ردود غاضبة من الداخل العراقي على إهانة تيلرسون للحشد الشعبي
شهارة نت – بغداد :
إنهالت ردود فعل ساخطة على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” التي أهان فيها دور الحشد الشعبي في محاربة الارهاب وكونه مؤسسة رسمية تابعة للدولة العراقية، وهو الأمر الذي أثار ردود فعل مستنكرة في الداخل العراقي.
وكلمة تيلرسون المُهينة التي تباهى بها أمام سلطات الرياض أول أمس الأحد، والتي وصف فيها الحشد الشعبي بأنه قوّة أجنبية تابعة لايران وعليها مغادرة العراق، أشعلت الداخل العراقي حيث اعتبر نواب برلمان بغداد تصريحات الوزير الأمريكي تدخلا سافرا في شؤون البلاد، وتمسّ سمعة القوات العراقية بعد الإنتصارات التي حققتها ضد إرهابيي داعش لاسيما بمساندة الحشد الشعبي العراقي.
العبادي: الحشد الشعبي أمل العراق والمنطقة
وكان أول المدافعين عن سمعة الحشد كونه مؤسسة شعبية مسلحة تابعة للقوات العراقية رئيس الوزراء “حيدر العبادي”، الذي ردّ على تيلرسون خلال اجتماعه معه فور وصوله إلى بغداد مساء الاثنين، ووصف العبادي قوات الحشد بأنها أمل العراق والمنطقة.
ولم يكتفي العبادي بما أوردناه سابقاً بل أكد أن مقاتلي الحشد الشعبي مقاتلون عراقيون حاربوا الإرهاب ودافعوا عن بلدهم، وقدّموا التضحيات التي ساهمت في تحقيق النصر على تنظيم داعش الارهابي، بحسب ما نقله المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
وبشأن تصنيف الحشد الشعبي كقوة رسمية تابعة للدولة العراقية تابع العبادي لتيلرسون: الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة، والدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة، وعلينا تشجيع مقاتلي الحشد لأنهم سيكونون أملا للبلد وللمنطقة.
يشار الى أن زيارة تيلرسون المفاجئة إلى بغداد جاءت بعد لقائه العبادي في الرياض يوم الأحد.
ائتلاف المالكي: زيارة تيلرسون غير مرحب بها
وأما الردّ الأقوى جاء من قبل ائتلاف دولة القانون، بزعامة نوري المالكي، يوم الاثنين، الذي أكد رفضه لزيارة تليرسون إلى العاصمة العراقية، مشيرا الى أن هذه الزيارة تحمل ملفات شر للعراق والعراقيين.
والردّ القاسي لائتلاف المالكي على تصريحات الوزير الأمريكي جاء من قبل القيادي في الائتلاف “محمد الصيهود”، حيث قال: إن زيارة تليرسون غير مرحب بها، فهو أحد أداة تنفيذ المشروع الصهيوني – الأمريكي لتقسيم العراق، خصوصا بعد تهجمه واتهامه الباطل بأن هناك فصائل إيرانية تقاتل في العراق.
وتابع الصيهود: فهم بين حين وآخر يحاولون تشويه صورة الحشد الشعبي الوطني العراقي، لأنه أفشل ذلك المشروع التقسيمي، لهذا تهاجم الإدارة الأمريكية الحشد بين حين وآخر.
كما دعا القيادي في ائتلاف المالكي الحكومة العراقية لمطالبة تيلرسون بتقديم اعتذاره إلى الحشد الشعبي والشعب العراقي على تصريحاته المسيئة من العاصمة العراقية، كما أن على الحكومة عدم القبول بأي ضغوطات أمريكية أو أي من الملفات التي تحمل شر للعراق والعراقيين، خصوصاً فيما يتعلق بقضية استفتاء كردستان والإجراءات المتخذة بحقها، كما اننا لم ولن نسمح ان تنفذ الحكومة العراقية أي طلب أمريكي بخصوص كردستان، فهي تطبق فقط ما صدر من مجلس النواب العراقي، وغير ذلك فهو مرفوض.
الخزعلي لتيلرسون: على قواتكم الخروج من العراق بعد الإنتهاء من داعش
كما جاء ردّ صارم على تصريحات تيلرسون المسيئة للحشد الشعبي العراقي، من قبل زعيم حركة “عصائب أهل الحق” العراقية، قيس الخزعلي، الذي دعا الولايات المتحدة ووزير خارجيتها، ريكس تيلرسون، للإستعداد من أجل إجلاء قواتها من العراق بعد الإنتهاء من عذر وجود تنظيم داعش الارهابي.
وجاء ردّ الزعيم العراقي البارز في هذه التغريدة بالتزامن مع إعلان هادي العامري، الأمين العام لمنظمة “بدر”، وهي أكبر قوة في الحشد الشعبي، أن تيلرسون غير مرحب به في بغداد، مطالبا العبادي بعدم استقبال الوزير الامريكي.
وكان قد دعا الأمين العام لمنظمة “بدر” لطرد الوزير الأمريكي قائلا: إن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون شخص غير مرحب به في العاصمة العراقية بغداد.
إلاّ أن ردّ رئيس الوزراء العراقي جاء حاسما ليؤكد للوزير الأمريكي، أن الدستور العراقي لا يسمح بوجود جماعات مسلحة خارج إطار الدولة، وشدد على أن الحشد الشعبي مؤسسة رسمية ضمن مؤسسات الدولة العراقية.
وفي وقت سابق يوم أمس أعرب مصدر مقرب من رئيس الوزراء العراقي، عن استغرابه من التصريحات المنسوبة لوزير الخارجية الأمريكي حول الحشد الشعبي. وبيّن المصدر الحكومي العراقي أن المقاتلين في صفوف هيئة الحشد الشعبي هم عراقيون وطنيون قدموا التضحيات الجسام للدفاع عن بلادهم وعن الشعب العراقي، مضيفا أنهم يخضعون للقيادة العسكرية العراقية حسب القانون الذي شرّعه مجلس النواب.
وفي الختام أكدت جميع الجهات الحكومية العراقية أنه لا يحق لأي جهة التدخل في الشأن العراقي وتقرير ما ينبغي على العراقيين فعله، مؤكدين أن العراقيين هم من يقاتلون على أرض بلادهم ولا وجود لأي قوات أجنبية في ساحة المعركة المحلية.