قريباً.. تل ابيب تتذوق صواريخ دمشق!
بقلم / مالك عساف *
لا اتكهن بطبيعتي بل أقرأ الأحداث جيداً، سوريا ستردّ قريباً على الجرأة الصهيونية التي غادرت المنطقية، فتكرار الهجمات بصواريخ إسرائيلية لن يمر مرور الكرام، وإن صبرت الشام طويلاً لتزاحم الأولويات لديها، فالجيش السوري يتغلب بذكاءه على عصابات الصهيونية، ولا يمكن ان تستفزّه إعتداءات طفولية لجرّها لحربٍ دولية..
لكن، إلى متى؟!
هذا هو السؤال الذي ستجيب عليه القوات المنتصرة على محاور الشر في سوريا، فما عادَ في هذا البلد قلق على تحقيق الحسم، وكل عصابات داعش ستطوي صفحاتها قريباً، ومعركة تصفية الحسابات ستبدأ قريباً، لكن هل تنتظر تل ابيب فعلاً مواجهة مع سوريا؟!
نعود قليلاً للتاريخ لنرى بماذا سيخبرنا، وفيه نرى إن تل أبيب غير صادقة فعلاً بتمنيها الحرب لسببين مهمين:
الأول: إنها لم تخض حرباً مباشرة منذ عام ٢٠٠٦ والتي خسرت فيها امام شجاعة المقاومة الاسلامية في لبنان، وقتها تفاجئت مخططات الصهاينة بما لم يخططوا له!
الثاني: إن سوريا بجيشها وشعبها خاضت حرباً وصفت بالأقوى، وخرجت فيها منتصرة، على الرغم من كل الدعم العسكري الصهيوني والخليجي والأمريكي والتركي، التي تتلقاه الفصائل الأرهابية!
هنا نتسائل؛ هل يريد الخاسر مواجهة الرابح؟!
يقيناً يأتي الجواب بلى، فالكيان الغاصب لا يقوى على تحمل مواجهة محور المقاومة بكامله، ولو كان يستطيع؛ لما لجأ إلى الحروب بالوكالة في سوريا والعراق واليمن!
هذا لا يعني إن دمشق ستقدّر مشاعر نتنياهو الجبان! بل ستردّ قريباً لتثبت أمرين مهمين:
الأول: إن الحرب أنتهت في الداخل السوري، وإن على الجميع احترام سيادة الجمهورية العربية السورية، تلك هي رسائل ستبعثها صواريخ دمشق لأكثر من وجهة، وإن كانت ستضرب إسرائيل فقط!
الثاني: إن سوريا لم يضعفها الإرهاب لتتخلى عن محور المقاومة، بل ساهم الإرهاب في تعزيز وطنية شعبها وتماسكه، ليواجه خطورات تأريخية بلباس ٢٠١٨.
* كاتب متخصص بالشؤون الدولية