الاستخبارات الاميركية وداعش بين الانزالات الجوية واختفاء قادة التنظيم
شهارة نت – تحقيق :
في كل مرة تعرض فيها ادلة على التنسيق والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الامريكية لداعش في سورية، تصاب دوائر صنع القرار ومنصات الاعلام الامريكي بحالة غيبوبة، وتكاد لا تشعر بوجودهم، ضمن ساحة التصريحات والتصريحات المضادة.
ويبقى السؤال الاكثر الحاحاً في ذهن المجتمع، متى تكون نهاية المسرحية الامريكية التي اعلنتها الولايات المتحدة تحت عنوان ” الحرب ضد الارهاب”، ومنذ متى هذا التنسيق والتعاون الامريكي مع جبهة النصرة و داعش في سورية والعراق، وهل بدأ فعلا قبل الحرب المفروضة على سورية ام خلالها؟
بالوقائع ومن خلال احصاء بسيط لمجريات الاحداث في الحرب على سورية، نستطيع ان نكتشف ان الدعم الامريكي لم يقتصر على الاسقاط المظلي للمؤن والذخائر، او حتى على المعلومات الاستخبارية المقدمة لداعش، او التشويش الالكتروني والدعم الميداني، بل ان هناك حالة ملفتة للنظر كانت تتلخص بالانزالات الجوية، التي نفذتها قوات خاصة امريكية في داخل الاراضي التي تتواجد فيها داعش، وهذا ما يفسر مؤخراً وضمن المعركة الدائرة في دير الزور، اختفاء قادة داعش بشكل مفاجئ وسحب عناصر التنظيم من الجنسيات الأوربية من جبهتي الرشدية والحويقة من ضمن مدينة دير الزور إلى اقصى الريف الشرقي للمحافظة، اما في مدينة الميادين، ومع اقتراب الجيش السوري منها، شهدت المدينة والقرى المحيطة فيها، اختفاء عدد كبير من قيادة التنظيم الإرهابي داعش في المنطقة، منهم أبو شيماء المغربي مسؤول جهاز الحسبة بمدينة الميادين، إضافة إلى فرار عدد كبير من المغاربة الذين كانوا يعملون فيما يسمى بـ “الشرطة الإسلامية” من المنطقة.
وعلى مدار العام الجاري تم تنفيذ عدد من الانزالات الجوية بعدد من مناطق الشرق السوري عبر حوامات عسكرية تابعة للولايات المتحدة الامريكية، كان ابرزها الانزال الذي نفذته حوامات أمريكية في السابع والعشرين من شهر اب الفائت، كان في منطقة “التبني” بريف دير الزور الغربي، وإنزال مماثل في منطقة “بقرص” بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع فقدان قيادات لداعش يحملون جنسيات أجنبية بينهم خبراء بالتفجيرات، وفي الثالث والعشرين من شهر نيسان العام الجاري نفذ التحالف إنزال في منطقة “خشام” 20 كم شمال شرق دير الزور، استمر لثلاث ساعات متواصلة في المنطقة دون معرفة معلومات الانزال .
وخلال شهر كانون الثاني من العام الجاري نفذ التحالف إنزالا جويا بمنطقة “الكبُر” وقاموا بنصب حاجز بينها وبين منطقة “الجزرة ” بريف دير الزور الشمالي الغربي وهاجموا محطة مياه الكبُر، وقتلوا عددا من عناصر داعش ورحّلوا آخرين من المنطقة، وفي الشهر الخامس وتحديدا في اليوم التاسع منها، نفذت مروحيتان للتحالف عمليات انزال بمساعدة أشخاص محليين في بلدة ” الصور” على الحدود الإدارية الفاصلة بين دير الزور والحسكة واستمرت لساعات تم على أثرها قتل المدعو أبو محمد العراقي واثنين من مرافقيه وترحيل عنصر ثالث يحمل الجنسية الاردنية .
وفي العاشر من شهر آب الفائت قامت طائرات من التحالف الدولي باستهداف منزل في منطقة الصور تبين انه للشخص الذي ساعدهم بالإنزال الجوي الذي نُفذ قبل يوم واحد ما أسفر عن وفاة العائلة بشكل كامل ونجاة طفلتين فقط من العائلة حسب ما روى مصدر محلي في المنطقة بغية عدم ترك أي دليل، ولفت المصدر إلى ان انزالا أخر نفذ بذات المنطقة وكان بانتظاره سيارتين تقل عناصر للتنظيم الإرهابي، ونقلتهم وقامت بتفجير السيارات بعد انتهاء الإنزال دون معرفة العناصر اللذين تم ترحيلهم .
وخلال الأيام الفائتة نفذ التحالف الدولي إنزالا جويا بمنطقة “حاوي البوليل” بريف دير الزور الشرقي أجلت من خلاله القوات الامريكية المسؤول المالي في حقل التيم النفطي مع عائلته، وبحوزته كمية كبيرة من الأموال كانت معبأة بأكياس كبيرة، كم نفذ إنزال أخر في منطقة “الرحبة ” بمحيط مدينة الميادين لترحيل ثمانية قياديين في صفوف التنظيم الإرهابي مع الأموال وعائلاتهم .
وفي السادس والعشرين من شهر آب الفائت تم تنفيذ إنزال بمنطقة البوليل بريف دير الزور الشرقي وحسب مصادر محلية قامت الحوامات بنقل 6 عائلات إضافة إلى أمير الحسبة في التنظيم الإرهابي أبو خزيمة مغربي الجنسية .
وفي ريف الحسكة الجنوبي رحّل التحالف الدولي عبر حوامات عدد من عائلات التنظيم الإرهابي وتحديد من منطقة مركدا الواقعة على بعد 100 كم جنوب مدينة الحسكة، كانوا قد فروا من مدينة الموصل العراقية، عشية هجوم الحشد الشعبي العراقي على مواقع التنظيم في المنطقة، وسبقه إنزال جوي بحقل غاز الجبسة شرق الشدادي قبل سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على المنطقة .
وفي السياق هربت القوات الامريكية عدد من عناصر التنظيم الإرهابي داعش إلى مناطق شمال العراق كما لجأت إلى تهريب عدد من عناصرها ضمن صفوف داعش، وذلك من خلال تسليم أنفسهم لهذه القوات بالاتفاق مع التحالف ليتم إيصالهم فيما بعد إلى شمال العراق .
لكن يبقى التساؤل مفتوحاً، الى اين نُقل هؤلاء الارهابيين، وماهي الوجهة الامريكية القادمة، وكيف يمكن الوثوق بالامريكي الذي يدعي محاربة الارهاب، وقد ارتكب العديد من المجازر بالسكان المحليين في مناطق الاشتباك، والرهان الوحيد في هذه الحرب المفتوحة، هو على الجيش السوري وحلفاؤه من محور المقاومة في انهاءهذه الورقة الامريكية في المنطقة، وافشال المشروع التكفيري.