يذهبون بعيدا في اذلال المواطن الجنوبي عندما يقوموا بملاحقة الاطفال أمام منازلهم لتسريحة شعر لا تروق لهم أو اقتياد الشباب الفتي من الشوارع والاماكن العامة لمجرد ارتدائهم لملابس هي في نظرهم مبتذلة ومحرمة بينما هي تعد جزاءً من ثقافة أهلنا في عدن في تعاملهم مع متطلبات الطقس الحار ومعاناتهم في فصل الصيف لا أكثر وهذا أمر لا يخفى على سلطات الاحتلال الاماراتية ولكنها توعز بتلك الاساليب الهمجية لأدواتها المحلية المتطرفة لمزيد من الاذلال لأهلنا وشبابنا في عدن والمناطق الجنوبية المحتلة كافة ليخنعوا ويخضعوا لحكم الجماعات الارهابية وبقية ادوات الغزو والاحتلال, ولكن هيهات منا الذلة, وهيهات ان يتمكنوا من كسر شبابنا الحر المنافح وغدا لناظره قريب ..
الأدهى والأمر في هذا السياق هو سعيهم الخبيث لكسر ارادة وصمود شعبنا اليمني العظيم في الجنوب قبل الشمال من خلال نشر الفتنة الطائفية والمذهبية واثارت النعرات والضغائن الجهوية والمناطقية وتمكين الجماعات الارهابية والعصابات الاجرامية من الارض الجنوبية والهيمنة على الادارة ونهب الثروة, ونحذر مجددا أهلنا في المحافظات الشمالية المقاومة للعدوان بأن هذا السيناريو الخبيث تحديدا هو ما يخطط لهُ لنقلة الى الاراضي اليمني الصامدة وسوف يطبق عليهم مستقبلا اذا تمكنت تلك القوى الارهابية وبقية ادوات الغزو والاحتلال المحلية والاقليمية من السيطرة على بقية المحافظات اليمنية الثائرة .
اللهم اني قد بلغت اللهم فأشهد ..