إرتدادات تسونامي رؤية 2030 على السعودية
شهارة نت – باريس :
وصف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي التغييرات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها السعودية بالتسونامي، فيما ردّت حركة أنصار الله على تصريحاته بشأن تشبيهها بحزب الله المقاوم بالقول إنه جعل بلاده في موقع مشابه لإسرائيل.
بعد قرارات داخلية وصفها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، الموجود في الرياض، بأنها تسونامي، يخطّط وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان لبناء ما سماها أكبر مدينة رأسمالية في العالم، وذلك في وقت يقلل فيه من قدر الأزمة مع قطر، ويتعهد بمواصلة الحرب على اليمن. وبعدما شبّه حركة أنصار الله بحزب الله في لبنان، ردّت عليه الحركة بالقول إنه جعل بلاده في موقع مشابه لإسرائيل.
إبن سلمان ربط هذا التشبيه بالجوانب الاقتصادية، شارحاً أن البلد الذي يشن طيرانه عليه غارات يومية، مطلّ على باب المندب، وانه إذا حدث شيء هناك، فسيعني توقف 10% من التجارة العالمية، علماً بأنه قال منذ ايام، في لقاء مع وزير الخزانة الأميركية، ستيفن مونشين، إن حزب الله يشكل خطراً على الشرق الأوسط والعالم، ويجب أن نستخدم قدراتنا لوقف مصادر التمويل التي يتلقاها الحزب، بحسب زعمه.
يستمر ابن سلمان في الترويج للمشروع الجديد، مدينة “نيوم” العملاقة، التي كشف عنها الأسبوع الجاري، إذ أوضح أن تكلفة إنشائها ستفوق 500 مليار دولار. أما أرامكو، فستصل قيمتها خلال الطرح إلى أكثر من تريليوني دولار.
ووصف ابن سلمان نيوم بأنها أول مدينة رأسمالية في العالم، وتابع ان هذا هو الشيء الفريد الذي سيحدث ثورة في المدينة ونموها، بعد سلسلة من القرارات، إقامة حفلات في المملكة والسماح للمرأة بقيادة السيارة، تدور في الفلك نفسه.
بدوره علّق سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، على حديث ولي العهد عن الإسلام الوسطي، معتبرا في تصريحات لـ”سي أن أن” إن تصريحات ابن سلمان تعدّ غيرُ اعتيادية، وان ما سيقوم به أمر بالغ الصعوبة.
وبحسب هندرسون، فإن هناك أيضا احتمال بروز معارضة من قبل رجال الدين في السعودية، ممن عُدّوا مهمين على الصعيد السياسي في الماضي واليوم هم أقل أهمية، إلا أنهم لازالوا مهمين لدعم هذا المشروع.
وفي سياق آخر، تحدث هندرسون عن العلاقات السعودية الأمريكية، معتبرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤيدا للسعودية والإمارات وعدة دول خليجية أخرى بالإضافة إلى إسرائيل.
تسعى السعودية جاهدة منذ 4 سنوات الى النهوض مجددا على الساحة الاقتصادية العالمية، وذلك بعد الانتكاسات الكبيرة التي تعرض لها اقتصادها، انخفاض هائل في الاحتياطي النقدي بلغ اكثر من 150 مليار دولار جراء حربها على اليمن والهبوط المذهل لأسعار النفط.
ومن اجل النهوض مجدداً بـ “رؤية 2030 “، أطلق بن سلمان الثلاثاء، مشروع “نيوم” الاستثماري كتطلع جديد من اجل حل الازمة الاقتصادية التي تعانيها السعودية. ويهدف المشروع إلى تأسيس منطقة خاصة جديدة تقع شمال غرب السعودية، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلومتراً. وسيربط هذا المشروع كل من السعودية ومصر والاردن، وستبلغ المساحة الاجمالية 26,500 كيلومتر مربع.
ولا يتامل السعوديون خيراً من هذا المشروع، بل ينتابهم الخوف من الاثار السلبية التي ستترتب على الاقتصاد السعودي بعد ضخ 500 مليار دولار امريكي في المشروع، وخاصة في اوضاع التقشف الفعلي الذي تعيشه السعودية وازدياد معدلات البطالة بعد مرور اكثر من عام كامل على رؤية بن سلمان “الانقاذية”.