هكذا حرضت أمريكا فرنسا على احتلال الجزائر قبل قرنين
يذكر التاريخ الذي لا يدرس في المدارس أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المتسبب الرئيسي في احتلال الجزائر وأن قنصلها في العاصمة الجزائرية William Shaler هو الذي أوحى للفرنسيين بذلك.
وأن الإعداد لاحتلال فرنسا للجزائر بدأ منذ قرنين بالضبط بعد تمكن البحرية الأمريكية من قتل المجاهد ابن مدينة يسر الرايس حميدو بن علي الذي قاوم تسع سفن أمريكية بسفينة واحدة.
بعد قتل الأمريكان للرايس حميدو في جويلية/ يوليو 1815 توجهوا مباشرة إلى العاصمة الجزائرية وقصفوها بسفنهم كما قصفوا العراق وليبيا بطائراتهم بعد قرنين وأجبروا الداي عمر على اسقاط الجزية التي كانت تدفعها أمريكا للجزائريين.
هزيمة الجزائر تلك هي التي شجعت دول أوروبا بدورها على التوقف عن دفع الضرائب للجزائريين مقابل عبور البحر المتوسط، وشجعت بريطانيا على قصف ميناء الجزائر بدورها في أوت/أغسطس 1816.
أما القنصل الأمريكي Wiliam Shaler فقد استغل تلك الأوضاع للانتقام لنفسه ولابن أخيه الذي ضربه الجنود الجزائريون والأتراك في احدى المناسبات لسوء سلوكه وتعاليه وقلة أدبه فسافر إلى فرنسا بعد عزله في 1828 وأقام فيها عدة أشهر يتصل بأعضاء البلاط الفرنسي ليحرضهم على استعمار الجزائر مقدما لهم وثائق وخرائط دقيقة لمساعدتهم على ذلك، كل ذلك من أجل الانتقام لنفسه ولابن أخيه.
قنصل أمريكا كتب صراحة عن ذلك في كتابه Sketches of Algiers الذي ترجم إلى الفرنسية بأمر من ملك فرنسا والذي ترون صورة غلافه مترجما:
القنصل الأمريكي طالب بإعادة تفعيل خطة الكولونيل Vincent-Yves Boutin التي أعدها في 1808 لاحتلال الجزائر من سيدي فرج لقلة تحصيناتها بدل نزول القوات الفرنسية في القصبة مباشرة.