أصوات أمريكية تندّد باستراتيجية ترامب الجديدة ضد ايران
شهارة نت – استطلاع :
هيمنت ردود الأفعال المندّدة باستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة بخصوص الملف النووي الإيراني والمعادية لطهران، والتي أعلنها في كلمة مساء الجمعة الماضي.
وعلاوة على الرفض الأوروبي تعرضت استراتيجية ترامب العدائية لانتقادات واسعة في الداخل الأمريكي، حيث عبّر كبار المسؤولين في واشنطن عن سخطهم من هذه الاستراتيجية، معتبرين أنها ستخلّ بمصداقية أمريكا أمام دول العالم.
وكان قد أعلن ترامب عن موقفه الإنهزامي رافضا الإقرار بالتزام إيران الاتفاق النووي الموقع بينها وبين المجموعة السداسية (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا،الصين، ألمانيا)، معتبرا أنه “أحد أسوأ” الاتفاقات في تاريخ أمريكا.
هيلاري كلينتون: لإيران الأفضلية
وجاءت أولى التنديدات على لسان هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة الديمقراطية السابقة بسباق الرئاسة، حيث قالت: إن سحب دونالد ترامب الثقة من الاتفاق النووي الإيراني “يخرّب” مصداقية الولايات المتحدة ويلعب بالضبط في صالح إيران.
وتابعت المرشحة الديمقراطية كلينتون نقدها اللاذع لترامب قائلة: أعتقد أن ما يقوم به (ترامب) خطير، ونزع الثقة من اتفاق رغم نصائح من أشخاص داخل إدارته بحسب ما أعلم وغيرها الكثير من الأصوات الخارجية يرسل رسالة خاطئة لعدد من الأسباب.
وبشأن تداعيات قرار ترامب أضافت كلينتون: أول هذه الأسباب هو إرسال رسالة بأن كلمة أمريكا ليست جديرة بالثقة، وأنه حتى في غياب الدليل بأن إيران غير ملتزمة بالاتفاق النووي سيقوم هذا الرئيس بإلغائه، هذا أمر سيء ليس فقط في هذا الشأن خاصة بل يرسل رسالة عالمية بأن كلمة أمريكا ليست جديرة بالثقة.
كما هاجمت كلينتون موقف ترامب الإنهزامي من الاتفاق النووي، مضيفة: لدينا رؤساء مختلفون، ولكن أعتقد أن هذا الرئيس ينهي الثقة والمصداقية للولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالمفاوضات بالغة الأهمية ومن الضروري الحفاظ عليها، ثانيا، هذا الأمر يعطي إيران أفضلية، فإن كانت إيران ملتزمة (بالاتفاق النووي) وكل الأدلة تشير لذلك، فإنه وعوضا عن عزل إيران عن كل المسائل نحن نضعها تحت الضوء الذي سيجعلنا نظهر بصورة الصغير والغبي ويصب بالضبط في أيدي الإيرانيين.
كيري: قرار ترامب خطير
وأما “جون كيري” وزير الخارجية الأمريكي السابق، فقد سارع للتحذير من خطورة استراتيجية ترامب الجديدة قائلا: إن قرار الرئيس دونالد ترامب حول إيران “خطير ويخلق أزمة دولية،”، معتبراً أن الرئيس يضعف يدنا ويبعدنا عن حلفائنا ويقوي الإيرانيين.
وتابع الوزير الامريكي السابق الذي يعدّ أحد أبرز اللاعبين الأساسيين في التوصل للاتفاق النووي بين دول 5+1 وإيران، في بيان له: لا أستطيع أن أخبركم لماذا لا يستطيع الرئيس الاعتراف بما تقوله الوكالة الدولة للطاقة الذرية بالإضافة لحلفائنا وحتى البالغين في إدارته: إيران التزمت من جهتها بالاتفاق النووي، وطالما أنهم يقومون بذلك فإننا وحلفائنا في أمان أكبر من عدم تطبيقهم له.
بايدن: الإنسحاب سيؤدي الى عزل أمريكا وليس ايران
من جهته سارع جون بايدن، نائب الرئيس الأمريكي السابق لانتقاد قرار ترامب، معتبرا أن انسحاب أمريكا من الاتفاقية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني سيؤدي إلى عزلنا دوليا.
وتابع بايدن تحذيره أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: الصفقة مع إيران، هي ليست اتفاقية مع الولايات المتحدة، ففيها اشتركت أيضا دول السداسية، روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.
وبحسب نائب الرئيس الأمريكي السابق، أن الإنسحاب الانفرادي من هذه الصفقة لن يؤدي إلى عزل إيران، وسيؤدي إلى عزل الولايات المتحدة.
الى ذلك دعا “بنيامين رودز” نائب مستشارة الرئيس أوباما للأمن القومي، الكونغرس الأمريكي لنقض استراتيجية ترامب الجديدة. واعتبر رودز أنه في حال جرى إقدام برلماني للإخلال بالإتفاق النووي الايراني سيعدّ نقضا لهذا الإتفاق، وأكد أن حلفاء أمريكا جميعهم يطالبون ترامب بعدم نقض هذا الاتفاق.
كما حذّرت رئيسة طاقم المفاوضات الأمريكي، نائبة وزيرة الشؤون السياسية الأمريكية “وندي شيرمان”، من اعتماد استراتيجية ترامب الجديدة من قبل الكونغرس الامريكي، مؤكدة أن هذا الأمر سيؤدي الى إضعاف وعزل أمريكا دوليا.
رئيس CIA السابق: أتوقع ردا إيرانيا حادا
وأما الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) مايكل هايدن،توقّع ردّا حادا لإيران على حد تعبيره، على الاستراتيجية الجديدة التي وضعها الرئيس الأمريكي، ونزع الثقة من الاتفاق النووي مع ايران.
وحذّر المسؤول الامريكي البارز في مقابلة مع CNN قائلا: قيام الرئيس دونالد ترامب بتصنيف الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، إني أتوقع ردا حادا من إيران على ذلك، وهنا يكمن التعقيد، حيث يمكننا توقع ردود الأوروبيين ونبني على ذلك، إلا أنه لا يمكن توقع كيف سترد إيران.
وتابع هايدن: ما كنت لأتخذ خطوة لسحب الثقة من الاتفاق النووي، اعتقد أنها خطوة غير مهمة على صعيد ما نريد بالضبط القيام به، واعتقد أن الرئيس قد يفعل سلسلة من الأحداث التي لا يمكننا التحكم بها.