أمريكا تعرقل أكبر مشروع لبن سلمان
شهارة نت – وكالات :
يرى المحلل السياسي إيفان دانيلوف أن التقارب بين روسيا والسعودية الذي جاء بعد زيارة الملك السعودي إلى روسيا، أثار انزعاجا من واشنطن التي بدأت تعاقب الرياض بطريقتها الخاصة. وجاء في مقال الكاتب أنه بعد عدة أسابيع على الزيارة التاريخية للملك السعودي إلى روسيا، يمكن الآن تقدير رد الغرب على التقارب بين الرياض وموسكو.
ووفق الحملة الإعلامية في وسائل إعلام غربية، تم اتخاذ قرار بمعاقبة السعودية بواسطة الدولار، عبر عرقلة أكبر مشروع للقيادة السعودية — العرض العام الأولي لشركة “أرامكو” السعودية.
وجاء في مقال أنه في البداية من المفترض أن بورصات لندن ونيويورك ستحارب من أجل الحصول على إمكانية استغلال الشركة النفطية السعودية، أما الآن فيتم مناقشة فعالة لإجبار الجانب السعودي على تأجيل العرض العام إلى موعد غير محدد.
وفق مصادر “فينانشنل تايمز”، أصبحت العلاقات الوثيقة بين الشركة النفطية والسلطات السعودية مشكلة للعاملين في السوق الأمريكية المالية. والآن يقدر الخبراء الماليون قيمة شركة “أرامكو” السعودية ” بتريليون دولار فقط بدلا من 3 تريليونات، الأمر الذي يختلف تماماً عن الأرقام المتداولة في وسائل الإعلام المختلفة من قبل.
وما أثار الانزعاج من السعودية في الغرب هو تصرفات العائلة الملكية، وجذب روسيا إلى الصفقة النفطية مع “أوبك” والتي أفشلت الخطة الأمريكية لخنق الاقتصاد الروسي.
إضافة إلى قرار الجانب السعودي شراء “إس 400″. ويصف الخبراء الأمريكيون بيع ” إس 400″ للجانب السعودي بــ “تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط”. ويبدو أن قلق أمريكا أصبح جلياً في الضغط الاقتصادي والإعلامي. ويرى كاتب المقال أن “إس 400” يعد رمزا لمغادرة الرياض من “المظلة العسكرية” ويظهر أن واشنطن خسرت أولويتها في تقديم “خدمات لتوفير الاستقرار” في منطقة الشرق الأوسط. ومن المنطقي أن الجانب الأمريكي لم يستطع ألا يرد على ذلك.
وتظهر هذه التسريبات في مجلة “فينانشنل تايمز” أن إلغاء العرض العام لشركة “أرامكو” السعودية في لندن ونيويورك سيعني رفض الحصول على الموارد الأكثر ربحا في العالم. ويقارن الكاتب هذا الوضع بالعقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا.
وتشهد السعودية في الوقت الحالي تغييرات اقتصادية واجتماعية مهمة. ويُفترض أن يقوم برنامج الإصلاحات “رؤية 2030” بحل مشكلة الاقتصاد السعودي وتخفيف الاعتماد على النفط. ويرى كاتب المقال أن تصريحات بن سلمان بأن السعودية تعود إلى الإسلام المعتدل، تعد مؤشراً جدياً حول التحول الإيديولوجي ودور المملكة في العالم.
وفي هذا الصدد، تحتاج السلطات السعودية إلى الأسهم الدولية لأسباب مالية وللحفاظ على نفوذها. وبالنسبة للسعودية، جذب أموال المستثمرين الأجانب وتحول السعودية نحو اقتصاد حديث يشكلان أمرين مهمين بالنسبة للسعودية ولذلك يحاول الغرب ممارسة الضغط على النقاط الحساسة. وحتى الآن لا توجد نتائج، وتصر الرياض بأن كل شيء يسير حسب الخطة. ولا يريد أحد أن يغير شيئاً. وتواصل السعودية البحث عن مساحة أكثر رحابة من أجل العرض العام لأهم شركة البلاد.
وقد يبدو، من جهة، أن الولايات المتحدة تستطيع إجبار السعودية على وقف التعاون مع روسيا. حيث تستطيع واشنطن ممارسة الضغط على نقاط حساسة أخرى منها عرقلة توزيع الأسهم السعودية التي يتم استخدامها من أجل تمويل النقص في الميزانية. كما يجب ألا ننسى استخدام سياسات مماثلة لـ “الثورات البرتقالية” ضد الرياض حيث توجد لدى واشنطن خبرة كبيرة في “الربيع العربي”.
ولكن توجد لدى السعودية أيضاً وسيلة لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب كارثية للنظام المالي الأمريكي بشكل عام. حيث تستطيع السعودية قتل الدولار النفطي الأمر الذي سيؤدي إلى مشاكل جدية للولايات المتحدة، فالحفاظ على المستوى العالي للدولار شرط أساسي في الاقتصاد الأمريكي. وتقترب الصين من إطلاق النظام المزدوج للبورصات وبواسطتها يستطيع مصدرو النفط بيع النفط مقابل العملة الصينية ومن ثم تبديلها بالذهب في هونغ كونغ. ويجعل نظام “نفط —يوان — ذهب” المصدرين النفطيين أحراراً من الدولارات النفطية، وستخسر الولايات المتحدة تدفق هذه الدولارات. وتجدر الإشارة هنا إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية تنظر إلى هذا السيناريو على أنه سيناريو غير واقعي. كما توجد لدى روسيا إمكانية المساهمة بذلك لإلحاق الضرر بالنظام المالي.
وأظهرت صفقة “روسيا+ أوبك” أن التعاون بين موسكو والرياض يستطيع أن يؤثر جدياً في سوق الطاقة، كما يمكن للتخلي عن تجارة النفط مقابل الدولارات أن يحدث ثورة في النظام المالي العالمي. واستخلص الكاتب أن روسيا ستورد إلى السعودية منظومات “إس 400” كضامن في حال احتجت واشنطن على تطور الأحداث على هذا النحو.