ترامب يتصرف كرئيس عصابة وليس كرئيس دولة
أكد خطاب ترامب بأنه يتصرف كرئيس عصابة في أحد الأحياء في أمريكا ويريد أن يفرض سيطرته الكاملة عليه ويفرض الخاوات والإتاوات حين يشاء وعلى سكان الحي الإذعان لرغباته فقط .
تحدث ترامب في خطابه الاخير بلغة “الزعران” مستعرضا عضلاته وقدرته على إبتزاز إيران كما فعل مع دول الخليج .
ولمن خانته الذاكرة أورد ما قاله ترامب حرفيا قبل مجيئه إلى السعودية في شهر شباط من هذا العام .
هذه “الأموال الخليجية مقابل البقاء.. لا تملكون غير المال ولا وجود لكم بدوننا”, فهذا يشكل أبشع أنواع الإبتزاز والبلطجة، والنظرة الفوقية العنصرية.
وأثبت ترامب بأنه لا يفقه بالقانون الدولي وبأدنى أصول اللياقة الأدبية .
ترامب يريد ان يغير بنود الإتفاق النووي مع إيران أو أن يلغيه وكأن الإتفاق الذي وقعته دول ال5+1 وبإشراف الأمم المتحدة .
وهو بذلك يتصرف بغطرسة وعنجهية لا مثيل لها في التاريخ . وهو إما يظن بأن الإتفاق كان ثنائيا بين أمريكا وإيران ويستطيع أن يعدل البنود عندما يشاء ؛ أو يعتقد بأنه يقرر وعلى الباقين الطاعة العمياء .
وجاء رد الدول الموقعة على الإتفاق سريعا وسأذكر أبرزها :-
1- مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: لا يحق لأي دولة إنهاء اتفاق إيران النووي.
2- ماكرون في اتصال هاتفي مع روحاني: باريس والاتحاد الاوروبي سيدافعان عن الاتفاق النووي بقوة .
3- روسيا: رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف: إعلان ترامب بخصوص ايران قد يؤدي إلى تصدع العلاقات بين اميركا وأوروبا.
وفي الجانب الآخر أيدت دول الخليج إلى جانب الكيان الغاصب خطاب ترامب دون أي تحفظ.
فموقف ترامب ليس أكثر من زوبعة في فنجان, ويبدو أنه أذعن مرغما لنصائح مستشاريه بإحالة الاتفاقية إلى مجلس الكونغرس لكسب شهرين من الوقت.
وقد أثبت ترامب بأنه يجهل القانون الدولي وخاصة فيما يختص بتوقيع الإتفاقات الدولية وأدنى أصول اللياقة حين التحدث مع الدول الأخرى ويجهل التاريخ والجغرافيا حين يتحدى الشعب الإيراني.
واعتقد بأن الأصوات سترتفع مجددا في أمريكا للمطالبة بضرورة المباشرة بإجراءات عزل ترامب لأنه بات يشكل خطرا محدقا على أمريكا قبل غيرها من الدول.