الحوار اولا?ٍ
الدقائق التي ظهر فيها الرئيس علي عبد الله صالح في التلفزيون كانت فارقة, وقلبت موازين القوى واوقفت نزيف تسرب المعلومات التي كانت تتحدث عن “وفاة الرجل”, اثر هجوم استهدف جامع النهدين بدار الرئاسة اثناء ادائهم لصلاة جمعة اول رجب الموافق 3 يونيو الماضي, وبالعودة الى الخطاب كونه مفاجئة, هي ايضا?ٍ, صفعة قوية في وجه قوى المعارضة “اللقاء المشترك”, اقفت امالهم الباحثة عن السلطة, تحت مسمى مجلس “انتحاري” عفوا?ٍ انتقالي.
لقد اثار هذا الخطاب حنق المعارضين و قواهم البحثة عن الكراسي والسائرة بالبلد نحو التغيير غير الحقيقي بل “بالفوضى الخلاقة” التي انتهجها “حميد الاحمر”في وعد أعطاهللأمريكيينكما كشفته وثائق موقع “وكيلكس” قبل عدة سنوات من الان, مستند في ذلك التحرك المريب على اموال مشكوك بنظافتها.
الرئيس في الخطاب, رسم ملامح المستقبل في ظل شراكة وطنية تحمي اليمن من الانزلاق في اتون الصراع المسلح والحرب الاهلية والاقتتال والموت في دوامة حسابات متشابكة, فمن الخوف على اليمن, كانت الكلمات تحمل الامل في صنع مستقبل يتسم بالشركة والتغيير الحقيق بدون مزيد من التوتر والتخفيف من الضغط على الزناد, فيس هناك امل لليمن الجديد سوى بنظر الى مستقبلها في ظل كثير من التفاهم وقليل من الاختلاف, النظر الي اليمن الحقيقي بعيون فاحصة تستشف في ذلك الوصول الى التجديد الذي بتنا نرغب به لكن بأسلوب اكثر رقي وحضارة وديمقراطية, ولن يكون ذلك الى بالحوار, والجلوس على طاولة واحدة لتدارس كيفية الحلول الناجعة اليت تخرج اليمن من ازماته باقل قدر من الخسائر.
الحوار ظل صيغة الشعوب في تقدمها واسلوب حضارتها وتراكم معرفتها, فقد حجمت خلافاتها الى القدر الذي لا يظهر على السطح على هيئة صراع او ازمة, تخنق المواطن البسيط في كل شيء وترمي كل ثقلها على كاهله, وكاهل المجتمع, كما نتعامل به اليوم في اليمن, اليمن يحمل مشروع ديمقراطي راقي بل واكثر رقي وتقدم , والذي نحتاجه اليوم هو: معرفة ما لدى الاخر ومعرفة الاخر بقدر كافي , لنعرف ما هو الاخر في النهاية والوصول معه الى حل يكون سبيلي وسبيله معا?ٍ, بعيدا?ٍ عن التعصب للرأي او التحفظ في تفاصيل ليس جيدا?ٍ فيها التحفظ , فالعمل بشفافية يصل اولا?ٍ الى الحل ولا يحاط به كثير من الإشاعات, والتوهمات.
لماذا لا نصنع حلولنا بشكل شفاف وواقعي دون انتظار الاخرين , اين كان الاخر, وضع امامنا قائمة خيارات نجدها جميعا?ٍ مجحفة لكلينا, يكون الخاسر الوحيد هو انا وانت والبلد.
الحال الذي وصلنا الية مأساوي جدا?ٍ, بغض الطرف من صنعة, لكنه بات الان واقع نتعامل معه في كل ايام حياتنا, ومن المهم إيجاد حل لا بل حلول ناجعة, وحقيقية و سريعة, توقف تدهور الحال الذي نعاني منه, الحال لا يكون من قبل طرف بل يكون من جميع الاطراف فقليل من التنازلات سيكون الوضع افضل وجيد, لبناء قاعدة ثقة من الطرفين, يمكن من خلالها البداء في مشروع الانسان اليمني الجديد, وليس بتأزيم الوضع على ما هو علية الان, التنازل لا يعني التفريض بالقضايا الوطنية الجوهرية والجذرية, بل التنازل عن مطالب ليس لها مكان الان.
من المهم النظر الى الانسداد والعدى بين ابناء المجتمع الواحد بل الاسرة الواحدة, الذي ولدته الاوضاع في اليمن, لنعرف كم نحن مخطئين بحق الوطن وكم نحن نحمله فوق طاقته من مأسي ومتاعب واضطراب.
*ذمار