تبعات الأزمة إقليميا وأهداف الجنرال المنشق ومغامراته..?!!
تبدو الأزمة اليمنية أخذة في التوجه نحو مسارات تصعيدية خطيرة خاصة وأن ثمة أطراف في ترويكا الأزمة لم تعود باقية على حتى بقايا من خجل أو ضمير وطني , ناهيكم أن هذه الأطراف التي أصبحت تراهن على التصعيد والتفجير الشامل باعتبار هذا العمل (الانتحاري) هو الخيار المتاح أمامها للخروج من شرنقة الأزمة التي صنعتها ونفخت في كيرها ويعد الجنرال المنشق والمتمرد / علي محسن صالح الحاج واحدا من أبرز صناع الأزمة والرافض لكل الحلول التي قد تقودنا والوطن لحالة السكينة والاستقرار , فالرجل الذي خطط لحرب ( صعده) وذهب في توظيفها وبما يحقق أهدافه وطموحاته السياسية التي تجاوزت طموحات قديمة كانت تستوطن (الجنرال) وهي أن يصبح قائد لحراسة (شيخ حاشد) لكن الصدف دفعته ليكون قائدا عسكريا وجزء من أعمدة النظام , في مسيرة زمنية عمل خلالها الجنرال علي تأسيس خلايا أتباعه في مفاصل السلطة ومؤسسات الدولة بطريقة استغلال بشع للثقة التي منحت له من فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _حفظه الله_ وقد استغل الجنرال المتمرد هذه الثقة ووظفها لتكريس نفوذه (الشخصي) وإشباع رغبات القهر والشعور بذكريات (الطفولة المعذبة) ..!!
لقد اتخذ الجنرال من ( جماعة الأخوان المسلمين) مظلة لحمايته وعلي هذه الجماعة راهن الرجل ولا يزل ثم راهن لا حقا على (تنظيم القاعدة) وعلى العديد من المسميات (الجهادية) التي برزت تباعا على مساراتنا الوطنية وعلى مسارات وتداعيات الخارطة الدولية ولم يتردد الجنرال في مد شبكة تواصله واتصاله مع العديد من الجهات (الخارجية) عبر أذرع استخبارية لا يزل فيها ( الحيلة) وأخرين في المعتقل الأمريكي الأشهر ( جوانتانامو) يدفعون ثمن الولاء ل( الجنرال) الذي اتخذ من (حرب صعده) بكل تداعياتها السياسية والفكرية والثقافية بوابة لترسيخ جذوره في مفاصل الدولة استعداد للحظة التي راح ينشدها لتكون محطة مفصلية في حياته ويعبر فيها ومن خلالها عن تطلعاته الحالمة ..!!
بيد أن الجنرال المنشق وهو يخوض حروب (صعده) ويعمل على اتباع خطوات ( تكتيكية) فيها تحول دون ( حسمها) كان يعمل كل هذا انتظارا لما كان يخطط له وأقدم على تنفيذه في 21 مارس الماضي حين دفع اتباعه والموالين له من شاغلي الوظائف السيادية ومن المرتبطين بالجماعة ( الأخوان المسلمين) والذين كانوا موزعين في كل مفاصل الدولة في الداخل وفي السفارات في الخارج ليهرولوا جميعا شاهرين استقالاتهم في وجه الوطن والدولة وهم لم يكونوا في هذا غير يلبون نداء الولاء لشخص (الجنرال) وولي النعمة الذي به وبفضله أصبحوا مسئولين وأثرياء بل وفيهم من غدا من كبار المستثمرين ورجال الأعمال ..!!
بيد أن معادلة الجنرال المتمرد ومشروعه الانقلابي تبخر بتماسك شرفاء الوطن وتماسك مؤسسات الدولة رغم ما لحق بها من خلل , ثم أن التلاحم الجماهيري الذي أبدته جماهير شعبنا وعبرة من خلاله عن تمسكها بمؤسساتها الشرعية وبرموزها السيادية وبحقها في الحفاظ على مكاسبها السيادية الوطنية وأبرزها المناخ الديمقراطي والتحولات التنموية والعلاقة النموذجية التي نسجتها بلادنا وقيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية _ حفظه الله_ مع الأشقاء في دول الجوار الخليجي العربي ومع دول العالم من حولنا هذه العلاقة التي ربطتنا ولأول مرة بعلاقة نموذجية مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية تحديدا على ضوء منظومة القيم والمفاهيم التي تم تسويقها وتكريسها في الذاكرة الوطنية من قبل بعض الأطراف (السياسية) اليمنية والتي كانت ولا تزل تعمل بوتيرة عالية على قطع كل جسور الاتصال والتواصل مع الأشقاء على خلفية الكثير من الحسابات والدوافع والمفاهيم الخاطئة , وقد كان لفخامة الأخ الرئيس شرف فتح ملف علاقتنا بالأشقاء في المملكة بقدر من الثقة والمسئولية والموضوعية والأهمية الاستراتيجية واضعا أمام الجميع حقائق وجدية وأهمية التميز بعلاقتنا مع الأشقاء في المملكة وهي العلاقة التي كانت قبل فخامة الأخ الرئيس جسرا لعبور أصحاب المنافع الانتهازية وتجار الأزمات وحتى في عهد فخامة الأخ الرئيس ظلت هذه العلاقة ميدانا لتجاذب أصحاب المنافع حتى تم تسوية الملفات العالقة مع الأشقاء وأقصد هناء اتفاقية ترسيم الحدود اليمنية _ السعودية والتي تم الانتهاء باتفاقية ( جدة) وهي الاتفاقية التي شكلت للجنرال المنشق قاعدة لتشكيل ترويكا تحالفية جديدة برزت خلال الأزمة حين التقى الجنرال ومن خلفه الأخوان المسلمين والتيارات القومية واليسارية ليصطفوا في مواجهة العلاقة اليمنية السعودية على ضوء حرص المملكة على أمن واستقرار اليمن ورفضها المغامرة بمصير ومستقبل اليمن أو دفع اليمنيين إلى هاوية التناحر هذا الموقف أغضب جنرال التمرد وعصابته كما اغضب ( عصابة أولاد الأحمر) وهم من كان والدهم يعتز بعلاقته مع المملكة لكن أولاده والجنرال وحين اختلفوا مع جماعة ( الحوثي) بعد أن رفض عبد الملك الحوثي أن يكون وجماعته مجرد عصاء يتكئ عليها الجنرال في