اليمن يعود إلى المبادرة الخليجية وبوادر حرب اهلية
عاش اليمن أمس مزيدا?ٍ من التوتر على كافة الأصعدة سياسيا?ٍ وأمنيا?ٍ واجتماعيا?ٍ? وبدت نذر الحرب الأهلية تلوح في الأفق مع تصاعد الخلافات بين الأطراف السياسية المختلفة حول هوية المرحلة المقبلة? بخاصة في ظل المعارك الدامية مع تنظيم القاعدة في أبين والمواجهات المسلحة بين قوات الحرس الجمهوري والمطالبين بإسقاط النظام في كل من تعز وأرحب.
وأسفرت المعارك الشرسة بين قوات الجيش المسنودة برجال قبائل أبين? وبين تنظيم القاعدة? جنوب البلاد? عن مقتل العديد من عناصر التنظيم وقوات الجيش قبل دخول مدينة زنجبار وطرد عناصر القاعدة منها والتي كانت تتمترس فيها منذ أكثر من شهر ونصف. وقالت مصادر محلية في أبين إن جلال البعيدي القيادي في تنظيم القاعدة وفي جزيرة العرب ويكنى بأبي حمزة, طالب القبائل التي سيطرت على مدينة زنجبار وقامت بإغلاق الطريق بين عدن وأبين بفتح الطريق? إلا أن القبائل رفضت طلبه قبل وقوع اشتباكات بين اللواء 139 وبين المسلحين.
وكانت مصادر رسمية قد أعلنت أن قوات الجيش قتلت مساء الأربعاء القيادي في تنظيم القاعدة عائض الشبواني في المعارك التي دارت في محافظة أبين? مشيرة إلى أن العشرات من عناصر التنظيم وقياداته قتلوا? بالإضافة إلى جرح عدد آخر منهم. ويعد الشبواني من أبرز المطلوبين للحكومتين اليمنية والأميركية? كما يعتبر من أبرز قيادات القاعدة في اليمن? والمسؤول عن تخطيط وتنفيذ عدد من الهجمات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية? وسبق أن أعلنت الحكومة اليمنية عن مقتله في هجمة نفذها الطيران الحربي العام الماضي في محافظة مأرب.
في غضون ذلك لقي متظاهر يدعى موسى القدسي? حتفه أمس? برصاص الحرس الجمهوري في مدينة تعز? خلال مسيرة جماهيرية حاشدة استجابة لدعوة ائتلاف شباب الثورة? خرجت للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح. وفي هذه الأثناء أعلن 12 تكتلا في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء عن مجلس ثوري تحت التأسيس? واختار محمد عبدالوهاب القاضي منسقا للمجلس وعبد الباري طاهر ناطقا رسميا.
سياسيا?ٍ بحث جمال بن عمر? مستشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع نائب الرئيس عبدربه منصور هادي موضوعات الحوار بين القوى السياسية في البلاد? وذلك لتجنيب البلاد مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية? بخاصة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها أول من أمس الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض محمد اليدومي? واتهام السلطة لأحد أطراف الأزمة السياسية في البلاد بالوقوف وراء محاولة اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح في الثالث من شهر يونيو الماضي.
وقالت مصادر رسمية إن الاجتماع ناقش ما تم إحرازه حتى الآن بين كافة الأطراف السياسية لإجراء إصلاحات عميقة ترتكز على المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن وتبيان الملامح العامة حول خارطة طريق لإخراج اليمن من هذا الظرف الصعب والأزمة الطاحنة? بحيث لا يشعر أي طرف بأنه مظلوم أو مهضوم? وذلك باتفاق الجميع دون إمكان أي طرف من عرقلة ما تم الاتفاق عليه.
وقال ابن عمر إن ” الأمم المتحدة تدعو كافة الأطراف اليمنية والقوى السياسية إلى إجراء حوار وطني بناء لا يستثنى أحدا? وخلق المناخات الآمنة لخروج اليمن من هذه الأزمة”? مشيرا?ٍ إلى أن هناك تصورات وأفكارا قد تمت مناقشتها مع مختلف الأطراف بما يؤدي إلى الولوج إلى مرحلة بناء الثقة والوئام وصنع السلام ورسم خارطة الطريق للانتقال السلس للسلطة “? كما أكد أن ” الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي سيكونون الراعين والمشاركين بالإشراف والمساعدة على ذلك “.
في غضون ذلك? كشفت صحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج” الألمانية عن وساطة ألمانية لحل النزاع اليمني. وذكرت الصحيفة في عددها أمس أن برلين ناشدت صالح الموافقة على مبادرة مجلس التعاون الخليجي.
الزطن السعودية