العملية التاسعة .. للرئيس
*- البهجة التي زينت سماء اليمن بالألعاب النارية والرصاص الحي أحتفاءا?ٍ بالظهور الأول للرئيس منذ محاولة اغتياله وأبرز قيادات الدولة ? لم تكن ميولا?ٍ من دون مدلول .. فالنبض الجمعي الشعبي يكن للرئيس صالح أحتراما واسعا?ٍ ? ولا شك أن ضهوره ? بوجه شاحب وهو يتحدث عن هموم الوطن لا همومه الشخصية ? قد زاده حبا?ٍ واحتراما?ٍ فوق ما يحظى به ..
وعلى العكس من ذلك ياتي قادة تكتل المشترك المعارض ? إذ ليس من بينهم من يحظى ولو بالقليل من الحب والاحترام الذي يمكنه من أن يكون بديلا?ٍ مقنعا?ٍ . ولهذا ? وجدنا كل هولاء خلال الأسابيع القليلة الماضية يؤكدون ان نائب رئيس الجمهورية أمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الفريق الركن عبد ربه منصور هادي يحظى بأحترام وتأييد مختلف اطراف العملية السياسية ? في إشارة واضحة إلى خلو ساحاتهم من شخص يحظى بشيء من الاحترام والقبول الملفت ..
وحتى عندما يؤكد قادات المشترك والمحتمون بالشباب ? الواحد تلو الأخر ? أنهم لن يكونو الرئيس القادم ? أنما هو اعتراف صريح لا ضمني بأن تاريخهم سيء وانهم بذلك يشكلون عبئا?ٍ على حركات الشباب السلمية .وعلى حد قول مراقب سياسي لا يحضرني اسمه : نظام صالح يستمد قوته في مواجة حركات الشباب فقط من الصورة البشعة المعروفة محليا?ٍ ودوليا?ٍ لتلك الأطراف سيئة السمعة ? التي ادعت أنضمامها للثورة أو حمايتها .. ودعمها
*- وجهه الرئيس ? الشاحب ? هو ذاته وجه اليمن اليوم منذ مغادرته إلى العاصمة السعودية الرياض لغرض العلاج ? حيث الاضطرابات وما نتج عنها من تدهور اقتصادي وغلاء أسعار وقلق ورعب اجتماعي وركود يكاد يشمل مختلف مناحي الحياة? والأدهى أنه لا شي يلوح في الأفق في ظل غياب الرئيس سوى الشؤم ? ليس على النظام الحاكم الذي أثبت قدرته على البقاء ? وأنما هو الشؤم على البلد ككل سلطة ومعارضة إذا مااستمر أرباب الأزمة وصناعها في تمترسهم وراء مطالبهم دون تقديم التنازلات ..
*- ان الفترة الواقعة ما بين محاولة اغتيال الرئيس وضهوره لأول مرة من مشفاه في الرياض ? هي فترة مهمة بمختلف المقاييس أكان لجهة عدد أيامها
(35يوما?ٍ) قضاها الرئيس وابرز قادات الدولة خارج البلاد دون ان تتقدم المعارضة شبرا?ٍ واحدا ? وهي التي روجة قبل ذلك خوف الرئيس مغادرته البلاد ولو لساعة واحدة ..
لقد ثبت وبما لا يدع مجالا?ٍ للشك عجز المعارضة بوضعيتها الراهنة التقدم نحو أهدافها ? أو فرض حل ? أي حل من دون رضا مناصري صالح ومؤيديه الذين ما زال لديهم الأرجحية. وتكمن أهمية فترة غياب الرئيس ايضا?ٍ فيما احدثتة على الخارطة السياسية اليمنية من متغيرات كلها سلبية .. وما الطوابير الطويلة للسيارات والمركبات في انتظار (دبة) بترول إلا صورة مبسطة وصغيرة جدا?ٍ لبلد تدفعه قواه المتصارعة وبشراهة للانهيار .. الاقتصادي والأمني ? وإذا غاب الاقتصاد والأمن فماذا بقي?
*- وبالتالي فأن التعامل مع قادم الأيام والأسابيع والشهور لابد وان يستند إلى معطيات هذه المرحلة – فترة غياب الرئيس وما افرزتة – وهذا الاستناد يحتاج أولا إلى مواجهه صريحة وصحيحة?واستشعار المخاطر المحدقة للوطن إذا ما استمر المتصارعون في غيهم ..
ومن الصراحة بمكان القول? بأن التنازلات المؤلمة تفيد في بعض الأحيان لتأسيس مستقبل أفضل للأجيال القادمة ? إذ لا يجب علينا إن نبقى متمترسين حول مطالبنا ? ذلك ان دخول الحرب امر سهل إلا ان الخروج منها امر مؤلم ..
ومن الصراحة ايضا?ٍ ? ما قاله بيتر ديمتروف – مدير المعهد الوطني الديمقراطي الأمريكي في صنعاء – : البلد عندما تكون مواردها ضئيلة ومحدودة ? كاليمن ? تكون الخيارات السلمية والسليمة لإدارة البلد بطريقة فعالة وشفافة ). أما اسقاط النظام في اليمن بالطريقة التونسية والمصرية ليس إلا سقوط للبلد ككل ? ولن ينجوا احدا?ٍ من الفوضى
*- ولعل هذا ما جسده فخامة رئيس الجمهورية في خطابه المقتضب في أول ضهورله بعد محاوله اغتياله . لقد شدد تمسكه بدستور الجمهورية اليمنية في نقل السلطة .. واضهر تجاوبه مع مطالب التغيير ولكن شريطة ان يمر هذا التغيير عبر الشرعية الدستورية ? حتى لا يتجاوز الشعب – صاحب السيادة – أو العودة باليمن إلى ما قبل الجمهورية ? أو الانتقال بها إلى مرحلة اللادولة..
ويأتي هذا الحرص من فخامتة ادراكا?ٍ منه وهو الخبير والقائد المحنك ان أزمة الوطن لن تحل بغير الحوار وعبر المؤسسات الدستورية ? وأن لا تغيير بالقوة (لي الأذرع)
نعم .. ثمة مخاوف لها ما يبررها من احتمال ان تدفع بنا حركات الاحتجاج والمعارضة بصلفها ليس إلى التغيير الذي نزل شبابهم إلى الساحات من اجله ? وإنما إلى حافة الهاوية وتطلق العنان لحرب أهلية .. يغرق فيها الجميع .
اليوم ? وهذا ما يمكننا استلهامه من خطاب فخامة الرئيس ? إننا أمام خيارين لا ثالث لهما ? فاما التصالح والتسامح والعودة إلى جادة الصواب ومواصلة مسيرة البناء في ظل استقرار سياسي يلبي التطلعات ووفقا?ٍ للأسس التي ا