تهرب سعودي وتراجع عربي عن مشروع يدين إسرائيل باليونسكو
شهارة نت – وكالات :
قالت صحيفة هآرتس العبرية الأحد أن دول عربية والسلطة الفلسطينية تراجعت عن تقديم مشروع قرار يدين “إسرائيل” بمنظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة.
وأوضحت الصحيفة إن مشروع القرار ينص على إدانة “إسرائيل” على سياستها في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، مبينة أن هذه المرة الأولى منذ العام 2013 التي يتم التراجع فيها عن مشروع قرار في اليونسكو.
وأضافت نقلاً عن مصدر إسرائيلي أن الدول العربية قررت سحب مشروع قرار الإدانة بعد مساعي دبلوماسية سرية الأسبوع الماضي بين رئيس اللجنة الإدارية لليونسكو “مايكل فربس” والسفير الإسرائيلي في اليونسكو “كرمل شاما هكوهن” والسفير الأردني لدى المنظمة “مكرم قيسي“.
وبينت الصحيفة أن التراجع جاء بتدخل أمريكي ودول غربية إضافة لتدخل المبعوث الأمريكي الخاص بالشرق الأوسط “جيسون غرينبلت” وجرى الاتفاق في نهاية المطاف على سحب مشروع القرار ومشروع آخر الآن وتأجيل طرح هذه المشاريع لنصف عام قادم.
وذكرت صحيفة هآرتس العبرية أن مشروع القرار ينص في الأساس على إدانة إسرائيل على سياستها في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن الدول العربية قررت سحب المشاريع في أعقاب اتصالات دبلوماسية، جرت الأسبوع الماضي، بين رئيس اللجنة الإدارية لليونسكو مايكل ووربس، والسفير الإسرائيلي في هذه المنظمة كرمل شاما هكوهين، والسفير الأردني في اليونسكو مكرم قيسي، بمشاركة دول غربية على رأسها الولايات المتحدة.
وبحسب الموظف الإسرائيلي، فإنه تم التوصل إلى تفاهمات خلال هذه الاتصالات، تقضي بأنه بدلا من التصويت على مشروعي قرار بخصوص القدس المحتلة والوضع في فلسطين المحتلة، قدمتهما المجموعة العربية، وصيغتهما مطابقة للقرارات التي صادقت عليها اليونسكو قبل ستة أشهر، فإن رئيس اللجنة الإدارية لليونسكو سيقدم اقتراحين لإرجاء التصويت على مشروعي القرار لستة أشهر، وسيتم التصويت على الاقتراحين بالإجماع من جانب الدول الـ56 الأعضاء في اللجنة الإدارية.
ويأتي سحب الدول العربية لمشروعي القرارين في الوقت الذي سيتم فيه انتخاب رئيس جديد للجنة الإدارية لليونسكو. وبين المرشحين يوجد مندوبون عن العراق وقطر ومصر. وبحسب التقديرات الإسرائيلية فإن سحب مشروعي القرار سببه عدم عرقلة إمكانية انتخاب أحد المرشحين العرب للمنصب.
وفي سياق متصل تهرّب السفير السعودي في الأمم المتحدة “عبد الله المعلمي” من سؤال وجّه له عن الانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين.
وبدا المسؤول السعودي مدهوشا للسؤال الذي طرح عليه، وظهرت أولى ردود الأفعال من أحد الجالسين في المؤتمر، الذي نصح السفير بأن الأفضل له أن ينسحب وينهي المؤتمر، وهو ما قام بفعله حقا، كيف لا وقد باتت الرياض وتل أبيب تربطهما صلة وثيقة ظهرت الى العلن خلال الأعوام السابقة.
إلا أن السفير المرتبك تمسّك بموقفه بحزم وأجاب متذرّعاً: لم أقم بدراسة هذا الجزء حتى أستطيع أن أعطيك عليه تعليقاً.
وأما الردّ العربي على هذا التخاذل من قبل السفير السعودي، ظهر واضحا على صفحات رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا تصريح السفير السعوي بأنه بداية موفقة للتطبيع مع الاحتلال.
جدير بالذكر أن التقارب المشؤوم بين كيان الاحتلال والسعودية لم يكن وليد اليوم وإنما ظهر الى العلن خلال الأعوام السابقة، حيث كشفت صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية، في سبتمبر/أيلول 2017 أن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي قد زار إسرائيل الأسبوع الماضي سراً والتقى برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.