الدعوة الى التحاور والتصالح.. بمناسبة قدوم الشهر الفضيل
وثواب المصالحه يفوق ثواب العبادات .
وكما ان الاصلاح بين الناس مهم وله اجر عظيم يفوق العبادات :
فأن المفسد بين الناس والذي يزرع بينهم الخلل وانعدام الثقه والاضطراب واشعال الفتن في بلدهم ومعايشهم والخروج عن طاعة ولي الامر :
فكل من سعى الى ذلك فأن الله يحبط عمله ويبطل سعيه ويهلك رصيده من الحسنات لقوله تعالى (وقدمنا الى ما عملو ا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
ولاريب ان الشقاق والخلاف والدعوه الى الفتنه والتفرقه والعصيان والخروج عن الحاكم كل ذلك من اخطر اسلحة الدمار الشامل الفتاكه للشيطان لعنه الله والتي يوغر بها صدور الخلق لينفصلوا بعد الاتحاد ويتنافرو بعد اتفاق ويتعادوا بعد اخوه .
وقد اهتم الاسلام بمسألة احتمال وقوع الخلاف بين المؤمنين واخذها بعين الاعتبار وذلك لان المؤمنين بشر يخطئون ويصيبون.
وان ارائهم وتوجهاتهم لاتتوحد وقد تختلف ولهذا عالج الاسلام مسألة الخلافات على اختلاف مستوياتها بدء?ٍ من مرحله المشاحنه والمجادله ومرورا بالتباعد وانتهاء?ٍ بمرحلة اشعال الفتنه والاعتداء والقتل فالاسلام في كل المراحل يدعو الى التحاور والصلح ويسعى وينادي اليه وليس ثمة خطوه احب الى الله عزوجل من خطوة الصلح فأن في الحوار و الصلح تكون الطمئنينه والهدواءوالاستقرار والامن والبناء وتتفجر ينابيع الالفه والمحبه .
ان السعي لاصلاح ذات البين عباده عظيمه فالمصلح هو ذلك الذي يبذل جهده ووقته وماله وجاهه ليصلح بين المتخاصمين ويدعو الجميع الى الحوار والعكس هو الصحيح .
فكم من مصلح بواسطته عصم الله دماء واموال واعراض المسلمين وابعد الفتن الشيطانيه عنهم فهنيئنا لمن وفقه الله للاصلاح بين الفرقاء في بلدي اليمن الحبيبه :
فهنيئنا له ثم هنيئنا له ثم هنيئنا له.
وتبا وسحقا لمن سخر امواله وجاه لاشعال الفتن وزرع التفرقه والتشجيع عن العصيان والخروج عن طاعة ولي الامر ويتبجح في قوله بأنه ينفقها في سبيل الله :
ان اصلاح ذات البين افضل درجه من الصيام والصدقه ونبذ التفرقه والشتات والدعوه الى الخروج عن الحاكم والعصيان واشعال الفتن لقول الرسول عليه افضل الصلاة والسلام عن ابن الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله (ص) قال( الا اخبركم بافضل من درجة الصلاه والصيام والصدقه ?قالو ا بلى قال اصلاح ذات البين .
وفساد ذات البين هي الحالقه ) اخرجه احمد والترمذي وابو داؤد فأن الاخوه والمحبه في سبيل الله دون غرض شخصي او مصالح خاصه هي مطلب ايماني وواجب اخلاقي وحاجه اجتماعيه لانماء المجتمع الاسلامي باسره.
ولعلى من ابرز الحقوق ولاوازم الاخوه في الله تعالى هو حق اصلاح العلاقه ونبذ التفرقه والشتات وصفاء النفوس وتخليها عن الخلافات والمفسدات لقوله تعالى (انما المؤمنين اخوة فاصلحوا بين اخويكم )
والله من وراء القصد…..