السيسي يخسر النيل والسويس بعدوانه على اليمن
بقلم / محمد أنعم
يرعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي سبع بقرات سمان توشك أن تلتهم مصر بكل خيراتها وتشرب النيل وتحول قناة السويس الى مجرد معبر تتحكم به اسرائيل وتركيا والسعودية مثلما تتحكم اثيوبيا اليوم وغيرها بتدفق مياه نهر النيل الى مصر.
كارثة سد النهضة لم تحظ بنفس ذلك الاستنفار العالمي الذي تقوم به الدبلوماسية المصرية في المحافل الدولية بتبرير العدوان السعودي وما ترتكبه من جرائم حرب بحق الشعب اليمني للعام الثالث، كما أصبح أمن مصر لا يعني نظام السيسي بعد أن باع جيش مصر البطل.. جيش عبدالناصر، بطل العبور بثمن بخس لأعداء مصر للانتقام منه من قبل آل سعود وبني صهيون بزجه في العدوان على اليمن، وترك الأمن القومي لمصر لعبث تركيا التي افتتحت أكبر قاعدة عسكرية لها في الصومال الاسبوع الماضي كخطوة لإغلاق قناة السويس فيما أثيوبيا واسرائيل والسعودية وقطر تمول سد النهضة في اثيوبيا لتجفيف نهر النيل.
الاسبوع الماضي حققت الدبلوماسية التابعة لنظام السيسي انتصاراً كبيراً في مجلس حقوق الإنسان عندما خاضت معركة شرسة للمتاجرة بدماء آلاف اليمنيين وحماية النظام السعودي من المساءلة والمحاكمة الدولية العادلة.. ويومياً مصر مشغولة في أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالدفاع عن جرائم العدوان السعودي.. ونعترف بأن مصر نجحت بشكل لافت في حربها على الشعب اليمني لكنها خسرت كل حروبها من أجل مصر.
وللأسف لم تستطع مصر أن تقنع المحافل الدولة عبر الضغط على اثيوبيا بالقبول بتشييد سد النهضة بنفس المواصفات والمعايير التي سبق أن تم الاتفاق بشأنها بين القاهرة واديس أبابا.. كما لم يستطع نظام السيسي أن يقنع السعودية بوقف تمويلها لسد النهضة.
صدقوني لا نقول هذا بقصد الدس وتصيد الاخطاء والعيوب، ولكن من باب حُبّنا لمصر عبدالناصر ولشعبها العظيم الذي لم يبخل على اليمن بخيرة دماء شباب أرض الكنانة، التي ستظل غالية على قلب كل يمني مهما جار الزمن.
مصر تواجه فعلاً سبع بقرات عجاف ولم يعد داخل نظام السيسي رجل حكيم ليدلي بدلوه ويقول للرئيس كفى عبثاً بمصر وجيشها وأمنها القومي.. للأسف لا يوجد مستشارون حتى مثل ساقي الملك، فما بالنا ببرلمان باع جزيرتين بساعات روليكس ويخسر اليمن مقابل أموال سعودية مدنسة ويلهث نظام السيسي وراء المال النفطي الخليجي والذي لا يساوي شيئاً أمام قيمة مياه نهر النيل التي لا تقدر بثمن وملك لأجيال شعب مصر الى أن تقوم الساعة.
والمثير للسخرية في هذه المأساة السيسية أن نجد مصر تخوض حرباً شاملة ضد اليمن أرضاً وإنساناً لكسب رضى النظام السعودي بينما نجدها لم تحرك بوارجها البحرية ولا طائراتها الحربية ولا الدبلوماسية لمواجهة الصلف الأثيوبي واصراره على تجفيف نهر النيل واجباره على تنفيذ اتفاق مارس 2015م.
محزن جداً أن يتحكم آل سعود بالجيش المصري الى هذه الدرجة المخجلة وجرّه الى معارك عبثية وترك سيناء مفتوحة للإرهابيين وقناة السيويس في قبضة أردوغان والاخوان.. فماذا تبقى لمصر يا أضحوكة العصر!!