الـ17من يوليو قصة حياة
– هناك يوم من كل سنة تعتبر ذكرى ميلاد لكل إنسان في هذه المعمورة يحتفل بها كون هذا اليوم بداية روح وحياة جديدة ولأن الحياة غير مقتصرة على البشر فالأرض والأوطان لها قصة حياة وميلاد جديدة , وتاريخ ميلاد هذه الأوطان تختلف باختلاف الأحداث التي أدت إلى ولادة هذا الوطن سواء كانت هذه الولادة طبيعية أو قيصرية فالحياة تولد من رحم المعاناة وبلادي اليمن الحبيب ولدت في تاريخ ميلادي هام أدت الأقدار إلى تتوافق التوقيت الشمسي والقمري في ذكراه ال33 للميلاد (كون التوقيتين يلتقيان مرة كل 33 سنة ) وتاريخ ميلاد اليمن ال33 (ميلادي) أو ال34 (هجري) كان في الأصل والأساس في يوم ال17 يوليو الموافق 16شعبان وهذا اليوم ذكرى تولي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح زمام الحكم في اليمن بعد أن أستمر الحمل وآلام الطمث والوضع لهذا الوطن أكثر من 16 عاما وبالتحديد منذ فجر ثورة ال26 من سبتمبر المجيد لعام 1962م (تاريخ ثورة اليمن الوحيدة للشطر الشمالي آنذاك ) فتلك اللحظة كانت بمحل (الحمل) بالنسبة لليمن الجديد ثم تلتها سنين عسر وقحط ومشاكل وأحداث واغتيالات ولا استقرار سياسي كاد أن يعصف باليمن أرضا وإنسانا حتى جاءت هذه اللحظة المجيدة المباركة الهامة جدا في حياة هذا الشعب ومن بعد تلك اللحظة دخلت اليمن في مرحلة حياة جديدة لا تختلف عن حياة الإنسان فبدأ يترعرع بين أحضان هذا الرئيس وينمو ويكبر بسرعة غير منطقية إذا ما قارناها بالتاريخ الماضي لليمن بل أنه وبعد فقط 13 عاما أي في عام (1990م) وبالتحديد في 22مايو أصبح أكبر وأشد وأقوى بعد أن حقق هذا الرئيس وحدة اليمن أرضا وإنسانا في ظروف تكاد تكون ظروف إعجازية ليس فقط لتحقيق الوحدة وإنما للحفاظ على وحدة أرض أنت تعيش فيها كونها فترة انهيار قوى عالمية عظمى وما يتأتى من نتائج نتيجة هذه الانهيارات ولكن قدرة الله تعالى التي وضعها في قلب وفكر وروح هذا الإنسان جعل منه أسطورة يمنية عربية إسلامية لا مثيل لها في العصر الحديث فقد تولى حكم اليمن في وقت كانت الاغتيالات السياسية في اليمن حكم لا مفر منه لكل حاكم يمني حتى أنه لم يأخذ من أشياءه الخاصة للقصر الجمهوري إلا الكفن الخاص به (بمعنى أنه أفدى اليمن واليمنيين بالدم والروح ) وحافظ على استقرار اليمن ثم سعى سعيا حثيثا للم الشمل اليمني في شطرية وحقق وحدته ثم حافظ على الوحدة من خلال درء فتنة الانفصال والانفصاليين في صيف 1994م وتوالت الأحداث ومازال ثابتا صابرا شامخا قويا مفديا لليمن واليمنيين بكل غالي ونفيس فبعد أن حارب الانفصاليين والفكر الانفصالي جاءت مسألة الإرهاب والفكر الإرهابي ووقف صامدا ضده وجاهدة بكل ما أوتي من قوة ثم جاء بعد ذلك الفكر الحوثي وقابلة بمثل ما قابل به سابقيه حتى جاءت الذكرى ال33 لتوليه الحكم 2011م واليمن تمر بأشد أزمة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقد تكالبت جميع الطوائف هذه مرة واحدة على اليمن واليمنيين (فالانفصاليون والحوثيون والإرهابيون ) اجتمعوا جميعا تحت مظلة واحدة وفكر واحد وهدف واحد ( خراب اليمن وأرض اليمن ) وجره جرا إلى هاوية اللاعودة وخلال ما يقارب ال6 أشهر وهؤلاء يعيثون في الأرض اليمنية فسادا فتجردوا جميعا عن كل مبدأ إنساني وديني وعربي قد يردعهم عن أفعالهم حتى وصل الأمر بهم إلى قصف بيوت الله التي أذن الله أن ترفع فيها أسمه وحاولت هذه الأفكار الظلامية اغتيال قائد الأمة اليمنية فأصابوه إصابات بليغة فأرادوا له كيدا فجعلهم الله المكيدون وأخرجه منها سالما معافى جسديا وعقليا وروحيا والأهم (فكريا ) بعد أن أفدى اليمن وأرض اليمن (مرة أخرى ) بالروح والدم وشاءت الأقدار لهذا القائد الرمز أن يتعافى ويعود لمكانة الطبيعي في نفس التوقيت الأول الذي مسك به زمام الأمور في اليمن (توقيت ميلادي وهجري) كوننا نعلم أن الميلادي يحتوي عدد 16 يوم زيادة عنه في الهجري وخلال دورة 33 سنة عاد اللحظات إلى بدايتها وعادت الروح اليمنية إلى جسدها وعاد الفارس إلى جواده ونسأل الله أن تعود الحياة إلى وضعها الطبيعي في الأرض اليمنية كون هؤلاء الظلاميون متربصين الدوائر لليمن وشعب اليمن على مر التاريخ ولكن هذا التاريخ سيظل محفورا في كتب التاريخ اليمنية وسماء الأرض اليمنية وأرض الأرض اليمنية والأهم من هذا وذاك قلب الإنسان والروح اليمنية إنه تاريخ ال17من يوليو.
Alhadree_yusef@hotmail.com