هل يقود اللواء عباس ابراهيم التنسيق السياسي كما الأمني مع سوريا؟
شهارة نت – متابعات :
شهدت الآونة الأخيرة تقارباً لبنانياً سورياً هو الأكبر منذ بدء الأزمة حيث تتطلّع شريحة سياسيّة لبنانيّة واسعة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى دفئها السابق في ظل ترحيب سوري بأي مبادرة لتعزيز علاقات حسن الجوار.
آخر المبادرات تمثّلت بإعلان المدير العام للأمن العام اللبناني “اللواء عباس ابراهيم” انه على أتم الاستعداد لتنفيذ اي مهمة تنسيق بين لبنان وسوريا يكلفه بها مجلس الوزراء لمتابعة ملف النازحين وعودتهم مع السلطات المعنية في دمشق.
تنسيق سياسي
وتأتي المبادرة السياسيّة الجديدة من اللواء ابراهيم الذي قاد التنسيق الأمني بين البلدين طوال الأزمة في ظل تحسّن واضح للعلاقات السياسيّة بين البلدين. تحسّن اتضحت معالمه خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، مع نظيره السوري وليد المعلّم، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 72 حيث بحث الجانبان العلاقات الثنائية بين البلدين بما في ذلك التنسيق والتعاون السياسي والاقتصادي والامني وغير ذلك من المجالات.
وقد أكد الوزير المعلم حينها أن العلاقات السورية اللبنانية ثابتة مهما حاول البعض وضع العقبات في طريقها وهذه حقائق التاريخ والجغرافيا.
لم تتوقّف عمليات التقارب عند اللقاءات العامّة، بل عمد رئيس الحكومة سعد الحريري للتوقيع على مرسوم تعيين السفير اللبناني في سوريا “سعد زخيا”، وارسلها الى دمشق ليأتيه الرد سريعا من الحكومة السورية بالموافقة على زخيا كسفير لبناني في سوريا على ان يتسّلم مهامه في 1 – 11 – 2017 .
كما جاء في الرد أيضا، تفاصيل عملية التسلم والتسليم وفيها أن محافظ دمشق ومدير البروتوكول في السفارة السورية سيرأسان وفدا كبيرا لاستقبال السفير اللبناني الجديد على الحدود اللبنانية – السورية ليرافقانه الى الشام حيث تسلمه فرح برّي موقعه الجديد هناك.
تعاون الاقتصادي
عملية التنسيق السياسي التي ظهرت إلى العلن مؤخراً، تأتي بعد فترة على عملية التنسيق الاقتصادي التي كرّستها الزيارة التي قام بها وزيري الصناعة والزراعة اللبنانين حسين الحاج حسن وغازي زعيتر.
فقد أوضح وزير الصناعة اللبناني حسين الحاج حسن، إن اقتصاد لبنان سيتحسن بعد فتح الطريق بين لبنان وسوريا والعراق والأردن، معتبراً أن الأوضاع في سوريا ستكون لصالح الحكومة السورية، ومطالباً بالتواصل معه في قضية اللاجئين.
واعتبر الحاج حسن، أن الأزمة الاقتصادية تفاقمت مع اندلاع الحرب الكونية على سوريا وعلى محور المقاومة، وإغلاق الطريق البري نحو البلاد العربية عبر سوريا أدى إلى تأزيم أوضاع الزراعة والصناعة والسياحة، مضيفاً: “وحصل عامل إضافي تمثل بتدفق ما يزيد على مليون ونصف المليون نازح سوري إلى لبنان، دون أي دعم حقيقي من المجتمع الدولي الذي بقيت وعوده بلا نتائج”.
وأضاف: من هذا المنطلق، قمنا، ونصر على ما قمنا به من تواصل مع الدولة في سوريا التي تربطنا بها أفضل العلاقات وفي ذلك مصلحة وطنية للبنان، ومن ضمنها عودة النازحين السوريين، وإن كان رأي البعض مختلفاً. من جانبه، قال وزير الزراعة اللبناني غازي زعيتر، الذي زار دمشق مؤخراً، “إن التعاون بين البلدين سيكون له مردود إيجابي على لبنان، ومن موقعي الرسمي أتحدث بهذا الموضوع وسيكون له مردود على سوريا ونؤكد على استمرار هذا التعاون وتطويره.
من جهة أخرى قال وزير التجارة الداخلية السوري عبد الله الغربي: “الاقتصاد السوري اللبناني متكامل المنتج السوري شبيه بالمنتج اللبناني ويجب أن يتحول هذا المنتج إلى قوة تصديرية وتسويقية في جميع أسواق العالم، وإن شاء لله المعابر الحدودية ستفتح كاملة وسيكون هذا انتصار للمزارعين اللبنانيين والسوريين من خلال تسويق المنتج الزراعي إلى دول الخليج مباشرة“.
تنسيق أمني
ورغم تراجع العلاقات السياسيّة والاقتصادية بين سوريا ولبنان منذ بدء الأزمة، وحصول انفراجة في الآونة الأخيرة، إلا أن التنسيق الأمني بين البلدين لم ينقطع في يوم من الأيام حيث كان يتولّى اللواء ابراهيم، المدير العام للأمن العام، هذه المهمّة.
آخر علميات التنسيق الأمني من قبل اللوا ابراهيم، والمرشّح لقيادة عملية التنسيق السياسي، تتمثّل في الزيارة التي يجريها الأربعاء إلى دمشق للقاء المسؤولين وإجراء مراجعة شاملة معهم لكل الملفات العالقة بين البلدين، خصوصا الملفات الامنية المتعلقة بالمخطوفين وبتسليم لبنانيين موقوفين لدى السلطات في سوريا، وفق صحيفة “الجمهورية”.
وتأتي عمليات التقارب هذه بعض سلسة من الانتصارات التي حقّقها الجيش السوري ودفع بالعديد من العواصم العربية والغربية للتوجّه نحو دمشق.
ورغم وجود بعض الأصوات اللبنانية المعترضة على عملية التقارب هذه، كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إلاّ أنها بات حاجة ملحّة للجانب اللبناني قبل الجانب السوري لأسباب سياسيّة تتعلّق بملف النازحين واقتصاديّة تتعلقّ بعملية الترانزيتبين البلدين، في حين بدا لافتاً التعاون السوري مع أيّ مبادرة لبنانيّة عن أيّ فريق صدرت.