مجزرة الأقصى.. 27 عاماً ولا زالت الإعتداءات مستمرة
شهارة نت – تقرير :
الثامن من تشرين الأول 1990، لم يكن يوماً عادياً، يوم استفاق المقدسيون على سيل من الدماء وأصوات الرصاص والقنابل ومكبرات الصوت التي صدحت من المساجد في دعوة لحماية المسجد الأقصى المبارك.
ما قبل المذبحة:
في ذلك العام وقبيل احتفال “الإسرائيليين” بعيد العرش اليهودي، قررت ما تسمى جماعة أمناء الهيكل تنظيم مسيرة للمسجد الأقصى بنيّة وضع حجر الأساس “للهيكل الثالث”، وتوجه مؤسس الجماعة حينها “غرشون سلمون” برسائل عبر وسائل الإعلام لحث اليهود على الانضمام للمسيرة قائلاً: “إن الاحتلال العربي الإسلامي لمنطقة المعبد يجب أن ينتهي وعلى اليهود تجديد علاقاتهم العميقة بالمنطقة المقدسة”.
يوم المذبحة:
يوم الاثنين 8 أكتوبر، 1990 في تمام الساعة العاشرة صباحاً، أي قبل وقوع المذبحة بنصف ساعة، شرعت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بوضع حواجز عسكرية على طول الطرق المؤدية إلى القدس من أجل منع الفلسطينيين من الوصول إلى المدينة، كما أنها أغلقت أبواب المسجد الأقصى لمنع سكان القدس لدخول المسجد، ولكن الآلاف من المصلين كانوا قد تجمعوا داخل المسجد قبل هذا الوقت في استجابة لدعوات من إمام المسجد، والحركة الإسلامية لحماية المسجد، لمنع “أمناء الهيكل” من اقتحامه.
وفي تمام الساعة 10:30 صباحاً، وعندما بدأ المصلين المسلمين بمقاومة المجموعة “الإسرائيلية” لمنعهم من وضع “حجر الاساس” من أجل ما يسمى الهيكل الثالث، شرعت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” بتنفيذ المجزرة، وذلك باستخدام جميع الأسلحة مثل قنابل الغاز السام والأسلحة الأوتوماتيكية وطائرات الهليكوبتر عسكرية، وقد قام الجنود والمستوطنين اليهود بإمطار الجموع بالذخيرة الحية بشكل متواصل من نيران المدافع الرشاشة، وكانت النتيجة أن الآلاف من المصلين الفلسطينيين من مختلف الأعمار وجدوا أنفسهم في فخ الموت الجماعي، ولم يتوقف إطلاق النار لمدة 35 دقيقة على المصلين مما أدى إلى استشهاد ثلاثة وعشرين فلسطينياً، وإصابة 850 آخرين بدرجات متفاوتة.
رصاص وطائرات:
خطط الاحتلال بأذرعه المختلفة حينها لوضع اليد على المسجد الأقصى بأجواء حربية عدوانية، وما إن بدأ الناس بالهتاف ضد الاحتلال حتى دخلت أعداد كبيرة من القوات الخاصة وجنود وشرطة الاحتلال للمسجد من عدة أبواب، وبدأ إطلاق الرصاص بشكل عشوائي وكثيف.
استعانت قوات الاحتلال حينها بالطائرات للمشاركة في المجزرة، لكثرة أعداد المعتكفين بالمسجد، ولم يتمكن الجيش من محاصرتهم على الأرض.
ما بعد المذبحة:
تم إعاقة حركة سيارات المتجهة لإسعاف المصابين وقد أصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يستطع الفلسطينيون إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المجرزة.